لم تجد المهندسة "فتاة" بعملها الوظيفي الاستثمار الأمثل لقدراتها المهنية في مجال الاستفادة من مقدرات الطبيعة، فقررت العمل بمفردها ابتداء بالزراعة وانتهاء بالصناعات الغذائية.

الطبيعة الغنية بالفوائد والأفكار كانت من أهم دوافع العمل الحرفي بالصناعات الغذائية كمشروع فردي بعيداً عن العمل الوظيفي، بحسب حديث المهندسة "فتاة أحمد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 أيلول 2014، حيث أكدت أنها لم تتمكن من استثمار كامل قدراتها ومهاراتها الحرفية إلا بمشروعها الفردي بتقطير النباتات العطرية والطبية، وصناعة المواد الغذائية التي تدخل في صلب الحياة اليومية، مضيفة: «من أهم ما أقوم بتصنيعه شراب الورد، وماء الزهر، ودبس الرمان، وصابون الغار والمربيات بأنواعها، لأنني وجدت فيها عودة حميمية إلى الطبيعة، بعدما اتبعت العديد من الدورات الاختصاصية في "مصر" و"تونس"، ورأيت كيف يهتم أبناؤها بهذا الجانب الذي ينعكس على صحتهم العامة.

عند شراء ماء الورد أو دبس الرمان أحاول أن يكون صنع يدوياً بأيد أعرفها، لذلك اشتريت من المعرض ما أحتاجه، وأعتقد أنها جيدة بدليل رائحتها الذكية. وبالعموم مشكورة هذه الأيادي وهؤلاء السيدات العاملات لتحسين أحوالهم الاقتصادية، ومنهم المهندسة "فتاة" كنموذج الإنسان السوري المحب للحياة والعطاء

فمن هذه الدورات حصلت على المعلومات الأساسية، وأدركت الأمور بتفاصيلها وعدت إلى هنا لتوظيفها، وخلال عملية التوظيف رأيت أن تطوير الأفكار الأساسية والمعلومات أمر مهم جداً ليتناسب وبيئتنا الطبيعية والاجتماعية وواقع حياتنا، فعمدت إلى تطوير بعض الأجهزة المستخدمة في مجال العمل لتصبح أطول عمراً وأكثر فاعلية.

مقطرات

كما أنني عملت قبل الاستقالة من وظيفتي في مجال تنمية المرأة الريفية، وأقمت الكثير من الدورات في هذا المجال وقدمت جل ما وصلت إليه من خبرات وتجارب لهم، لتعم الفائدة وأحقق انتشاراً لهذه الأفكار، وبهذا أكون بنيت قاعدة أساسية لهذا العمل، وشجعت السيدات الريفيات على العمل بمشاريع مدرة للدخل ومحسنة لمستواهم الاجتماعي والاقتصادي».

وتتابع: «البداية كانت من تعلقي بطبيعة العمل بالصناعات الغذائية والمقطرات، التي أشعر بطاقة كبيرة للتعامل معها واستثمارها، وهو الأمر الذي دفعني لإحضار جهاز تقطير من "تونس"، لإدراك طريقة عمله مع مختلف أنواع المشروبات الحساسة لأي جسم غريب، ومن ثم العمل على تطويره وتحسين نوعية المعدن المستخدم فيه ليصبح أفضل استخداماً وأماناً، حيث استبدلت أوعية معدن التوتياء بأوعية معدن الكروم التي صنعتها في محافظة "حلب"».

صناعات غذائية

وعن طريقة صناعة المقطرات وتسويقها، قالت المهندسة "فتاة": «نضع المادة المراد تقطيرها مع كمية معينة من الماء في وعاء التقطير ونضعها فوق نار هادئة، وننتظر مرحلة الغليان وتصاعد الأبخرة إلى قسم التكثيف العلوي، لتبدأ عملية التقطير والحصول على خلاصة هذه المادة.

وبالعموم المقطرات مواد مطلوبة جداً في الأسواق لأنها طبيعية وخالية من المواد الحافظة التي يجب الابتعاد عنها، وهو ما دفعني لزراعة أغلب النباتات والمزروعات التي أستخدمها في عملي ضمن حديقة منزلي لضمان خلوها من المواد الحافظة».

التجربة الغنية بالخبرة والمعرفة عند السيدة "فتاة" ليست حكراً عليها فقط، وإنما هي معرفة يمكن لأي أحد أن ينهل منها، وهنا قالت: «استفدت من دراستي الأكاديمية والمراجع العلمية التي حصلت عليها بجهدي وخبرتي بتوضيح فوائد هذه المقطرات والمواد الغذائية المصنعة يدوياً وحرفياً للراغبين بالتعرف عليها، كما عملت على تجهيز وتنضيد دراسات خاصة بفوائد النباتات المصنفة بالطبية؛ لتكون الفائدة عامة وشاملة للمتعطشين للمعرفة والفائدة الصحية».

وفي لقاء مع السيد "يوسف برهو" أحد من التقيناهم في معرض منتجات المرأة الريفية والمشاريع الصغيرة؛ تحدث عن أهمية المقطرات بالقول: «عند شراء ماء الورد أو دبس الرمان أحاول أن يكون صنع يدوياً بأيد أعرفها، لذلك اشتريت من المعرض ما أحتاجه، وأعتقد أنها جيدة بدليل رائحتها الذكية.

وبالعموم مشكورة هذه الأيادي وهؤلاء السيدات العاملات لتحسين أحوالهم الاقتصادية، ومنهم المهندسة "فتاة" كنموذج الإنسان السوري المحب للحياة والعطاء».