رغم تفوقه العلمي في المعلوماتية، كتب للغزل بروح "نزار قباني"، وتغنى بالوطن بعشق "محمود درويش"، عبر فيما ألقى من شعر عن مشكلات الشباب وخيبات أملهم من الحب والمجتمع.

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 24 تموز 2014، وتحدث بالقول: «أنا من محافظة "طرطوس" منطقة "صافيتا" مواليد عام 1989، نشأت في بيئة ريفية حيث الطبيعة في أجمل صورها والخضرة والمياه، درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة بلدتنا "سبة" التابعة لمنطقة "صافيتا"، وكنت من المتفوقين في جميع المراحل ولا سيما شهادة التعليم الأساسي، حيث حصلت على المرتبة الأولى على مستوى المحافظة 289-290، والثانية على مستوى القطر، وأيضاً في الثانوية العامة، ودخلت كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة "دمشق"، وتخرجت فيها عام 2012، ومن ثم تابعت الدراسات العليا، وحالياً أعمل على رسالة ماجستير باختصاص الشبكات».

لدي هوايات أخرى إلى جانب كتابة الشعر، أهمها المطالعة فأنا أقرأ الكتب، والكاتب المفضل لدي هو "باولو كويلو"، لدي اهتمامات موسيقية، وبعض المحاولات لكتابة كلمات الأغاني

وعن علاقته بالشعر يقول: «بدأت علاقتي مع الشعر منذ مرحلة التعليم الأساسي، وفي بداية المرحلة الثانوية في الصف العاشر حيث درسنا البحور، وفن البلاغة والعروض، واستهواني هذا الموضوع إضافة إلى منهاج الأدب الذي كان غنياً انطلاقاً من الشعر الجاهلي، إلى صدر الإسلام، إلى الشعر الأموي ثم العباسي، وكان لاهتمام مدرسة اللغة العربية بموهبتي أثر وحافز لي للانطلاق في الكتابة والمطالعة، أول شيء كتبته وأتذكره كان في أحد المعسكرات الصيفية، حيث كنا مقسمين لمجموعات حسب الهواية وأنا كنت ضمن مجموعة الشعر، كتبت شيئاً عن "دمشق" التي أحببتها منذ صغري وقبل أن أزورها، وحتى لم أكن أعرف أصول الشعر والوزن والقافية، فقلت:

خلال إحدى مشاركاته

"يا بنتَ نسبٍ قد علا ذكرهُ فخرا... ألم يحن الوقت كي يغيب القمر خجلا

قد كنت للأمويين موطئا ومهدا... فما ابتغوا عن ثراك الطيب بدلا.."

شهادة تكريم

الشعر هو حالة انعكاسية لما يكتنف روح الشاعر، وما يسكنه من مشاعر وأحاسيس وإبداع، الشعر هو الحالة التي يبغي الشاعر الوصول إليها كي يقول فكرة ما ويوصل رسالة، أكتب الشعر الحر، شعر التفعيلة، وأكثر المواضيع التي أتطرق إليها هي الحب والوطن، مستمداً صوري من الواقع والطبيعة، من كل ما يحيط بنا من أشياء قد تكون صغيرة بتفاصيلها لكنها ذات بعد عميق، يتأثر الشاعر بغيره من الشعراء ويقتبس منهم، وقد يسلك منهج وأسلوب بعضهم، أنا في الحقيقة تأثرت بالشاعر الكبير "نزار قباني" في أسلوبه حول الحب، وأيضاً الشاعر "محمود درويش" حول رؤيته الوطنية وتعلقه بالأرض».

وعن دور وسائل التواصل الاجتماعي يقول: «أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لنا نشر كل ما نريد التعبير عنه، وأفسحت المجال لعرض منتجنا الأدبي من قصائد وخواطر للآخرين، كما أتاحت إمكانية المناقشة، والتعبير عن الآراء، إضافة إلى النقد».

محمود وسوف بأحد البيوت الدمشقية القديمة

أما عن رأيه بالنشر الإلكتروني والمطبوع فيقول: «النشر الإلكتروني يفسح المجال لكي ينشر الشاعر نتاجه بكل بساطة وسهولة دون أي عوائق أو حواجز، لكن النشر الورقي، هو ضرورة لكي يوثق الشاعر أو الكاتب مجمل نتاجه الأدبي، وينشره ضمن إطار أدبي لائق يقدمه للمجتمع والمهتمين».

وعن مشاركاته يقول: «معظمها في المراكز الثقافية حيث شاركت في عدد من الأمسيات، أغلبها كان في المركز الثقافي في "الميدان"، إضافة لمشاركاتي بالملتقيات الأدبية المقامة بالمراكز الثقافية، وأنا أميل إليها لكونها تحمل طابعاً أكثر جدية، ولأن فيها مختصين قادرين على النقد الجيد والبّناء بعيداً عن المجاملة، وهذه الملتقيات تجعل الشاعر يختلط بغيره من الشعراء، ويتعرف على نتاجات مختلفة، تجعله يستفيد من تجارب غيره لكي يتقدم ويتطور أسلوباً ولغة ومعنى».

وعند سؤالنا له؛ هل يمكن أن يكون الشاعر صوت حال مجتمعه وكيف؟ وما دور ثقافته بذلك؟ أجاب: «الشاعر يستطيع أن يكون صوت المجتمع من خلال نقل معاناة الناس ومشكلاتهم، ومن خلال تصوير كل الحالات والانفعالات والمواقف، وقد استطعت من خلال قصائدي الوطنية التعبير عن الوجع الذي يكتنفنا حيال ما يجري في بلدنا الحبيب، تحدثت عن الشهادة وعن حب الوطن، وعن ألم الناس ومعاناتهم وجوعهم، وبالتأكيد الثقافة ضرورية لأنها يجب أن تنعكس في الشعر، والشعر يجب أن يقدم شيئاً وأن يتضمن معاني وقيماً، وأن يقدم رسالة، فالثقافة تصقل موهبة الفرد وتنميها وتدفعه نحو تطويرها».

أما عن اختصاصه الأكاديمي بمجال المعلوماتية وأهم ما قدم به يقول: «عملت على العديد من المشروعات سواء ضمن الجامعة وكان منها مشروع التخرج المتعلق باكتشاف الاختراقات والهجمات على الشبكات، وأيضاً ضمن عملي الآن أعمل ضمن عدة مشاريع، أهمها مشروع متعلق بالحكومة الإلكترونية، أعمل على تطويره وإدارته، إضافة إلى مشروع متعلق بالأرشفة الإلكترونية».

أما عن رأيه كيف يمكن للهندسة أن تلتقي مع الشعر والبصمة التي تركتها دراسته بمجال شعره فيقول: «لا نقيض بين الهندسة والشعر والأدب، إذ باستطاعة الإنسان أن يجمع بين العديد من المواهب والقدرات والاهتمامات، فأنا مختص في الهندسة والمعلوماتية، وأعمل حالياً على رسالة ماجستير، وبنفس الوقت مهتم بالناحية الأدبية والفنية والعلاقة مع الشعر، فهي عبارة عن اجتماع العلم مع الإبداع والخيال، ومعظم الذين سمعوا شعري قالوا إنني أكتب بشكل موضوعي وعلمي، أي إنني أكتب قصيدة من أجل إيصال رسالة معينة، وهدف معين، فالهندسة تركت هذا الانطباع في شعري، حيث يقال إن صاحب هذه الكلمات يتبع أسلوباً علمياً موضوعياً في أسلوبه وطريقة كتابته».

ويختتم حديثه بالقول: «لدي هوايات أخرى إلى جانب كتابة الشعر، أهمها المطالعة فأنا أقرأ الكتب، والكاتب المفضل لدي هو "باولو كويلو"، لدي اهتمامات موسيقية، وبعض المحاولات لكتابة كلمات الأغاني».

عنه قال المهندس "جلال أبو عراج": «هو إنسان محبوب ومهذب قبل كل شيء، ومهندس نشيط ومثابر، لا يعرف الكلل أو الملل، مبدع ومتميز بأفكاره وطروحاته في المشاريع التي يعمل بها، يتميز بقدرته على الاختيار، وتقدير الآفاق المستقبلية والمشكلات التي قد تعترض العمل، ساهم بشكل كبير في تطوير مشروع تقديم خدمات إلكترونية عبر شبكة الإنترنت فيما يخص خدمات حكومة لحكومة، أو ما يعرف بالحكومة الإلكترونية، كما ساهم بإطلاق فكرة أرشفة وثائق العاملين في الدولة إلكترونياً، وما زال يتابع عمله على قدر عال من الجهد والتفاني والإخلاص».

كما قال الأستاذ "مازن محملجي": «التقيته ضمن مجموعة ملتقى أدباء الشباب، سمعته أكثر من مرة، وقرأت له، هو أكثر الشباب نضجاً من حيث الكتابة، يسعى في سبيل التكامل، وإنتاج شعر غني وموزون، رغم أنه لم يمتلك ناصية الشعر، هو شخص مجد، صادق، ينتقد نفسه، يعمل على تصعيدها والكتابة الجيدة مع مرور الوقت، اتنبأ له بمستقبل جيد».

من بعض كتاباته:

حبّي قصيدةٌ نظمتُها لعينيكِ

زرعتها قمحاً.. سقيتها عطراً

وأوفدتها مضرّجةً بدمعي إليكِ

حبّي جوهرةٌ نادرة.. فحافظي عليها

وخمرةٌ قديمة.. فعتّقيها

حبّي ذبيحةٌ.. قدمتُها

على محراب العشق.. فاقبليها.