عدم رغبته بقطع الأشجار المعمرة في حقله للحصول على حطب التدفئة، دفع بـ "حبيب منصور" ابن قرية "جليتي" في ريف مدينة "بانياس" لابتكار وإنتاج قوالب تدفئة مؤلفة من خليط أوراق المسودة وفراغات كرتون البقاليات ونشارة الخشب.

كانت بداية الفكرة من نشارة الخشب الناتجة من ورشته الصغيرة في قبو المنزل، والتي يعمل بها "حبيب" بعد مرحلة التقاعد الوظيفي، وكان ذلك فرصة كبيرة لتطوير هواياته ومواهبه وشغفه بالصناعة الحرفية وفق ما أكده لمدوّنة وطن eSyria.

نشارة الخشب مادة قابلة للاحتراق في المدفأة، وهي متوفرة في ورشتي الصغيرة بشكل جيد، ولكن احتراقها سريع وغير منتظم نتيجة طبيعتها كأجزاء صغيرة يتخللها الهواء "الأوكسجين"، وهذا فرض إحداث تغيير في طبيعتها ومزجها مع مكونات أخرى ذات احتراق بطيء وطويل الأمد، وكذلك تغيير طبيعتها وإعادة تشكيلها من جديد عبر تجميع أجزائها المبعثرة، ضمن قوالب مضغوطة بضغط عالٍ مفرّغة من الهواء لتخفيف عملية الاحتراق، وكذلك لفتتني الأوراق الناتجة عن التحصيل العلمي الجامعي لبناتي الشابات والتي قد تكون عرضة للتبعثر في الشوارع وحاويات النفايات، وأيضاً العبوات الكرتونية التي يرميها أصحاب المحال التجارية بجانب محالهم، وهذا شكل الدافع الثاني لتشكيل الخليط وإعادة تدوير توالف البيئة ومحاولة المحافظة على نظافتها بشكل عام، ناهيك عن إمكانية إدخال أي مكون قابل للاحتراق ضمن هذه الخلطة الخاصة، كمخلفات عصر الزيتون "التمز"، وهذا ما دفعني لجمع مخلفات عصر الزيتون بعد أن كان أصحاب المعاصر يحتفظون بها

وتابع حديثه: «نشارة الخشب مادة قابلة للاحتراق في المدفأة، وهي متوفرة في ورشتي الصغيرة بشكل جيد، ولكن احتراقها سريع وغير منتظم نتيجة طبيعتها كأجزاء صغيرة يتخللها الهواء "الأوكسجين"، وهذا فرض إحداث تغيير في طبيعتها ومزجها مع مكونات أخرى ذات احتراق بطيء وطويل الأمد، وكذلك تغيير طبيعتها وإعادة تشكيلها من جديد عبر تجميع أجزائها المبعثرة، ضمن قوالب مضغوطة بضغط عالٍ مفرّغة من الهواء لتخفيف عملية الاحتراق، وكذلك لفتتني الأوراق الناتجة عن التحصيل العلمي الجامعي لبناتي الشابات والتي قد تكون عرضة للتبعثر في الشوارع وحاويات النفايات، وأيضاً العبوات الكرتونية التي يرميها أصحاب المحال التجارية بجانب محالهم، وهذا شكل الدافع الثاني لتشكيل الخليط وإعادة تدوير توالف البيئة ومحاولة المحافظة على نظافتها بشكل عام، ناهيك عن إمكانية إدخال أي مكون قابل للاحتراق ضمن هذه الخلطة الخاصة، كمخلفات عصر الزيتون "التمز"، وهذا ما دفعني لجمع مخلفات عصر الزيتون بعد أن كان أصحاب المعاصر يحتفظون بها».

خلال عملية كبس المكونات

ويضيف عن خطوات صناعة تلك القوالب فيقول: «بعد تجهيز المكونات أضعها في الفرامة الخاصة التي ابتكرتها لهذا الغرض واستخدمت فيها مثقباً كهربائياً صممت له ذراعاً طويلةً متجانسةً من الفولاذ، وفي نهايتها شفرات التقطيع الحادة التي صممتها من بقايا معدنية ضمن ورشتي، حيث يتم نقع المكونات الأساسية أو أي منها بحسب المتوفر "ورق- نشارة خشب- كرتون- تمز الزيتون- القش- وحتى التبن" بالماء في وعاء كبير لعدة ساعات، ثم يتم فرمها حتى تصبح متجانسة وطرية جداً، ثم أضع الخليط في مكبس معدني صممته من بقايا معدنية كانت متوفرة لدي في ورشتي الصغيرة، وهو عبارة عن قالب مستطيل الشكل مقاومته عالية ليتحمل الضغط العالي، ومثبت على قاعدة معدنية لها ثلاث أرجل، وفي أعلاه الذراع الضاغطة والكف المعدنية المتحركتان، حيث تصل قوة الضغط في المكبس اليدوي إلى نحو /1000/ كيلو غرام تقريباً، بحسب طول الذراع الذي استخدمها خلال عملية الضغط اليدوية، تستمر عملية الضغط لحوالي عشرة دقائق تقريباً، وهي كفيلة باستخراج المياه من الخليط وتشكيل قوالب الاحتراق، ومن ثم أضعها في الهواء وتحت أشعة الشمس حتى تجفّ تماماً وتصبح جاهزةً للاحتراق، وتتميز هذه القوالب بقوة احتراقها في المدفأة، واستمراريتها لحوالي ساعة من الزمن لكل قالب واحد، ما جعلها منافسة لاستهلاك الحطب أو المازوت».

المهندس الزراعي "غيفار علي" أكد في حديثه لمدوّنة وطن أن ما يقوم به "حبيب منصور" يرقى إلى رتبة الاختراع، وقد ساهم بحماية البيئة من المخلفات وأعاد تدويرها بما يتناسب والظروف الحالية، موفراً المادة الأساسية للتدفئة بأقل التكاليف، وكذلك الأدوات التي ابتكرها أعاد فيها استخدام المخلفات المعدنية وفق حاجته، فهو بذلك لا يحتاج إلى مازوت التدفئة، لا بل وفر على نفسه الحاجة له.

مكعبات التدفئة

بقي أن نذكر أنّ المبتكر "حبيب منصور" من مواليد عام 1963 قرية جليتي.

حبيب منصور