إبداعُ الأطباق وترتيبها تحوّل لديه من حلمٍ إلى واقع، ليصنع لنفسه بصمةً تخطّت حدود بلده، فكان من أبرز المساهمين في افتتاح العديد من الفنادق في بلدان كـ"سورية" و"الجزائر" و"العراق".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 26 كانون الثاني 2020 مع الشيف "وائل شاهين" ليحدثنا عن نشأته وبداياته في تعلم فن الطبخ حيث قال: «تنقلاتي بين "دمشق" وقريتي "بستان الحمام" في ريف "بانياس" ثم إلى "حمص"، فرضتها طبيعة عمل والدي العسكري في الجيش العربي السوري، لكن النقلة الحقيقية والنوعية في حياتي كانت بعد وفاة والدتي، حينئذٍ وجدت نفسي مجبراً على النهوض ومواجهة الحياة بكل ما قد تفرضه من صعوبات لشابٍ مثلي، وفي العام 1994 بدأتُ رحلتي مع تعلم الطبخ وفنونه الكثيرة والمتنوعة، بدايةً لم تكن سهلة، ولم تخلُ من مواجهة المحتكرين للمهنة، حالها كحال أيّ مهنة أخرى، فصاحب الكار يجب أن يبقى هو المسيطر، لكنني باجتهادي ومتابعتي وحبي لهذا المجال استطعت أن أتعلمه، خاصةً عندما رأى شيف الطبخ الشرقي في فندق "سفير حمص" "محمد الأفيوني" إصراري الكبير، وبدأ بتعليمي أساسيات الطبخ الشرقي والسلطات بأنواعها، وأصبحت أُظهر إبداعاتي بالتفنن في صنع الأطعمة وأساليب ترتيبها في الأطباق وتقديمها، حتى أصبحت من أحد أعمدة فندق "سفير حمص"، ولاحقاً كانت لي مساهمات هامة في افتتاح كل من فندق "سفير السيدة زينب" و"سفير معلولا" في "دمشق"، وفي "الجزائر" فندق "سفير مزفران"، أيضاً مطعم "روتانا" في "بودابست"، فيها جميعها عملت على تدريب كوادرها على هذا الفن الراقي، كما عملت في العديد من فنادق "العراق" وما زلت أعمل في هذا البلد العريق حتى الآن».

برأيي التعليم الأكاديمي وحده لم ولن يكن كافياً ما لم يرافقه حب للعمل وإخلاص في تأديته وجهد مستمر في التدريب والمحاولة، هذا ما دفعني لإنشاء صفحة خاصة بي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أقدم من خلالها خلاصة تجربتي وأكثر أطباقي تميزاً، وأجيب على تساؤلات المتابعين بكل محبة، ومن خلالها أنشر بعض مقاطع الفيديو التعليمية، فرسالتي هي مساعدة الآخر، خاصة ممن يسعون لاكتساب الخبرة من أجل بدء العمل الخاص بهم

ويتابع القول: «لدي مساهمات في مناهج المدرسة الفندقية، ومساهمات كبيرة مع طلاب كل من المدارس والمعاهد الفندقية الذين كانوا يأتون إلينا للتدريب العملي على فنون الطبخ الشرقي والغربي التي أتقنتها بصبر وإرادة وحب، ولأني عانيت ما عانيته في بداياتي، فقد أخذت على عاتقي مهمة الالتزام بتعليم الجميع ممن يحبون هذا العمل وأسراره وتقنياته، والآن أنا سعيد جداً بكل ما قدّمته لهم من معلومة أو نصيحة استفادوا منها أفضل استفادة، وأفخر جداً عندما أراهم وقد حصلوا على مراتب رائعة ومهمة في البلدان العربية والأجنبية في كل أنحاء العالم».

الشيف "وائل"

وعن علاقته كشيف مع مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية الاستفادة منها في عمله يقول: «برأيي التعليم الأكاديمي وحده لم ولن يكن كافياً ما لم يرافقه حب للعمل وإخلاص في تأديته وجهد مستمر في التدريب والمحاولة، هذا ما دفعني لإنشاء صفحة خاصة بي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أقدم من خلالها خلاصة تجربتي وأكثر أطباقي تميزاً، وأجيب على تساؤلات المتابعين بكل محبة، ومن خلالها أنشر بعض مقاطع الفيديو التعليمية، فرسالتي هي مساعدة الآخر، خاصة ممن يسعون لاكتساب الخبرة من أجل بدء العمل الخاص بهم».

وعنه يقول الشيف "زكي شحود": «يعتبر الشيف "وائل" من أكثر الأشخاص المبدعين ممن عملت معهم واستفدت من تجربتهم الطويلة والغنية في فن الطبخ بأنواعه الشرقي والغربي، والحقيقة أنه استطاع عبر رحلته الطويلة هذه وتنقلاته بين البلدان مختلفة الثقافات أن يصنع لنفسه بصمته الخاصة التي ميزته بالكثير من الذوق والدقة والإبداع والشغف فيما يصنعه، وتقديم الأطباق والأصناف الشهية، منه تعلمت الكثير من أسرار المهنة، بفضل أسلوبه المحترم والمحترف، وتعامله بود ومحبة مع المتعلمين والمتدربين».

يذكر أنّ الشيف "وائل شاهين" ابن ريف "بانياس" قرية "بستان الحمام"، من مواليد "دمشق" 1976، يقيم ويعمل في مدينة "البصرة" في "العراق".