أحبّ الطهي منذ كان طفلاً، فتدرّب في عدة مطاعم ثم سافر إلى "دبي"، وأكمل تعليمه المهني، وأتقن فن الطبخ برتبة (الشيف توب)، ثم سافر إلى "العراق" ليفتتح عدة مطاعم وينال شهرةً كبيرةً وسمعةً عطرة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 15 كانون الأول 2019 التقت الشيف "زكي شحود" ليحدثنا عن بداية اهتمامه بفنّ الطبخ ودراسته قائلاً: «كنت ألازم والدتي أثناء إعدادها وجبة الغداء، وكانت تستهويني طريقة تحضريها لأصناف الطعام، ولما بلغت الـ13 من عمري، قصدت مطعم الشيف "رفيق زهرة" في "طرطوس" وبدأت التدريب عنده، تعلمت كيف أمسك السكين وطريقة التقطيع، وعملت في عدة مطاعم سياحية برتبة مساعد شيف، وبالتوازي أكملت تعليمي وأنهيت دراستي في المعهد المهني الفندقي، فكنت أعمل في النهار وأدرس في الليل، ثم سافرت إلى "دبي" وأكملت دراستي سنتين دبلوم إدارة أعمال وفنادق، وحصلت على شهادة الشيف توب، بعد ذلك عدت لـ"سورية" وعملت شيفاً في عدة مطاعم».

أصبحت ألبي طلبات الزبائن التي تشمل الطبخ للولائم والأعراس خارج المحافظة، وأثناء زيارة بعض المقامات الدينية، حيث يبلغ عدد الزوّار ألفي زائر، فأطبخ في "كربلاء" و"النجف"، ومستمر في عملي بالشغف والتميز نفسيهما الذي ظهرت بهما أول مرة

ويتابع عن سفره إلى "العراق" قائلاً: «في عام 2012 وبسبب الأزمة التي مرّت على وطني، وقلّة رواد المطاعم وصعوبة الظروف المعيشية، سافرت إلى "العراق" واستلمت العمل كشيف بمطعم "إيوان"، ثم في فندق "بيت الجود"، وعملت بأكثر من مطبخ برتبة شيف، ومنذ سنتين بدأت لوحدي وقد ادخرت المال اللازم بصبر وعناية، فافتتحت مطعماً واستخدمت لذلك خمسة عمال، وبدأت شهرة الوجبات التي أصنعها وخاصة وجبة (المندي اليمني) بنكهة "سورية"، وهي عبارة عن رز ودجاج تطبخ على الحطب وتوضع في حفرة ونغلق عليها لمدة ساعتين، حيث ترفع بعدها من الحفرة. وكانت هذه الوجبة لذيذة جداً بطعم الشواء والأرز المدخن المشبعة بالدسم، ونتيجة إقبال الزبائن عليها والذي شمل محافظة "الحلة" بأكملها، ولتغطية طلبات الزبائن افتتحت فرعاً آخر، فاستخدمت خمسة عمال آخرين لذلك، كما أنّ الزبائن يحبون الفلافل السورية بنكهة لها مذاق خاص، والتي تعلمتها من أبي "حسين شحود"».

الشيف زكي والمندي اليمني بنكهة سورية

ويضيف "زكي" عن توسع شهرته: «أصبحت ألبي طلبات الزبائن التي تشمل الطبخ للولائم والأعراس خارج المحافظة، وأثناء زيارة بعض المقامات الدينية، حيث يبلغ عدد الزوّار ألفي زائر، فأطبخ في "كربلاء" و"النجف"، ومستمر في عملي بالشغف والتميز نفسيهما الذي ظهرت بهما أول مرة».

ويحدثنا الشيف "رفيق زهرة" عن تدريبه لـ"زكي شحود" قائلاً: «جاء "زكي" يتدرب في مطعمي منذ خمسة عشر عاماً، فاحتضنته وعلمته. إنه شاب أمين وذكي يتعلم بسرعة، ومهتم بأدق التفاصيل، يحضر الطعام بمتعة، وهو إنسان ملتزم وطموح، كان يغار منه بقية العمال المتدربين عندي لمعاملتي المميزة له، خاصة وأنه طباخ يعتمد عليه، فهو يتقن تحضير كل أنواع الطعام الشرقي والغربي والمعجنات بامتياز».

الشيف زكي وإحدى وجباته

ويحدثنا الزبون "أحمد عبد الرزاق" من "العراق" قائلاً: «لقد عانى الشيف في بداية قدومه إلى "العراق" بسبب صعوبة تأمين العمل، ولكن بفضل صبره ومتابعته وإخلاصه في عمله، وشهرة طعامه الطيب والشهي النظيف، أكسبه سمعة طيبة، كما أنه شاب خلوق مكافح وطموح، أحب طعامه وخاصة المندي اليمني والفلافل السورية التي يحضرها، ولا أستغني عن تناولهما وكل زائر يقصدني من خارج المحافظة أدعوه لمطعمه المنوّع بأصنافه شهية».

يذكر أنّ الشيف "زكي شحود" من مواليد "طرطوس" عام 1989.