بنظرات دافئة وحنونة استقبلتنا في بيتها الصغير والذي يقع في حي "الكرامة" أحد أحياء مدينة "صافيتا" إنها السيدة "نائير سليمان" التي ستحدثنا عن اغترابها وعودتها إلى أرض الوطن الذي وكما قالت: «طالما سمعت عنه من أبي وأمي وعاش في ذاكرتي قبل أن أراه وسكن عشقه في روحي قبل أن تطأ قدماي أرضه المقدسة».

وتابعت: «ولدت في البرازيل حيث كان أبي وأمي من المغتربين هناك وكانت حياتي اعتيادية جداً أذهب للمدرسة وأخرج مع رفاقي وفي الليل كنت أسمع أمي وهي تروي لنا ذكرياتها في أرض الوطن فتكونت لدي صورة جميلة جعلتني أشتاق إليه وأحلم برؤيته وكان أن تحقق ذاك الحلم لكن وللأسف في ظروف صعبة فقد توفيت أمي رحمها الله وكان عمري عندها ثمانية عشر عاماً وكانت وصيتها أن تدفن في أرض الوطن "سورية" وعندها كانت زيارتي الأولى لبلدي "سورية" تلك الزيارة التي غيرت مجرى حياتي». (قالتها وهي تدير بعينيها إلى أسفل اليسار ومسافرة بذاكرتها إلى ذاك الوقت)

بعد حين تزوجت أختي، وأتت إلى سورية لتعيش وبقي هناك في البرازيل أبي وأخواي الشابان اللذان يعملان هناك وأنا الآن أذهب بزيارة إلى البرازيل مرة كل عام آخذ معي أولادي ليتعرفوا على مكان ولدت وعشت وقضيت أياماً هي من أجمل أيام حياتي

وأكملت قائلة: «في تلك الظروف السيئة والمؤلمة تعرفت إلى ابن عمي الذي كان يرمقني بنظرات دافئة جذبتني إليه وأحسست بحبه يكبر في داخل قلبي بتلك الأشهر الستة التي قضيتها في سورية وحين تقدم إلى خطبتي وافقت فوراً رغم الصعوبات الكثيرة التي حذروني منها فتلك الأحداث كانت عام 1967 حيث لا كهرباء ولا ماء وفعلاً تزوجت وأنا أجهل تماماً اللغة العربية ولم أستطع التواصل مع زوجي بشكل كبير ورغم صعوبة تلك الأيام فقد انقضت وأنا كأي إنسان آخر أحن إليها فما زلت أذكر كيف كنت أعجن وأخبز على التنور وأذهب لملء الماء من العين الغربية باختصار لقد عشت حياة صعبة ذللها حبي لزوجي وتمسكي بوطني كما زرعت أمي رحمها الله ذاك الحب في روحي».

نائير سليمان

وأضافت السيدة "سليمان" تقول: «بعد حين تزوجت أختي، وأتت إلى سورية لتعيش وبقي هناك في البرازيل أبي وأخواي الشابان اللذان يعملان هناك وأنا الآن أذهب بزيارة إلى البرازيل مرة كل عام آخذ معي أولادي ليتعرفوا على مكان ولدت وعشت وقضيت أياماً هي من أجمل أيام حياتي».

وختمت السيدة "سليمان" حديثها قائلة: «حتى الآن ما زالت لغتي غير كاملة فأنا أتكلم اللغة العربية ولكن استطعت أن أتعلمها وكأنما كنت أعرفها قبلاً أو حتى أتت بالفطرة كما يقال وأنا الآن سعيدة جداً بحياتي على أرض وطني وفخورة بالعودة والمعيشة فيه فالأمان الموجود هنا لا يباع بكنوز الدنيا وأنا فعلاً لم أندم يوماً على قراري بالبقاء ورغم أنها كانت مجرد زيارة عادية إلى بلدي إلا أنها أصبحت ولادة جديدة بالنسبة إلي أنا من قلبي أدعو كل المغتربين أن يعودوا إلى بلادهم لأنها تبقى الأجمل من كل العالم».

العائلة