بادر المزارعون من أهالي قرية "مجدلون البحر" في خطوة تكافلية اجتماعية لتقديم سلل زراعية من منتجات حقولهم الخاصة، استجابة للظروف الطارئة التي أثرت في الكثير من العائلات في قطاع بلدتي "المجيدل" و"الجديدة".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 أيار 2020 "موسى أحمد" أحد منسقي المبادرة ورئيس بلدية "جديدة البحر" حيث قال: «أهالي قرية "مجدلون البحر" ضمن قطاع البلدة هم من المزارعين القدامى المهتمين بزراعتهم بشكل كبير، لتكون محاصيلهم الزراعية ناجحة، فهم معروفون بسخائهم على تلك المحاصيل المتنوعة بالتسميد والعناية والمكافحة، ومن أهم منتجاتهم الخضار المتعددة كالبندورة والخيار والكوسا والباذنجان.

عندما سمعت عن المبادرة وكيف الجميع سارع للعمل والمؤازرة، قررت أن تكون سيارتي الشاحنة الخاصة من ضمن الفريق، وتكفلت بإيصال السلل الزراعية إلى المناطق المستهدفة دون مقابل، وغمرتني السعادة عندما رأيت فرحة الأهالي بهذا العمل

وقد كان لهم خطوة جميلة ورائدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تسببت بها الإجراءات الاحترازية التي فرضها التصدي لفايروس "كورونا"، حيث بادروا من تلقاء أنفسهم إلى تقديم سلل خضار من إنتاج حقولهم الزراعية، عند ارتفاع الأسعار بشكل عام وعدم قدرة الكثير من أرباب الأسر على تلبية احتياجات أسرهم خاصة في الأرياف البعيدة والفقيرة.

عمليات التوضيب

والأمر الأهم في هذا العمل الإنساني أن كل مزارع قدم ما خصصه للتوزيع في كل دفعة من الدفعات السابقة والمستمرة حتى انتهاء الموسم لديهم، قدمها دون أن يُظهر نفسه كبطل من هذا الزمان، فغالبية المزارعين لم يحضروا عمليات الفرز وتوزيع الحصص والكميات على السلل الغذائية.

كما أنّنا خلال عمليات التوزيع المجاني بالكامل استهدفنا القرية بشكل كامل دون تمييز فرد عن آخر، بهدف تحقيق العدالة والمساواة، دون أي تحققات أو ثبوتيات تترتب على أرباب الأسر، حيث كان الخيار الأساسي والمعيار بالنسبة للمبادرين جميعاً القرية الريفية الفقيرة التي لا تحتوي على أي نوع من أنواع زراعة الخضار، أي أنها قرية غير مكتفية ذاتياً من إنتاجها الزراعي».

عمليات التوزيع

وتابع: «المبادرة لم تُحدد في زمان أو مكان وهي مستمرة طالما أن المزارعين مبادرون، وقد كان التنسيق ضمن الفريق الجمعية الفلاحية في قطاعنا وفي القطاع المستهدف وأعضاء لجان الأحياء والمخاتير، وتم استهداف بلدتين حتى الآن، الأولى في ريف مدينة "الشيخ بدر" وهي بلدية "المجيدل" والثانية في ريف مدينة "بانياس" وهي بلدية "الجديدة" وهما معروفتان بأوضاع أهلها الاقتصادية الصعبة واعتمادهم على العمل الحر وزراعة التبغ فقط، وهذا دفعنا لعدم إظهار عمليات التوزيع والتبرع إعلامياً، تطبيقاً لقرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الأخير بهذا الخصوص».

وأضاف: «قسمنا العمل بين جميع المتطوعين للمساعدة، فبعد تأمين المستودعات وتجهيز المتطوعين تبدأ عمليات الفرز والتوضيب حسب العدد المحدد في الجهة المستهدفة، ومن ثم التنسيق مع لجان الأحياء فيها لاستقبال السلل البالغ عددها خمسين في كل دفعة أي لكل قطاع، حيث يقدر وزنها بحوالي 750 كيلوغراماً من الخضار».

الخضار الطازجة

وقد كان لكل فرد من المنسقين عمله الخاص الذي عمل جاهداً لإنجاحه، كما السائق "علي ياسين" الذي قال: «عندما سمعت عن المبادرة وكيف الجميع سارع للعمل والمؤازرة، قررت أن تكون سيارتي الشاحنة الخاصة من ضمن الفريق، وتكفلت بإيصال السلل الزراعية إلى المناطق المستهدفة دون مقابل، وغمرتني السعادة عندما رأيت فرحة الأهالي بهذا العمل».

أما رئيس بلدية "الجديدة" "حسن سلوم" ضمن المنطقة المستهدفة فقال: «تم التوزيع في ثلاث قرى هي "نحل الجرد"، "خربة السنديانة"، و"وادي الخربة" ضمن قطاع البلدية، ولم يستثنَ أي فرد في القطاعات الثلاثة، وكان لهذا العمل أثرٌ جميلٌ في نفوس الناس لأنّ السلل وصلت في وقتها المناسب بالنسبة للأهالي مع الظروف الاقتصادية الصعبة، خاصة وأن أغلبية الأهالي يعملون في "لبنان" وعادوا مع انتشار فايروس "كورونا" وتوقف أعمالهم بالكامل».