تطور تقانة الاتصالات والمعلومات فتح الأفق أمام جميع حاجيات الناس الترفيهية والاجتماعية للاستفادة منها، ومنهم من استطاع توظيفها لتشمل الجانب الفكري، وتقدم الخدمات التعليمية بمختلف اختصاصاتها من دون مقابل حيث تبلورت قيمتها.

إذاً، هي تجارب عديدة في مجال تقديم الخدمات التعليمية عبر مواقع إلكترونية لها هيكليتها وخصوصيتها وكوادرها التخصصية وروادها المتعطشون لتلقي المعلومة من أوسع الأبواب، وخاصة منها على صفحات التواصل الاجتماعي، كصفحة "مجموعة مدرّسي اللغة الإنكليزية" التي تديرها كوادر تدريسية مختصة جذبت بخدماتها ما يقارب أربعة عشر ألف مشترك حصلوا على ما ينقصهم وأتموا بها معلوماتهم التخصصية، وهنا قالت "ياسمين اسماعيل" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 تشرين الأول 2015: «التعليم الإلكتروني حقق لي الفائدة بالتواصل عبر مجموعة افتراضية تقدم خدماتها التعليمية لكل محتاج، فلولاها لم أتمكن من تحقيق الغنى المعرفي باللغة الإنكليزية، حيث كانت المعلومات المقدمة تخصصية توضيحية وإشباعية لي؛ وهو ما جعل من هذه الخدمة قيمة مضافة لأهمية التواصل الافتراضي عبر الشبكة العنكبوتية.

يقدم الموقع وصفحته على التواصل الاجتماعي الدروس والشروحات والمساعدات في المنهاج السوري الرسمي، كما يقدم مواد إثرائية ودورات تقوية في اللغات العربية والأجنبية ضمن كتب وملفات صوتية وشروحات وفيديو، كما يحتوي الموقع على مكتبة في الكتب الإلكترونية من مختلف المجالات العلمية والأدبية والتاريخية، ومن هذا التنوع في العلوم المجانية المقدمة تأتي أهمية هذه الخطوة، إضافة إلى الانتشار الكبير لتقانة المعلومات بين الشباب، حيث أصبح "اللابتوب والموبايل" والأجهزة اللوحية بيد كل شاب وشابة، ومن هنا يهدف موقعنا ليكون موقعاً تعليمياً وتربوياً وتثقيفياً ونافذة آمنة لأبناء جيلنا على كل ما هو مفيد

بالتأكيد أنا مع هذه التجربة وأتمنى أن تشمل مختلف الاختصاصات، خاصة مع تطور تقانة الاتصالات والتواصل في العوالم الافتراضية التي جعلتنا بحالة تواصل مباشر وواضح مع حامل المعلومة أو مالكها، ليكون ناشرها في الفضاء الإلكتروني عبر منصات متعددة ومن دون مقابل؛ وهو ما عزز الحالة الوجودية للشبكة العنكبوتية التي ألغت المسافات والزمن وخفضت وقللت التبريرات التي يمكن أن يخلقها بعضهم لفقدان بعض الزمن، والأهم أن هذا الزمن كان لمصلحة جميع الأطراف».

المدرّسة نعمى سليمان

الطالبة الجامعية "ميس رمضان" قالت إن تعاملها مع الأفق الفسيح الإلكتروني لم يلبِّ طموحاتها ولم تستطع توظيفه بالوجه الأمثل للحصول على الفائدة والمعرفة نتيجة ظروف عملية تحكم الخوض في هذه التجربة المتشعبة الضخمة التقنية على الرغم من أنه مجاني، وأردفت قائلة: «بصراحة لم تكن تجربتي جيدة في مجال التعلم الإلكتروني لأن التجربة في ظل هذه الأوضاع صعبة نتيجة عوامل عدة منها: ضعف الإنترنت والكهرباء، وهذا انعكس على فكرة الدخول المتكرر للإنترنت ومحاولة الاستفادة من المعلومات المجانية ضمن مواقعه التخصصية، وعلى الرغم من هذا كنت على تواصل دائم لمعرفة أخبار جامعتي وأصدقائي، أي أنني تمكنت من توظيف جزء من مجانية المنصات الإلكترونية المجانية لخدمتي المعرفية؛ وهو ما وفر عليّ أموراً كثيرة منها اختصار الزمن والتعب نتيجة التنقل بين "مصياف" مدينتي والكلية في "حمص" ضمن زحمة المواصلات لمعرفة آخر الأخبار بتوقيتها الآني، ناهيك عن المصاريف المالية المضنية، وهذه معرفة برأيي يجدر الوقوف عندها ضمن أهمية مجانية للفضاء الإلكتروني».

وفي لقاء مع مدرّسة اللغة الإنكليزية "نعمى سليمان" متطوعة لتقديم التعليم الاختصاصي على الشبكة العنكبوتية مجاناً، وذلك ضمن عدة مجموعات ومواقع عاملة بالخدمات التعليمية المجانية، قالت: «الفكرة من إنشاء المجموعات التعليمية التخصصية على شبكات التواصل الاجتماعي تقديم الخدمات التعليمية للطلاب مجاناً، حيث لدينا خيرة المدرّسين الاختصاصيين في اللغة الإنكليزية مثلاً على امتداد "سورية"، والجميع لم يبخلوا بما لديهم لخدمة الطلبة، إضافة إلى أنهم يتواصلون معي دائماً لكوني "أدمنز" الصفحة، ويتابعون المجموعة، وكل ما تقدمه ليكونوا على تفاعل دائم وفائدة مستمرة من دون أي مقابل، فالتفاعل رائع جداً من قبل الجميع، وقد أشادوا بكل ما نقدمه وبالمتابعة الدائمة للطلبات والأسئلة والنماذج باختلاف المراحل والصفوف، والفكرة نالت استحسان الجميع في ظل سيادة الدروس الخصوصية مرتفعة التكلفة والمرهقة للأهل والواقع المادي الضعيف لهم، فكانت المجموعات التعليمية المجانية خطوة لكسر هذا الواقع، وعلى الأرض أرى أننا نحارب لكوننا أثرنا بمشروع الدروس الخصوصية».

الأستاذ سعد الدين محاميد

أما مدير موقع "مدرسة سورية الإلكترونية" الأستاذ "سعد الدين محاميد" فقال: «كانت فكرة موقع "مدرسة سورية الإلكترونية" مع بداية عام 2009 لإيجاد نافذة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بفرعيها، كمحاولة لمساعدة الطلاب في الدراسة والتخفيف عن الأهالي من "موضة" الدروس الخصوصية التي أثقلت كاهلهم مادياً، حيث إننا نقدم خدماتنا التعليمية بفضل الشبكة العنكبوتية مجاناً وعلى أوسع نطاق، وهذا دفعنا لتأسيس موقع متكامل بمختلف الاختصاصات والاحتياجات الطلابية.

واستمر الموقع للعام الدراسي الثاني 2010–2011 بنفس الأسلوب وللشهادات فقط، وفي العام الدراسي 2011–2012 قررت توسيع الشريحة المستفيدة من الموقع لتصبح من الصف الأول الأساسي وحتى البكالوريا، وقد تعاون معنا مجموعة كبيرة من المدرّسين والمعلمين ضمن مختلف المحافظات السورية».

التعلم عبر الشبكة مجاناً

ويتابع: «يقدم الموقع وصفحته على التواصل الاجتماعي الدروس والشروحات والمساعدات في المنهاج السوري الرسمي، كما يقدم مواد إثرائية ودورات تقوية في اللغات العربية والأجنبية ضمن كتب وملفات صوتية وشروحات وفيديو، كما يحتوي الموقع على مكتبة في الكتب الإلكترونية من مختلف المجالات العلمية والأدبية والتاريخية، ومن هذا التنوع في العلوم المجانية المقدمة تأتي أهمية هذه الخطوة، إضافة إلى الانتشار الكبير لتقانة المعلومات بين الشباب، حيث أصبح "اللابتوب والموبايل" والأجهزة اللوحية بيد كل شاب وشابة، ومن هنا يهدف موقعنا ليكون موقعاً تعليمياً وتربوياً وتثقيفياً ونافذة آمنة لأبناء جيلنا على كل ما هو مفيد».