قد تكون العناوين العريضة لحماية البيئة من الأمور المهمة، ولكن الأهم سبل حمايتها انطلاقاً من ذواتنا الشخصية، وتحمل المسؤولية تجاهها، لأنها أمانة بين أيدينا.

هناك من يدرك فيها الحياة، وآخر يدرك فيها الحضن المحتضن في مختلف الظروف، وهذا بمجمله حالة اجتماعية نعمل بها دون أن ندري، وبعضهم يدرون، وهنا لأهمية هذا الأمر يجب تضافر الجهود لتحقيق حماية كاملة للبيئة التي نحن منها، فالسيد "خالد فهد حيدر" بدأ مشواره الجديد برئاسة "المركز الثقافي العربي بمدينة بانياس"، بحملة نظافة تطوعية، إيماناً منه بأهمية البيئة، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 تشرين الثاني 2014: «من الضروري أن يبدأ الشخص الفرد مشواره الجديد من أجواء عامة محفزة تجمع كل الأشخاص، ومن هذا المنطلق عندما تسلمت إدارة المركز الثقافي في مدينة "بانياس" رأيت أن واقع النظافة في المركز ومحيطه يكاد يكون متردياً، ولا بد من إطلاق حملة نظافة تطوعية تحقق أمرين: الأول النظافة وتحسين المشهد البصري للمركز بصورة عامة، والثاني أن يشعر الإنسان الذي يعيش بجوار المركز ومحيطه بصورة عامة بأنه على علاقة وصلة مع هذا المركز، ومن هنا أقول إن يقظة الإنسان والانتباه إلى ما يحيط به من أشياء كثيرة، منها الهواء والمياه والمخلفات التي يتركها هذا الإنسان، يمكن أن تحدد علاقته معها، فعلاقتي تتحدد من خلال ما تؤمنه لي هذه البيئة من الحياة واستمرارية الحياة، إذ إن الاستمرار في تهديم البيئة سينعكس على الإنسان بصورة عامة».

برأيي إن الالتزام بالقواعد التي تؤدي إلى الحفاظ على الحالة الطبيعية للبيئة أمر مهم جداً لحمايتها واستمراريتنا فيها، حيث يكون المساس بالطبيعية عقلانياً ومدروساً، ويجب ألا نستنزف هذه البيئة الطبيعية، وهنا يجب التأكيد على إيجاد قواعد وضوابط صارمة في هذا المجال، إضافة إلى أن موضوع التربية الاجتماعية التثقيفية تجاه البيئة، مسألة في غاية الأهمية لحمايتها والمحافظة عليها، لأن الإنسان نتاج تربية

ويتابع السيد "خالد" بما يخص المجتمع المحيط به، وكيف يرى علاقته مع البيئة: «بالعموم شاركت بالعديد من الحملات التطوعية، ومنها مع جمعية "لوكس" التي زارت مدينة "بانياس" قبل عدة أعوام، واصطحبت ابنتي الطفلة التي كانت في سنواتها المدرسية الأولى لتشاركنا بما نقوم به، وقد عادت خلال هذه المرحلة لتشاركني في حملة تنظيف المركز الثقافي ومحيطه وهي في الصف العاشر، وهذا الأمر يؤدي إلى تكريس ثقافة الحفاظ على البيئة وحمايتها والاهتمام بها، والأكثر من هذا الاهتمام بالمشهد العام، لأن التلوث البصري هو جزء من التلوث البيئي».

الأستاذ خالد

ويضيف تجاه ما يمكن أن نفعل لمواجهة أعداء البيئة، وتجاه أصدقائها، فيقول: «يجب أن نشتغل على عدة مستويات: المستوى الأول التوعية، والمستوى الثاني التربية، والمستوى الثالث القانون والتشريعات التي تحد من الإساءة للبيئة وتدميرها، إضافة إلى المحفزات. فعندما نطلق حملة نظافة في مدينة "بانياس" مثلاً، ونقدم جائزة لأجمل حديقة منزل، ونقدم جوائز للأطفال في المدارس لمن يهتم بتجميع القمامة الناتجة عنه، ورميها في المكان المخصص لها، نكون قد بدأنا التربية الصحيحة تجاه هذه البيئة، ومن المهم جداً رعاية واهتمام الجمعيات والمجموعات التي تنشط في مجال البيئة، ومشاركتها ودعمها بمختلف المساعدات التي تحتاجها».

الآنسة "رزان حسن" موظفة في "مركز ثقافي بانياس" قالت: «برأيي إن الالتزام بالقواعد التي تؤدي إلى الحفاظ على الحالة الطبيعية للبيئة أمر مهم جداً لحمايتها واستمراريتنا فيها، حيث يكون المساس بالطبيعية عقلانياً ومدروساً، ويجب ألا نستنزف هذه البيئة الطبيعية، وهنا يجب التأكيد على إيجاد قواعد وضوابط صارمة في هذا المجال، إضافة إلى أن موضوع التربية الاجتماعية التثقيفية تجاه البيئة، مسألة في غاية الأهمية لحمايتها والمحافظة عليها، لأن الإنسان نتاج تربية».

الآنسة رزان

أما السيدة "أمل جريعة" الموظفة في "الشركة السورية لنقل النفط"، فأكدت أن علاقتها مع البيئة تعايشية بحكم عملها في القطاع النفطي، وتضيف: «يمكن أن أصف علاقتي مع البيئة بالخاصة جداً، لأن مجال عملي في "الشركة السورية لنقل النفط" يفرض عليّ أن أكون متعايشة مع البيئة ومتأقلمة مع ملوثاتها، وهذا "يحز" في نفسي كثيراً ويجبرني على التغيير دائماً وعدم الرضوخ للأمر، وخاصة في مدينة كـ"بانياس" لها مقوماتها السياحية والجمالية والبيئية التي تؤهلها لتكون بيئة نظيفة جاذبة ومريحة للمشهد البصري، وهنا أوضح أنني من قبل هذه المرحلة العصيبة من الأزمة كنت من المتحيزين تجاه هدر المياه والكهرباء، وكنت بدلاً من عملية "الشطف" للمنزل وهدر الكثير من المياه أقوم بمسحه بالقليل منها فقط، لأنها تعطي ذات النتيجة بالنظافة».

السيدة أمل