بنشاط عالي التواتر أعاد الشباب الألق والجمال لمدينتهم "طرطوس"، بعد أن تعاونوا على نظافة طرقها وأماكنها العامة مع الغيورين وأبناء الأماكن المستهدفة.

في كل موسم فصلي تقريباً، يطلق شباب "طرطوس" حملة نظافة تطوعية هدفها الأساسي نشر الوعي الجمعي حول أهمية التشاركية في العمل الطوعي بمختلف جوانبه، واللافت بالأمر خلال حملة النظافة هذه مشاركة الطفل "محمد عموش" أحد أطفال الحي المستهدف بالحملة رغبةً منه بالعمل والمساعدة بعد متابعته -بحسب حديثه- لهمة ومتعة الشباب وهم يقومون بالتنظيف في حيه، وهنا يقول: «منذ الصباح وأنا أتابع عمل الشباب وكيف يقومون به بسعادة، فتشجعت وتقدمت منهم وعرضت عليهم المساعدة بعد الانضمام إلى أي مجموعة من المجموعات العاملة، فسروا بعرضي ووافقوا فوراً وأعطوني مكنسة جيدة لأبدأ العمل، والآن أشعر بسعادة حقيقية لما أقوم به، كما قمت بإرسال خبر لأسرتي لمشاهدتي وأنا أشارك في العمل».

المدينة لنا، نحن أبناؤها، ومادمنا تحدثنا عن الجانب السياحي يجب أن نبدأ بالعناية بمقومات السياحة التي أساسها النظافة، لذلك أنا مع انطلاق حملات النظافة في كل يوم لتبقى كما نعرفها جميلة مشرقة

وعن أهمية التشاركية في العمل التطوعي تقول الشابة "مي نحاس" إحدى المتطوعات من "اتحاد شبيبة الثورة" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 آب 2014: «تركزت أهمية حملة النظافة التي قمنا بها اليوم في يوم العطلة الأسبوعية التي هي استمرارية لعدة حملات سابقة طالت تقريباً جميع أرجاء المدينة، على تحريض الوعي لدى جميع أبناء "طرطوس" للمشاركة بالعناية بمدينتنا التي عرفت على الدوام بجمالها وألقها، واليوم انطلقنا من عدة مناطق طالت الجانب الشرقي من المدينة لجمع أوراق الأشجار المتساقطة والأوراق والأكياس البلاستيكية التي سببت تشويه وجه المدينة الحضاري؛ الذي طالما جذب السياح والمصطافين من داخل البلاد وخارجها».

وتتابع المتطوعة "مي": «المدينة لنا، نحن أبناؤها، ومادمنا تحدثنا عن الجانب السياحي يجب أن نبدأ بالعناية بمقومات السياحة التي أساسها النظافة، لذلك أنا مع انطلاق حملات النظافة في كل يوم لتبقى كما نعرفها جميلة مشرقة».

المتطوعة "إلهام عيسى" أكدت أن نسبة التعليم العالية المشهورة بها محافظة "طرطوس" يجب أن تترافق مع ثقافة اجتماعية تطول مختلف جوانب الحياة الواقعية والاجتماعية، مضيفة: «يحدثني بعض الأشخاص فيقولون: كيف تقومين بحملات نظافة للطرق والأماكن العامة وأمام عيون جميع الناس وأنت شابة في مقتبل العمر؟ فأعجب من ضعف ثقافتهم الاجتماعية رغم شهاداتهم التعليمية الجيدة، وهنا أدعوهم للمساعدة والاستمتاع بهذا العمل وتفريغ طاقتهم الهائلة الكامنة في داخلهم دون أن يستفيدوا منها بشيء، ما ينعكس إيجاباً عليهم وعلى حياتهم اليومية والعملية.

المتطوعة مي نحاس

وخير مثال على هذا أني أشعر بطاقة إيجابية جيدة عندما أنظر من النوافذ إلى خارج المسرح خلال بروفات التدريب المسرحي في مقر فرع "اتحاد شبيبة الثورة"، وأرى الطبيعة بكراً نظيفة من الأوساخ تزهو بجمالها وخضارها».

أما الشاب المتطوع "موسى حمادي" فقال: «خلال عمليات التنظيف أرى من سيرمي الأوساخ وهو يراني مسبقاً وأنا أقوم بالتنظيف بجانبه، وهو أمر سيكون مسيئاً لكلا الطرفين، وفي بعض الحالات وخلال عمليات التنظيف نرى البعض مباشرة وهم يرمون الأوساخ غير مبالين بتعبنا وطريقة تفكيرنا، والحل هنا العمل على بناء ثقافة جديدة لجميع الفئات العمرية وخاصة منها الصغيرة بالتوازي مع التربية المنزلية الجيدة، بالاعتماد مبدئياً على مبدأ التحفيز».

خلال العمل التطوعي

الشاب المتطوع "محمد حسامو" أحد المشاركين بالحملة قال: «أرى أن هذا العمل يجب ألا يقيد بشخص موظف أو شخص متطوع، بل يجب أن يعمم كفكر وثقافة على الجميع لأن البلد للجميع بالتساوي، حتى ولو كانت همتنا كشباب اندفاعية غير محدودة مع ما نحمله من شعار في الكشاف وهو "الكشاف للخدمة مستعد"».

وفي لقاء مع السيد "نادر شربا" رئيس مكتب الإعلام والمعلوماتية في فرع "طرطوس" لـ"اتحاد شبيبة الثورة"؛ أكد أن الهدف من الحملات التطوعية ومنها حملة النظافة التي هي استمرارية لحملات قمنا بها على ثلاث مراحل سابقة بالتعاون مع "مجلس مدينة طرطوس"، بناء ثقافة اجتماعية حول مفهوم العمل التطوعي لخدمة وبناء الإنسان والمجتمع، كما لا يمكن إخفاء حاجة مدينتنا السياحية إلى عمليات تأهيل وتنظيف متتالية للمواقع والحدائق المركزية التي تكثر فيها حركة المشاة والمرتادين، وتنظيفها من الأوراق والبقايا وأكياس البلاستك غير القابلة للتحلل».