مع دخول الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم تبدأ التحضيرات لاستقبال العيد ولكلٍ أحلامه فيها، ولكن الأهم من هذا كيف يتعامل المعني بهذه التحضيرات مع مسؤولياته تجاهها؟

الأطفال لهم ثيابهم وبرامجهم في الزيارات العائلية للحصول على العيدية، وهذا بحسب حديث الطفلة "جودي علي" ذات العشر سنوات لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تموز 2014، وقد أضافت: «لدي علبة معدنية صغيرة أجمع فيها بعض النقود التي أحصل عليها من والديّ مع بداية كل شهر، والآن زينتها ببعض الرسوم والقصاصات الورقية لتظهر أجمل مما هي عليه وجذابة عند تقديمها لجدي وجدتي من أسرة أمي وأسرة أبي حين زيارتهم في أول أيام عيد الفطر، ومعايدتهم والحصول على العيدية».

لدي علبة معدنية صغيرة أجمع فيها بعض النقود التي أحصل عليها من والديّ مع بداية كل شهر، والآن زينتها ببعض الرسوم والقصاصات الورقية لتظهر أجمل مما هي عليه وجذابة عند تقديمها لجدي وجدتي من أسرة أمي وأسرة أبي حين زيارتهم في أول أيام عيد الفطر، ومعايدتهم والحصول على العيدية

أما الطفلة "ميرنا علي" ذات السبع سنوات فلها طقسها الخاص بالاستعداد لعيد الفطر بدأته بالكثير من المقدمات والقبل لوالدتها، وهنا قالت: «ما يهمني في العيد الثياب الجديدة وزيارة أصدقائي، لذلك لا أمل الإلحاح والطلب من والدتي لزيارة السوق وشراء ثياب العيد لأظهر بها خلال زيارة صديقاتي مع ثاني أيام العيد، إضافة إلى أن خالتي قد تأتي لزيارتنا مع بناتها من منزلها البعيد، لذلك يجب أن يروني بالثياب الجديدة المختلفة عن ثياب الأيام العادية، وهنا يدركون أنه يجب إعطائي العيدية الجيدة».

من أسواق طرطوس

السيدة "أحلام محمد" لا تعرف كيف تتعامل مع إلحاح بناتها لشراء ثياب جديدة لاستقبال عيد الفطر، وهنا قالت: «الطفل لا يدرك من واقع الأيام الحالية وخاصة مع اقتراب عيد الفطر السعيد سوى حاجياته وضرورة الحصول عليها، فهو لا يفكر بمعاناة الأهل واتباعهم لكافة السبل والطرق لتأمين هذه الحاجيات، أيضاً لا يفكر بواقع المعيشة وغلائها، وهذا ما دفعني مراراً للطلب من أبنائي ضرورة تفهم صعوبة تأمين كل ما يطلبونه في ظل هذا الواقع الصعب، ولكن دون جدوى مرجوة، علماً أن أكبرهم ذات الخمسة عشر عاماً كانت أخف حدة في طلب حاجياتها لأنها تعلم كيف اختصرت ووفرت من مصروف الشهر السابق تحضيراً لمناسبة العيد في هذا الشهر، وهو الأمر الذي أشعرني بالسعادة تجاهها».

أما السيدة "لينا علي" فقالت: «أنا كربة منزل تهمني الحالة الصحية والنظافة العامة للأسرة والمنزل خلال استقبال العيد، فمنذ صباح اليوم بدأت عمليات التعزيل والتنظيف لاستقبال عيد الفطر السعيد، خاصة أن الأصدقاء والجيران والمعارف سيأتون لمعايدتنا وقضاء بعض الوقت في ضيافتنا كما في كل عام، لذلك عمدت إلى شراء العديد من أنواع المنظفات العطرية الخاصة بالحمامات والأرضيات، ولكن تفاجأت بالارتفاع الجنوني للأسعار مع دخول العشرة الأخيرة من شهر مضان الكريم، وهذا برأيي يعود إلى طمع التجار واستغلالهم للمناسبات وحاجة الناس للسلع، دون التفكير بالرقابة التموينية».

من أسواق بانياس

إن توقعات زيارة الرواتب والمنحة الحكومية للموظفين، عقد عليها السيد "عبدو بدور" الكثير من آمال أطفاله، لكنها ذهبت مع الريح، ويوضح ذلك بقوله: «من خلال نشاطي على صفحات التواصل الاجتماعي قرأت "بوستاً" يوضح أن الحكومة ستقوم بتوزيع خمسين بالمئة من قيمة راتبه كمنحة للموظفين والمتقاعدين ولمرة واحدة، وهذا ما دفعني إلى وعد ابنتي الصغيرة بشراء ثياب العيد لها، ولكن حين اطلعت على كشف حسابي البنكي الخاص براتبي لم أجد أي مبلغ إضافي مع الراتب، وهذا دليل على أن قصة المنحة كذبة صدقتها فأوقعتني بوعد ليس من السهل عليّ الوفاء به لابنتي».

وفي لقاء مع السيد "محمد علي" تاجر أحذية قال: «في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة خاصة هذا العام، ومع ارتفاع أسعار البضائع بشكل عام خفت حركة البيع للزبائن ما فوق العشرين عاماً، وارتفعت للأطفال ما دون العشر سنوات، فكثيرون من الزبائن يحاولون شراء الأحذية السوداء حصرياً على أمل أن تكفي أبنائهم حتى افتتاح المدارس وانتهاء الفصل الأول، وهذا بحسب توصيف أحد الزبائن لطبيعة الحذاء الذي يرغب في شرائه لابنه في التعليم الأساسي الحلقة الثانية.

وهذا ناهيك عن سعي الأهالي لشراء الطحين والسميد من محلي الثاني لصناعة "القراص بحليب، والهريسة، والغريبة" في المنزل، فهي تنتج كمية كبيرة من الحلوى بتكلفة قليلة من المال، وهذا دليل على الضيق المادي والرغبة في إتمام فرحة الأطفال باستقبال عيد الفطر».