السيد "محمد أحمد سلمان" الملقب "أبو العبد" هو ابن أخت المجاهد الشيخ "صالح العلي" قائد الثورة ضد الفرنسيين في الجبال الساحلية، ولد في "الشيخ بدر" عام /1920/ واستهوته صناعة العكاز ليقدمها مجاناً كهدية للعجزة والمساكين.

eTartus التقى "أبو العبد" بتاريخ 7/8/2009 الذي حدثنا قائلاً: «أنا بطبعي أكره الفراغ، لذلك أشغل وقتي بالعمل بقصد التسلية. امتهنت مهنة الحدادة /60/ عاماً، ومنذ خمسة عشر عاماً وحتى اليوم أقوم بصناعة العكاز، هوايتي المفضلة الصيد ولعب المنقلة (لعبة شعبية تراثية) أنجبت /7/ شباب و/4/ بنات، أعتبرهم أهم مافي مشوار حياتي، إلى جانب رفيقة الدرب أم العبد».

يكاد لا يخلو بيت فيريف "طرطوس" والكثير من المحافظات الأخرى من عكاز "أبو العبد" وسأستمر بصناعتي حتى الرمق الأخير

وعن طريقة صنع العكاز "أبو العبد" يقول: «في البداية أحضر أغصان الأشجار، وجذوعها الخضراء المناسبة، وأغلبها من شجر البطم والزيتون والسنديان، ثم أقوم بحرقها قليلاً لتقويمها وإزالة القشرة عنها وذلك لمنع دخول أية آفة إليها، ثم أقوم بتقويمها لتصبح مستقيمة دون انحناءات، ثم أبردها بأداة خاصة تدعى "المبرد"، بعد ذلك أنعمها بواسطة "البرداخ"، ثم أقوم بدهنها بمادة شفافة تسمى "أللكر" لتكسبها لمعاناً جميلاً ويحافظ عليها. أما قبضة العكاز فهي إما أن تكون من نفس الغصن أو الجذع، أو مركبة كأن تكون من قطعة خشب أخرى، وغالباً ما أضع في أسفل العكاز جلدة كي لا تنزلق».

أبو العبد وأم العبد

ويتابع "أبو العبد" عن سبب اختياره صناعة العكاز قائلاً: «الخشب بغرض التسلية، والعكاز لأن العجز حالة أرفضها لي وللآخرين من جيلي العجزة الذين يحتاجون لمن يتكؤون عليه في المشوار الأخير، ولم أرغب بأي مكسب مادي».

وعند سؤالنا لمن قدم العكاز أجاب: «يكاد لا يخلو بيت فيريف "طرطوس" والكثير من المحافظات الأخرى من عكاز "أبو العبد" وسأستمر بصناعتي حتى الرمق الأخير».