أسس أول فريق كشاف في مدينة "بانياس" وحاز ثقة أبنائها، فاستقطب أبناء المحافظة للمشاركة في تأسيس منظمة طلائع البعث فيها.

حيث كان للكشاف "عبد الحليم بكور" دور كبير في تأسيس أغلب معسكرات الطلائع والأفواج الكشفية في بعض المحافظات، وهنا يقول السيد "سائر بكور" ابن "عبد الحيلم بكور" الكشاف الأول في "سورية" خلال لقائه موقع eSyria بتاريخ "25/7/2011": «في البداية وكما سمعت وأدركت من أصدقاء والدي وأقاربه أنه أسهم في تأسيس معسكر طلائع البعث في مدينة "طرطوس" ومعسكر طلائع البعث في مدينة "الزبداني" وهذا في عام /1974/.

بفضل الكشاف "عبد الحليم" كانت الحركة الرياضة متطورة جداً، وشكل أول فريق لكرة القدم في المدينة ضمن الفرق المدرسية الناشئة

وكان والدي متعلقاً وبشكل كبير في هذا الجانب الأهلي بمساعدة الكثير من أبناء مجتمعه المحيط، لأنهم وجدوا في ذلك خدمة لأطفالهم وتنظيم قدراتهم والاعتماد على ذاتهم وخاصة في أوقات الصيف والعطل المدرسية، فكان الأطفال يتوافدون إليه للانضمام إلى فوجه الكشفي الذي كان الأول في "سورية" بفكرته وبمساعدة المجتمع الأهلي له».

السيد "سحبان"

ويتابع: «أسهم في تأسيس الفوج البحري الأول وكان الأول على مستوى "سورية" بالانضباط والخبرات التي يستقطبها، فأقام معسكرات كشفية في فصل الصيف ضمن أغلب مناطق "الساحل السوري"، ليعلم المنتسبين للفوج والذين كانت أعدادهم كبيرة جداً، الاعتماد على الذات بكل شيء كعملية نصب الخيام الخاصة بهم وكيفية طهو الطعام لأنفسهم، إضافة إلى الفكرة الأساسية وهي النظافة الشخصية والبيئة والمجتمعية، حيث كانت بذلك معسكراته الكشفية معروفة ومتميزة بأدائها ونتائجها، وجميعها بمشاركات ومساعدات أهلية».

إذاً الانطلاقة من مدينة "بانياس" والهدف انتشار الروح الكشفية والتنظيمية في "سورية"، وهنا يقول السيد "سائر": «تزايدت أعداد الأطفال المنتسبين إلى فوجه الكشفي وأصبح يستقطب ذوي المواهب والقدرات العلمية، فما كان منه إلا أن يفكر بتنظيم عمل هذا الفوج ضمن منظمة تربوية علمية ورحلات استكشافية تتبع إلى مديرية التربية، فلاقى الإقبال والترحيب على أفكاره من قبل الجهات المعنية، حيث بدأت عملية التنظيم بإشرافه المباشر ضمن جميع المحافظات، وبدأت حينها تتبلور فكرة النشاطات التربوية والعلمية لتكون النواة الأولى لمنظمة طلائع البعث بمساعدة ومشاركة المهتمين في هذا المجال».

الكشاف "عبد الحليم بكور"

لقد كان الكشاف "عبد الحليم بكور" كشافاً في عمله وأباً حنوناً في منزله، وهنا يقول السيد "سائر": «كان والدي رجلاً طيباً في المنزل وأباً مثالياً، فيحاول التحدث معنا كما لو كنا رفاقاً له، وهذا طبعاً لحبه الشديد لهذه الأفكار وعلاقات التحاور بين الجميع رغم فوارق الفئات العمرية التي كان يتعامل معها، وأذكر انه أحب وقدس يوم الجمعة وخصصه لأسرته، حيث كان في هذا اليوم يأخذنا في زيارات ورحلات إلى المتنزهات العامة والمناطق الطبيعية».

أما الشاب "نبيل خدام" فيروي ما تحدث به والده عندما أخبره أن صديقه الجديد هو السيد "سائر" ابن الكشاف "عبد الحليم": «لقد كان الكشاف "عبد الحليم" رجل طيب وصاحب كلمة حق يقصدها أغلب أبناء مدينته للحكم فيما بينهم ولحل خلافاتهم، وكان يحب الزراعة كثيراً فلا تراه في أوقات فراغه إلا وهو ينسق حديقة المنزل ويعتني بمكوناتها من الأشجار والأزهار والحشائش، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شخصيته وطبيعته الطيبة، فليس بإمكان أي شخص التعامل مع الأزهار».

السيد "سائر" وإلى يمينه السيد "نبيل"

وعن طبيعة التعامل بين الكشاف "عبد الحليم بكور" والأطفال الطليعيين يقول السيد "سحبان": «نحن كأولاد له في المنزل أعطانا الحرية المطلقة في اختيار كل شيء بعد مناقشتنا فيما نختاره وتوجيهنا إلى الأصح دون أن يفرض رأيه علينا بشكل مباشر، فطبيعة هذه العلاقة لم تختلف كثيراً بيننا وبين بقية الأطفال، حيث كان يحاول ضبط فترات اللعب واستثمارها في الأعمال الإنتاجية الممتعة، ضمن الحديقة مثلاً أو في إقامة مباريات كرة القدم الودية، طبعاً هذا كان حافزاً لجميع الأطفال وشدهم للمدرسة والتعلم، فكنا نأتي إلى المدرسة من الساعة السادسة صباحاً أي قبل الدوام بساعة ونصف لنتمرن على لعبة كرة القدم ونعتني بالحديقة والأشجار فيها قبل الدخول للمدرسة».

ويتابع: «بفضل الكشاف "عبد الحليم" كانت الحركة الرياضة متطورة جداً، وشكل أول فريق لكرة القدم في المدينة ضمن الفرق المدرسية الناشئة».

وفي لقاء مع المختار "منصور محمد" مختار القسم الغربي من مدينة "بانياس"، قال في شخصية الكشاف "عبد الحليم بكور" ووثق ما قاله في معرضه التصويري ضمن المركز الثقافي العربي في "بانياس": «تمتع الكشاف "عبد الحليم" بشخصية قيادية منضبطة ورياضية تحترمها جميع فئات المجتمع، فانعكست على عمله وأدائه وجذب الجميع لحوله وخاصة في معسكراته الترفيهية التي كان يقوم بها بهدف تكوين شخصية الطفل، حيث كان الأطفال يجمعون مؤونة المعسكر الصيفي مع بدء فصل الشتاء، وكلٌ بحسب قدراته وأسرته، فما يلبث المعسكر أن يبدأ حتى تكون متطلباته جاهزة بمساعدة ومشاركة الأطفال المشاركين فيه، إضافة إلى انه كان يجمع من كل طالب ما يستطيع دفعه من مال وحصرياً من مصروفه الشخصي لكي لا يشكل عبئاً على أسرته، لحين بدأ وقت المعسكر فيجد الطالب أن مصروف المعسكر جاهز للتمتع به».

يشار إلى أن الكشاف "عبد الحليم بكور" من مواليد عام /1929/ درس في محافظة "اللاذقية" وتخرج في دار المعلمين عام /1945/، وحصل على شهادة كشفية من الدرجة الأولى عام /1972/ ونال الشارة الخشبية للجوالة على مستوى الوطن العربي، حيث كان له الأثر الإيجابي في النهضة التنظيمية والرياضية في المحافظة، وتوفي في شهر آذار عام /2007/.