أبدعت الحرفية "إباء السيد" بفن "الأميغرومي" الياباني القديم لصناعة الدمى والألعاب يدوياً، فصنعت منها الكثير من النماذج، وشاركت بمعارض ومهرجانات، وتسعى لتعليمه للصغار والكبار لأنها ترى أنه يرتبط بالمحبة والاهتمام.

وللحديث عن "الأميغرومي" أكثر، التقت مدوّنةُ وطن "esyria" الحرفية "إباء السيد" بتاريخ 20 نيسان 2020 لتخبرنا عن حكايتها مع هذا الفن المميز فقالت: «بدأت الاهتمام بهذا الفن بعد رؤيتي لصور له عبر الإنترنت أدهشتني بتفاصيل تكوينها، وبتشجيع من الأهل، استطعت تحويل هذه الصور إلى واقع، حيث بدأت منذ أكثر من خمس سنوات بتجربة (الباترون) أي المخطط التفصيلي، وكانت للعبة أرنب (ميدالية) ساعدني في تنفيذها خبرتي السابقة بالكروشيه، ومنها انطلقت عملية البحث عن باترونات مختلفة وتطبيقها والتعلم بالممارسة والأخطاء والتقنيات المختلفة مع كل نموذج.

أرغب بإقامة ورشات عمل للكبار والصغار لتعليمهم هذا الفن بعد أن نجح نشاط من هذا النوع نفذته العام الماضي بورشة للأطفال ولمست الاندفاع والإقبال للتعلم

كل لعبة أصنعها لها وقت خاص يقل ويزيد حسب حجمها وتفاصيلها، والألعاب الصغيرة تأخذ وقتاً وجهداً أكبر من الألعاب الكبيرة، فمثلاً ممكن أن أنهي لعبة خلال يوم، وممكن خلال أسبوع أو شهر».

من أعمالها

وعمّا تعنيه لها هذه الدمى والألعاب كشابة ناضجة قالت: «الدمى والألعاب بالنسبة لي ذكريات للطفولة وهروب للماضي والأيام الجميلة فأول (باربي) قمت بتجهيزها أعادتني لأيام الطفولة ويتكرر إحساسي هذا مع كل لعبة أصنعها، ما زاد شغفي تجاه هذا الفن فأصبح أكثر من مجرد هواية، واتخذته كمهنة ثابتة، وهنا بدأت مشاركاتي في مهرجانات متنوعة، وكانت البداية مع جمعية "سوق الضيعة" في "اللاذقية" 2013، ثم انقطعت لظروف خاصة عن العمل، وعدت منذ حوالي السنتين، وانتسبت لاتحاد الحرفيين في "طرطوس"، وبدأت المشاركة بالمعارض التي أدعى إليها، فكان أول المعارض التي شاركت بها "معرض التراث" 2019 برعاية مديرية السياحة في صالة "طرطوس القديمة"، ثم مهرجان "الشيخ صالح العلي"، ومعرض اتحاد الحرفيين السنوي في "طرطوس"، ثم مهرجان "المغتربين الأول" في "صافيتا"، وختامها السنة الماضية كان مهرجان "التراث" بالمركز الثقافي في "طرطوس" برعاية وزارة الثقافة 2019».

و عن إقبال الناس على هذا الفن قالت "إباء": «الإقبال خلال المعارض كان جيداً جداً وخاصة على الميداليات والدمى كونها مناسبة للجميع من ناحية تميز أشكالها وكونها عملية وأرخص من الناحية المادية، وبشكل عام الإقبال من الأهل والاطفال للأحجام الأكبر ازداد لأن اللعبة تنفذ وفق رغبة صاحبها وتكون آمنة للطفل وصعبة التلف، لذلك تبقى ذكرى للعمر ولطفولة أولادهم، وأما النماذج الشبيهة بالأشخاص، فكانت ضمن الخيارات التي رغبت بها الفئة العمرية الأكبر لتكون هدية مميزة تعبر عن اهتمامهم ومحبتهم، وبالطبع هناك أشخاص غير خبراء بالعمل اليدوي، وينظرون لهذا الفن على أنه مجرد ألعاب أطفال، وهنا تأتي مهمتي بأن أعرّف أهل بلدي على هذا الفن الجميل وعن تميزه وعدم ارتباطه بفئة عمرية محددة، بل بالمحبة والاهتمام».

من مشاركاتها في أحد المعارض

أما عن الأدوات التي تستخدمها فقالت: «هي عبارة عن صنارات الكروشيه بعدة قياسات، وكماشة ومقص وخيطان قطنية أجنبية ووطنية، وحشوة (ديكروم)، ونستخدم أحياناً فرشاة خاصة لشعر الألعاب، بالإضافة لإكسسوارات خارجية تختلف باختلاف الألعاب، وبالطبع هناك إضافات أخرى مختصة بهذا الفن لا نجد منها في "سورية" حالياً».

وعن نية نشر هذا الفن في محافظة "طرطوس" قالت "إباء": «أرغب بإقامة ورشات عمل للكبار والصغار لتعليمهم هذا الفن بعد أن نجح نشاط من هذا النوع نفذته العام الماضي بورشة للأطفال ولمست الاندفاع والإقبال للتعلم».

"منذر رمضان" عضو المكتب التنفيذي في اتحاد حرفيي "طرطوس" ورئيس مكتب الثقافة والنشر والإعلام قال عن "إباء": «تمتلك شخصية مميزة، فهي فنانة بالفطرة رغم بعد دراستها عن الأعمال اليدوية، إلا أنها كونت فناً خاصاً بها شبيه بعالمها، تميزت بلمسة مختلفة عن زملائها رغم أنها تنتج فنوناً مختلفة من الأعمال اليدوية بتصاميم متعددة، ولكن نرى تعلقها بنوع خاص وهو مجسمات للدمى مصممة بخيوط من الكروشيه، فتمكنت من نقل رسالة مفادها: (حافظوا على براءة الطفولة بداخلكم لتبقى ابتسامتكم مدى الحياة)».

أما الحرفية "عبير لطوف" فقالت: «لدى "إباء" الكثير من الإبداع والصبر، فطريقتها مميزة بخلق وتقديم الدمى اللطيفة لتصاحب محبيها من الأطفال والكبار، ألعابها مملوءة بالمرح والمحبة وتعكس شخصيتها وإخلاصها في كل قطعة تصنعها».

يذكر أنّ الحرفية "إباء السيد" من مواليد "دمشق" عام 1987 خريجة أدب فرنسي ومقيمة في مدينة "طرطوس".