تَفرّدت بالعمل اليدويّ الخاص بصناعةِ الورد بالخرز، وأتقنَتهُ حتّى أصبحَت أعمالها تشدّ أنظارَ الآخرين، عمِلَت بجدٍّ وجُهدٍ حتّى استطاعت الإلمام بالمهنة من أوسع أبوابِها وأدقِّ تفاصيلها، مُحافظةً على التّراث السّوري ومضيفةً جزءاً من روحِها لكُلِّ قطعةٍ تصنَعُها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 تشرين الثّاني 2019 مع الحرفيّة "سراء أحمد" لتحدّثنا عن مسيرتها وحرفتها فقالت: «تخرّجت من المعهد التّجاريّ عام 1994، وحصلتُ على وظيفة في مؤسسة الطّيران العربيّة السّورية، ثمّ سافرتُ إلى "الجزائر" مدّة أربع سنوات حيثُ بدأ جيراني بتحفيزي وتدريبي على عمل (الكروشيّه) وتفاجأتُ بأنّ لديّ القدرة على هذا العمل المتقنِ جداً، وبعد عودتي إلى "سورية" حصلتُ على (بروش) والذي تستخدمه المرأة لزيادةِ جمالِ ثيابِها كالحُلّيّ، والّذي كان مصنوعاً من الخرز فأعجبتني الفكرة وبدأت العمل بنفسي وهذا في عام 2005، واستمرّيت ولكن على نطاق ضيّق كالبيت والأهل والأصدقاء الّذين أقدم لهم هدايا من هذا العمل لا أكثر، ولكن في عام 2014 عندما تعرّضتُ لظرف قاهر، وجدتُ أنّي أحتفظُ بطاقة عليّ تفريغها، وهنا شعرت أنّ عملي هو ملاذي الآمن فعدتُ للعمل بقوةٍ وإتقان كبير، ومن ثمّ شاهدَتْ صديقةٌ لي عملي ودعتني إلى المشاركةِ في المعرض الذي تقيمه حيث كانت أول مشاركة لي».

حصلت على شهادات تقدير من جميع المعارضِ الّتي شاركتُ بها، أمّا عن طريقة العمل فهناك أدوات خاصّة كأسلاك النّحاس والتي تكون عبارة عن الأسلاك الّتي تستخدم لكابلات الكهرباء، أو أسلاك لفّ المحرّكات، حيث أقوم بتجهيز شكل الورقة من السلك بعدها أملأ الخرز الذي أختاره بهذه الأسلاك، هذا الشيء الّذي كان يستغرق وقتاً وجهداً كبيرين عندما بدأت بالعمل، ولكن مع الممارسة المستمرّة وجدت الأمر أصبحَ سهلاً بالنّسبة إلي، وبالنّسبة للخرز يجب أنْ يكون ممتازاً لتجنّب تكسّره أثناء أو بعد الصّناعة، وبعدها أجمع عدّة أوراق لأتمّ شكل الوردة، ولا شكّ أنّ العمل متعِب ويحتاج لدقّة ٍكبيرةٍ وأي خطأ يكبّدني عناء الإعادة منذُ البدء، إلا أنّني أفرحُ كثيراً عندما أنتهي وأرى النّتيجة وأستمع لآراء من حولي بعملي

وأضافت "أحمد": «الصّدى الّذي لاقاه عملي في أوّل معرض أعطاني قوة ودفعاً معنوياً كبيراً للاستمرار، فقرّرت أن أوسّع مشاركاتي، فشاركتُ بمعرض "التّراث السّوري" بمناسبة رأس السّنة السّورية بدعوةٍ من الصّديق "منذر رمضان"، وتتالت مشاركاتي، ومنها معرض "الحرف اليدويّة والتّراث" تحت عنوان "سوريّة الحضارة والتّاريخ" والّذي كانت مشاركتي به فعّالة وحظيت ُباستغرابٍ من الزوّار والسّؤال المتكرّر من الجميع هو كيف تصنعين الورد من الخرز؟ وبعده بدأ عملي بالانتشار وكثُرَ استدعائي للمشاركة في المعارض مثل معرض "إيد بإيد أقوى" لجمعيّة "إحياء التّراث" في منطقة "دريكيش" في محافظةِ "طرطوس"، وأمّا عن ردود الفعل التي واجهتُها، فقد جعلتني أبدع وأعطي أشياء جديدة وأفكار غريبة من خلال دمج الألوان والتّنسيق بينها، وصناعة تُحف تصلُح لتكون زينة في البيوت والمكاتب، وآخر معرض شاركتُ به هو معرض "دمشق الدولي" بدورته الـ61 الذي تمت دعوتي إليه».

بعض أعمال سراء أحمد

وتتابع: «حصلت على شهادات تقدير من جميع المعارضِ الّتي شاركتُ بها، أمّا عن طريقة العمل فهناك أدوات خاصّة كأسلاك النّحاس والتي تكون عبارة عن الأسلاك الّتي تستخدم لكابلات الكهرباء، أو أسلاك لفّ المحرّكات، حيث أقوم بتجهيز شكل الورقة من السلك بعدها أملأ الخرز الذي أختاره بهذه الأسلاك، هذا الشيء الّذي كان يستغرق وقتاً وجهداً كبيرين عندما بدأت بالعمل، ولكن مع الممارسة المستمرّة وجدت الأمر أصبحَ سهلاً بالنّسبة إلي، وبالنّسبة للخرز يجب أنْ يكون ممتازاً لتجنّب تكسّره أثناء أو بعد الصّناعة، وبعدها أجمع عدّة أوراق لأتمّ شكل الوردة، ولا شكّ أنّ العمل متعِب ويحتاج لدقّة ٍكبيرةٍ وأي خطأ يكبّدني عناء الإعادة منذُ البدء، إلا أنّني أفرحُ كثيراً عندما أنتهي وأرى النّتيجة وأستمع لآراء من حولي بعملي».

"تغريد بلال" حرفيّة ضغط على النّحاس قالت: «من المتعارف عن العمل بالخرز هو استخدام الطّرق التّلقليديّة مثل الشّك على النّول، أمّا أعمال "سراء" ففيها الكثير من التميّز والتّقنيّة بالعمل والاحترافيّة لدرجة أنّها وصلَت للإتقان بأكبر درجاته، عدا عن اللّمسة الأنثويّة الّتي أضافتها للعمل وتنسيق الألوان المميّز، وبالمعنى الأدقّ أنّها أضافت من روحها لكلّ زهرةٍ تقومُ بصناعَتها، ونحن نلتقي دوماً بالمعارض الّتي تُقام وندعى إليها، فرأيتُ انجذاب الزّوار الدائم لجناح "سراء" وسؤالهم عن كيفيّة العمل، وجميع الحرفييّن ممّن يعرفون "سراء" يدركون أنّها تفرّدت بهذه الحرفة وأتقنتها جداً، لم أرَ زوّاراً عابرين لجناحها والجميل بالأمر أنّهم يرغبون بإقتناء شيء من الأعمالِ المعروضة قبلَ مغادرتهم، أرى أنّها تصنع شيئاً جديداً ومميّزاً باستمرار وتضيف بصمتها الخاصّة لعالمِ الحرف اليدويّة».

إحدى أعمال سراء أحمد بالخرز

"منى محمّد" إحدى زبائن "سراء" قالت: «تعرّفت على حرفة العمل بالخرز بمحضِ الصُّدفة، من خلال زيارتي لمعرض "دمشق الدّولي" بدورته الـ61، ومن خلال زيارة قسم الصّناعات اليدويّة لفتت نظري المجسمات الموضوعة في جناح "سراء أحمد" مّا شدّني للتعرّف على كيفيّة صناعة الورد بهذهِ الطريقة، الحرفيّة والإتقان جعلاني أظنُّها قوالب جاهزة إلا أنّها أخبرتني أن هذا العمل يدويّ، وكل إمرأة تُحبّ أن تقتني قطعاً فريدة ليتميز منزلها بها وبالفعل هذا ما وجدته عند "سراء" التّفرد والتناسق بالألوان والأشكال الغريبة والغير مكررّة عمّا عهدنا رؤيته في الأسواق، ولا سيّما محلّات الهدايا، فمن المناسب جدّاً أن تؤخذ هذه التحف كهديّة قيّمة تحوي على تفاصيلٍ من روحٍ أُنثى، ونحن كزوّار للمعارض نشعُر بالفخر أنّ التُّراث السّوري والحرف اليدويّة السوريّة مستمرّة وقائمة حتّى اللّحظة».

جدير بالذكر أنّ "سراء أحمد" من مواليد "طرطوس" عام 1975.

جانب من مشاركة سراء في معرض دمشق الدولي