تعدّ ربّة المنزل "سعاد معروف" أول امرأة في مدينة "بانياس" تفتتح صالة ألعاب إلكترونية، وتديرها بنفسها لتعيل من خلالها أسرتها الكبيرة، التي تأثرت معيشتها سلبياً نتيجة الظروف الحالية والحرب القائمة، لتصبح مثالاً يحتذى للعديد من النساء في حيّها.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 كانون الثاني 2019، التقت "سعاد معروف" لتتحدث عن تجربتها مع العمل الجديد، فقالت: «قبل التفكير بتنفيذ المشروع قمت بدراسة حاجة حيّ "القوز" الذي أسكن فيه، وماذا يتوفر فيه لخدمة جيل الشباب، وكان التوجه إليهم لأنهم الأكثر حاجة إلى الاهتمام وتأمين متطلباتهم في مكان إقامتهم، واعتمدت على آراء أبنائي وأصدقائهم، ثم فكرت بصالة ألعاب إلكترونية لأنها غير موجودة في الحيّ، وكانت الفكرة مستغربة من قبل جميع المقربين مني، لكونها غير مطروقة ضمن عمل المرأة بوجه عام.

أن ربّة المنزل "سعاد معروف" كانت جديرة بمنحة المشروع؛ لأنها تسعى إلى تأمين سبل عيش تعيلها وأسرتها، وقدمت فكرة غير مطروقة لعمل الأنثى في مجتمعنا، إضافة إلى أنها آمنت بفكرتها وسعت عبر مجموعة اختبارات تجاوزتها لتحقيقه، حيث يعدّ مشروعها من خلال المتابعة المستمرة ناجحاً وفق أغلب معايير النجاح

بعد تجهيز الفكرة في ذهني بالكامل كان الهمّ تأمين الدعم المادي لأن قدراتنا المادية تساوي الصفر لهذا المشروع، وهمّي الإضافي كيف يمكن إدارة المشروع ليكون ناجحاً، فبطبعي لا أحبّ الفشل بعمل أقوم به مهما كانت صعوباته، فتعرّفت إلى الجمعية "السورية للتنمية الاجتماعية" التي تقدم دورات لإدارة المشاريع الصغيرة، ثم تقوم بتمويل المتميز منها.

ضمن مشروعها الذي تعيل به اسرتها

حصلت على فكر الإدارة والتمويل، وافتتحت الصالة بعد القيام باستئجار محل بجانب منزلي وسط الحي، لأكون بين أبنائي ولا أحرمهم من رعايتي واهتمامي، فبدأت بجهاز ألعاب إلكترونية واحد، وشاشة عرض واحدة، وانطلقت بالعمل وبدأت الأرباح تتحقق، حيث فكرت بتطوير المشروع وتأمين كل متطلبات راحة الشباب خلال ممارستهم للألعاب، فاستحضرت براداً للمشروبات الباردة، وبدأت أقدمها مع المشروبات الساخنة من دون أي خجل، حيث كان التشجيع من قبل الجميع وخاصة من قبل أصدقاء أبنائي، ومنهم رفاق ولدي الشهيد».

التفكير بمشروع صالة ألعاب إلكترونية لم يكن تفكيراً أحادي الجانب لتأمين مصدر دخل لربّة المنزل "سعاد"، بل كان لهدفين مهمّين انطلاقاً من حاجة الحيّ، وقالت: «خلال مراحل دراسة فكرة المشروع جذبتني حاجة الشباب الذين يعانون من ضياع الوقت وظروف تنقل صعبة للوصول إلى أقرب صالة ألعاب إلكترونية، فقرّرت توفير الوقت والمواصلات عليهم، والأهم أنني وفرت حالة من الراحة والطمأنينة لذويهم لأن أبناءهم ضمن الحي الذي يسكنون فيه، ولا أسمح للأطفال الصغار دون سنّ الثانية عشرة ممارسة هذه الألعاب، وأسمح لهم بالمتابعة والمشاهدة فقط».

أصدقاء سعاد يزورونها في مشروعها

وفي لقاء مع "باسم منصور" من فريق عمل الجمعية "السورية للتنمية الاجتماعية"، أكد بالقول: «أن ربّة المنزل "سعاد معروف" كانت جديرة بمنحة المشروع؛ لأنها تسعى إلى تأمين سبل عيش تعيلها وأسرتها، وقدمت فكرة غير مطروقة لعمل الأنثى في مجتمعنا، إضافة إلى أنها آمنت بفكرتها وسعت عبر مجموعة اختبارات تجاوزتها لتحقيقه، حيث يعدّ مشروعها من خلال المتابعة المستمرة ناجحاً وفق أغلب معايير النجاح».

"زين محمد" أحد شبان الحي، قال: «فكرة الأم "سعاد" كما نسميها، وفرت علينا الكثير من الوقت خلال التنقل والذهاب إلى حيّ "القصور" للعب في أوقات الفراغ وبعد الدراسة، فمشروعها في منتصف حيّنا، ولا يحتاج الوصول إليه إلى مواصلات، وما كنا ندفعه للمواصلات سابقاً يساعدنا على ممارسة عدة تحديات إضافية في اللعبة مع الأصدقاء، والأهم أننا لا نرى أطفالاً صغاراً كما بقية صالات الألعاب».

يشار إلى أن "سعاد معروف" من مواليد قرية "حدادة" بريف "القدموس"، عام 1974.