تمكن "محيا سليمان" من ممازجة حرفته اليدوية بصناعة عجينة السيراميك والإكسسوارات مع الكتابة بالخط العربي التي يقوم بها التشكيلي "حازم حسن"، وذلك بلمسة فنية بسيطة الشكل عميقة المضمون على لوحات متنوعة خشبية وشمعية، بهدف تقديم تذكاريات تتناسب وجميع الناس.

حيث اعتمد "محيا سليمان" بعمله الحرفي اليدوي على مقولة (الفن في كل شيء)، وذلك بحسب حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 حزيران 2018، وحاول تقديم كل ما يحمل بين طياته فنياً هذا العنوان العريض، وتابع في حديثه: «بوجه عام أحاول تقديم أي شيء له علاقة بالفن كجمالية والإكسسوارات وHandmead كاستخدام، ويحمل روحاً ولمسة خاصة بي، تكون بمنزلة بصمة في هذا المجال، وعليه، كان العنوان العريض لمختلف الأعمال التي يتم تقديمها البساطة في الخطوط العريضة والعمق في المضمون والهدف، وما ساعدني في العمل وجود شريك تظهر بصمته الجميلة في كل ما يتم تقديمه لكونه فناناً تشكيلياً، وهو "حازم حسن".

ما أقدمه يتنوع ما بين الشمع و"البورتكله"، إضافة إلى لوحات فنية تحمل بين طياتها عبارات باللغة العربية والخط العربي الأساسي وهو الثلث، مصممة على أكواب أو لوحات خشبية بأسلوب غير تقليدي

وما نقدمه يندرج تحت تسمية هدية جميلة وجيدة لمختلف المناسبات، مشغولة بحرفية عالية ويدوية بالكامل، لتكون مميزة من ناحية التقديم، خاصة أن التوجه الحالي نحو المشغولات اليدوية».

محيا سليمان

ويضيف: «ما أقدمه يتنوع ما بين الشمع و"البورتكله"، إضافة إلى لوحات فنية تحمل بين طياتها عبارات باللغة العربية والخط العربي الأساسي وهو الثلث، مصممة على أكواب أو لوحات خشبية بأسلوب غير تقليدي».

لكل عمل بداية ولحظة محفزة، وبالنسبة للحرفي "محيا" كانت من لحظة الحاجة، وهنا قال: «بدأت الحكاية لدي من لحظة حاجتي إلى هدية تذكارية مميزة لصديق مميز بالنسبة لي، وعلى الرغم من بحثي لم أجد شيئاً يعجبني، وهذا دفعني إلى محاولة صنع ما يجول بخاطري تجاه حالة التميز التي أفكر فيها، وبعدها تطورت الفكرة لتصبح مشروع عمل بالنسبة لي فأنتج ما يحتاج إليه الناس للحظات مميزة بالنسبة لهم، وأفرغ الطاقة العارمة بداخلي.

من مشغولاته

وبعدها بدأت الطباعة على الأكواب "ماغ" بتصاميم جميلة ومميزة وغير مطروقة قدر الإمكان، وكانت لمسة صديقي وشريكي "حازم" ظاهرة بقوة وجمال، وبعدها شاركنا بمعرض "بازار آذار 1" وكانت نقلة نوعية بالعمل ومشجعة ومحفزة بالنسبة لنا؛ لكوننا لا نملك مكاناً لعرض منتجاتنا، ونعرضها على صفحات التواصل الاجتماعي.

وحين نضجت الأفكار حول العمل وآلية التوسع فيه والتميز بما يتم تصنيعه كمّاً ونوعاً لتلبية جميع الرغبات والأذواق، تطورت فكرة العمل فكان الدمج بين كل ما يتعلق بأمور الطباعة والأعمال والهدايا اليدوية البسيطة والشمع المعطر».

حازم حسن وعلي يمينه محيا سليمان

أفكار وطاقات الشباب كانت ظاهرة وبقوة لديه، حيث قال: «بوجه عام نتقبل مختلف وجميع الاقتراحات من الناس مهما كانت، لأن الهدف حالة التواصل التي تفتح الأفق الواسع من دون وسيط وترضي الإبداع بداخلي؛ وهو ما يخفف الكثير من الأعباء على كلا الطرفين، وهذا ليس مجرد كلام وإنما أصداء من المتعاملين معنا، كما أن الرواج الذي وجدناه من قبل الأصدقاء والمعارف والزبائن أطلق حالة الإبداع الشبابية كطاقة وأفكار وتميز عبر التصميم البسيط المميز الدال علينا كشخصية وفكر، وبسعر بسيط ضمن قدرات أي شخص، لذلك حمل اسم Println، وفكرته العامة من اختصاصي العلمي في مجال البرمجة؛ أي تمكنت من توظيف تحصيلي العلمي بالعمل المهني».

ويتابع: «صنعت "بورتكله" بالخيوط وعجينة السيراميك، واشتغلت عليها لوحات مصغرة، وكذلك أحضرت شمعاً خاماً وصنعت شمعاً معطراً، وهنا كان التركيز على قصة السعر ليكون مناسباً لجميع الناس، لأن هذا الأمر مهم جداً».

وفي لقاء مع الفنان التشكيلي "حازم حسن"، قال: «الفكرة بإدخال الفن الحقيقي إلى الصناعات اليدوية الحرفية ومنها الإكسسوارات، وهي محاولة للخروج من الأجواء التقليدية المعروفة في هذا المجال، وهنا كانت بداية الشراكة بالعمل مع "محيا"، وذلك من خلال تقديم المنتجات الحرفية اليدوية التي يصنعها "محيا" بكل حرفية، التي تميزت بالبساطة ممهورة بالخط العربي كالخط الديواني أو الثلث، وكذلك بالنسبة للأسماء نحاول أن تكون مكتوبة بأصعب أنواع الخطوط لتحمل التميز بالنسبة للزبون.

والهدف الآخر مما نقوم به هو تغيير النمط العام الذي اعتاده الناس في مثل هذه المنتجات وخاصة الأكواب، فنطبع عليها مثلاً صورة السيدة "فيروز" مع بعض الجمل والعبارات التي تتحدث عنها أو شيء من عناوين أغانيها وبأسلوب فني يوقف كل من يشاهده ليقرأه بهدوء وروية ويتمتع بمعانيه ومضامينه».

وفي لقاء "عز الدين عباس" أكد أن قطعة الإكسسوار التي اشتراها من مشغولات "محيا" لفتت نظره أول ما رآها؛ لكونها قطعة مميزة وغير متوفرة في السوق، وتابع: «امتلك "محيا" ذوقاً جميلاً مكّنه من تقديم قطع إكسسوار مميزة وغير مسبوقة، فأصبح من يتسوق من عنده يقتني قطعاً فريدة، كما أن حرفيته بالعمل تميزت بالدقة؛ وهو ما انعكس على منتجاته، فوجدت سوقها الرائج بين فئة الشباب، وهنا أطرح مثلاً عن واقعة حدثت معي، وهي أنني في عيد الحب تسوقت هدية لحبيبتي من عنده، كانت عبارة عن صورة لها مشغولة على القماش ملصقة على الخشب بطريقة مميزة، كتب عليها جملة اخترتها بنفسي لتكون معبرة، وخطها الفنان التشكيلي "حازم"، وكذلك هدية أخرى عبارة عن وعاء زجاجي مزخرف يدوياً بأشياء جميلة، ومملوء بالأوراق الملونة كتب عليها أفكاراً تحفيزية ومشغولة بحرفية فنان، وملفوفة بأسلوب صعب جداً وأنيق وعصري».

يشار إلى أن "محيا سليمان" من مواليد "طرطوس"، عام 1992.