رغبة منها بالاكتفاء المادي خلال دراستها الجامعية، توجّهت "إنانا حسن" نحو تسويق مشغولاتها الحرفية بطريقة مبتكرة عنونتها باسم "أفرودايت"، التي أوصلتها - إلى جانب مجتمعها المحيط - إلى الدول المجاورة.

الفكرة لم تكن وليدة يوم وليلة، إنما جاءت نتيجة تراكم خبرات قديمة حفزتها للانطلاق المُجدي مادياً في المرحلة الجامعية. وعن بداياتها، قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 شباط 2017: «في صغري عندما كانت تتضرر ألعابي وحاجياتي الشخصية، كنت أحاول إصلاحها وتقديمها بطريقة أفضل مما كانت عليه، من خلال التعديلات التي أدخلها لتتناسب وظرف أو حالة معينة تلفت انتباهي، وبهذا أتمكن من استخدامها مرة أخرى وكأنها شيء جديد كلياً، واستمرت معي هذه المتعة حتى فكرت بأن تكون بالنسبة لي مصدر دخل يساعدني في مصاريفي الجامعية، فأخفف العبء عن أسرتي التي لم تحرمني من شيء إطلاقاً، وإنما هي نوع من الاستقلالية الشخصية».

أعمل وفق رغبة كل زبون، وأدخل التعديلات إلى أي قطعة كما يرغب، حيث يمكن تغيير نوعية الحجر الكريم المشكل للعقد أو لونه أو التصميم ككل، وهذا يتناسب أيضاً مع المقدرة المادية للزبون، وأطرح له الخيارات، وهو ينتقي ما يريد

وتتابع: «منذ عام اشتريت بعض القطع الصغيرة التي تصلح - وفق منظوري الخاص - لأن تكون شيئاً جديداً عبر إعادة ترتيبها، وكانت تجربة انتشر صداها ضمن مجتمعي وبين رفاقي وأصدقائي، وكانت النتائج إيجابية جداً؛ وهذا شجعني للتوسع والتسويق الإلكتروني للمشغولات عبر صفحتي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقت عليها اسم "أفرودايت"، فنالت الترويج بين مشجعي فكرتي ومجموعات الأصدقاء والمتابعين، وهذا حفزني على الاستمرار والتطوير أكثر، حينئذ بعت جميع ما صنعته من إكسسوارات تزيينية ومشغولات يدوية تناسب الشباب والشابات والسيدات أيضاً؛ وهو ما حقق لي رأس مال جيداً أستطيع من خلاله تطوير عملي أكثر.

من مشغولاتها اليدوية

لم ينتهِ التسويق والترويج هنا، بل تعداها طرح فكرة خزانة عرض في المقهى التي اعتدت ارتيادها يومياً مع أصدقائي، وفعلاً صممت الخزانة من قبل صاحبها، وكأنها محل تجاري بالنسبة لي، حيث أضع فيه كل جديد، إضافة إلى مشغولاتي بحسب التواصي، ليقوم بتسليمها إلى أصحابها».

تقدم "إنانا" مشغولاتها اليدوية وفق رغبة كل زبون، ولا تنسى طرح رؤيتها المعتمدة على خبرتها ومنظورها لتناسق الألوان، وأضافت: «أعمل وفق رغبة كل زبون، وأدخل التعديلات إلى أي قطعة كما يرغب، حيث يمكن تغيير نوعية الحجر الكريم المشكل للعقد أو لونه أو التصميم ككل، وهذا يتناسب أيضاً مع المقدرة المادية للزبون، وأطرح له الخيارات، وهو ينتقي ما يريد».

بثينة علي

وفيما يخص التصاميم، تقول: «جميع الأفكار من مخيلتي، ويمكن أن أستعين بالمواقع الافتراضية لتكوين فكرة مبدئية، حيث لا أصنع قطعاً لها شبيه حتى ولو كانت من تصميمي، وهذا من مبدأ وضع البصمة الحرفية الخاصة بي على مشغولاتي، لذلك أهتم جداً بموضوع النوعية والجودة، فلا يمكن أن أصنع شيئاً رديئاً، أو كما يقال عنه تجاري ذو قيمة بسيطة وأرباح عالية، لأن هذا سينعكس على عملي مستقبلاً فأخسر زبائني.

بالعموم ما خدمني في التصميمات الأساسية للمشغولات، هو دورات الرسم التي اتبعتها سابقاً، حيث فهمت تناسب الألوان وقيمتها على القطعة المشغولة، وكيف يمكن أن تكون تدريجاتها ذات قيمة إيجابية على الشكل والحالة النفسية للزبون».

إنانا حسين مع خزانة عرضها الصغيرة

وتضيف فيما يخص التسويق الإلكتروني ومنعكساته: «من ميزات التسويق الذي اتبعته توضيح قيمة كل إكسسوار وما يحمله من أحجار كريمة صناعية أو طبيعية، وتكلفته مع كل تعديل أو إضافات يرغب بها الزبون، وهذا من مبدأ مصارحته لكسب ثقته المستمرة، إضافة إلى أن التنوع والشمولية في المنتجات مهمّان جداً لإرضاء أذواق ورغبات الجميع، وهذا فتح لي أسواقاً خارج المحافظة تعرفت إلى منتجاتي عبر التسويق الإلكتروني، فسوقت لمختلف المحافظات، وأهمها "دمشق"، وكذلك "سويسرا" عبر بعض الأصدقاء».

وفي لقاء مع "بثينة علي" طالبة هندسة عمارة، قالت: «مشغولات "إنانا" مميزة من حيث العصرية والحصرية، وهذا شيء نبحث عنه كشابات، والأهم أنها تمتلك ذائقة فنية استخدمتها ووظفتها في مشغولاتها، فأنتجت قطع إكسسوار متناسقة الشكل ومتناغمة الألوان، كما أنها تصمم مشغولات لها خصوصية متناغمة مع خصوصية كل شخص أو زبون وفق المعتقدات والطاقات الكونية كالأبراج وسواها».

وأضاف التشكيلي "حازم حسن": «من وجهة نظر فنية أغلب مشغولات "إنانا" متناسقة الألوان، وهذا يدل على عمق معرفتها بتنسيق الأحجار الكريمة وفق ألوانها مع بقية مكونات القطعة الواحدة، إضافة إلى استفادتها من آراء الأصدقاء في المقهى الذين يتابعون ويتسوقون منتجاتها، وتدعمها بحسها الأنثوي الجميل، ولا تنسى تناسب الأسعار مع شريحة الطلبة وجودة المنتج، لأنها تهدف إلى الانتشار قبل الربح السريع؛ وهذا يدل على مرونتها بالتعامل مع مختلف الأذواق، كما أنها مزجت بين الفنّ والحرفة اليدوية؛ فأنتجت إكسسوارات تلفت نظر كل من يراها، فيرغب باقتنائها».

يشار إلى أنّ "إنانا بشار حسين" من مواليد "دمشق" عام 1993، ومقيمة في "طرطوس"، وتدرس تجارة واقتصاد في "جامعة تشرين".