تمكّن المزارع "أسامة عيد" بخبرته الزراعية وسعيه إلى خلق فرصة عمل تميزه كفرد منتج، من تأسيس مشروعه المنزلي المدر للدخل على مدار العام، ليغدو منتج "الفطر الأبيض" الذي تبحث عنه أسواق التصريف.

الخبرة الزراعية التراكمية، وخاصة في مجال زراعة الفطر الأبيض دفعت المزارع "أسامة عيد" إلى تخصيص جزء من منزله الصغير لتأسيس مشروع المستقبل؛ بحسب وصفه، حيث أضاف إلى مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 نيسان 2016: «العمل بزراعة الفطر بسيط جداً، لكنه يحتاج إلى خبرة وممارسة هذه الخبرة واقعياً ضمن مشروع يخصص له جل الوقت للوصول إلى النتائج المرجوة، فقد أسست مشروعي منذ عام 2006 ومستمر به حتى الآن، لأنه فرصة العمل التي كنت أبحث عنها، لتأمين دخل مادي جيد ودائم أحقق من خلاله وجودي كفرد منتج».

هي فرصة عمل مناسبة لي ولكل ربة منزل لها ظروفها الخاصة التي تلزمها البيت، حيث يمكن اعتمادها كمصدر دخل ثابت وجيد، ويمكن تحقيق تشاركية بين عدة مزارعات لتأسيس المشروع

ويتابع: «الخبرة لا تأتي من دون عمل، وهذا أمر طالما حاولت التميز به والإبداع فيه، فمثلاً أغلب مزارعي الفطر يحاولون اقتناص الفرص لتسويق منتجهم دفعة واحدة غير آبهين بأهمية قاعدة العرض والطلب في تحديد الأسعار، وبالنسبة لي من خلال المواسم الزراعية السابقة التي أنتجت فيها الفطر، أدركت أن جني الفطر يجب أن يكون على ثلاث دفعات خلال اليوم الواحد للوصول إلى إنتاج ثمري موحد الحجم والشكل تنتظره الأسواق الاستهلاكية، وما ساعدني في ذلك وجود المزرعة بجانب المنزل، حيث اقتطعت جزءاً منها لتأسيس المشروع».

المزارع أسامة في مشروعه الصغير

زراعة منزلية بسيطة ذات دخل مادي يمكن الاعتماد عليه في معيشة الأسرة، وهنا قال المزارع "أسامة": «يمكن زراعة الفطر في أي وقت مع توفير الشروط البيئة الخاصة بنموه، ومنها الحرارة ما دون العشرين درجة مئوية، والتهوية، والرطوبة، فأنا أرى أن الزراعة في فصل الشتاء أفضل من الزراعة في فصل الصيف من حيث التكاليف المادية المترتبة على زراعة الموسم، فالتدفئة أقل تكلفة من التبريد، وهذه خبرة تحققت منها على مدار سنوات الزراعة، كما أن النمو اليومي للفطر مع ارتفاع درجات الحرارة يجعل من نمو ساق الثمرة سريعاً، لذلك اعتمدت نظام القطف على مراحل وفق أسواق التصريف، كسوقي "دمشق" و"حمص"، اللذين دفعاني في مرحلة معينة إلى مواكبة عمليات التصريف والمنافسة فيها عبر ممارسة عملية توضيب المنتج ضمن علب كرتونية وبلاستيكية مخصصة، لكن حالياً أعتمد في عملية التسويق الأكياس البلاستيكية لتظهر الثمار جمالها ورونقها».

وعن العملية الزراعية التي أدركها بالخبرة، والتي أصبحت مصدر معيشته، قال: «أبدأ الزراعة في شهر أيلول وأنتهي في شهر حزيران، حيث تكون العوامل المناخية مناسبة؛ وهو ما يوفر عليّ بعض التكاليف المادية، فينتج موسم زراعي جيد يمكن مراقبته باستمرار لأن مكان التربية والزراعة المقدر بنحو سبعين متراً جزء منفصل عن المنزل وملاصق له، أي متطلبات المتابعة الدائمة محققة وبيسر».

المزرعة جزء من المنزل

وفي لقاء مع "جرجس جبارة" المهتم بزراعة الفطر قال: «لقد كانت الخبرة التي امتلكها المزارع "أسامة" محفزة لنا لنقدم له كجمعية خيرية جميع مستلزمات الزراعة، ونحصل منه على خبرة تدريب للراغبين بمزاولة هذا العمل المنزلي، وخاصة الوافدون والمتضررون، مع الاحتفاظ بحقه في الأعمال الدقيقة التي يجب ألا يمارسها أحد غيره، حتى إن علاقاته بأسواق التصريف وخبرته بمواعيد ازدياد الطلب على المنتج كانت ذات أثر إيجابي استفاد منها الكثيرون، فأصبح مرجعاً يمكن الاعتماد عليه في الحالات الزراعية غير المطروقة، ومنتجه مطلوب في الأسواق».

وعن أهم صعوبات العمل قالت المزارعة "سحر وسوف" العاملة مع المزارع "أسامة": «الحصول على الخلطة الزراعية أو ما يعرف بالتربة الزراعية المخصصة لزراعة الفطر بجودة ونوعية جيدة أمر يؤرقنا كثيراً، خاصة أن المعتمدين لهذا الأمر اثنان فقط على مستوى "سورية"، لكن هذا ليس شيئاً أمام الجهد الكبير الذي يبذله المزارع "أسامة" لخلق فرصة عمل مستمرة وبمردودية جيدة، لأن الهدف الأساسي للمشروع خلق فرص عمل حقيقية ومنتجة مادياً، فمن المفروض على كل من يرغب بالعمل أن يحفز فكره للبحث عن عمل يناسبه ويقدم له مردوداً مادياً مستمراً بتكاليف مالية بسيطة، وهنا تلزم الخبرة من تراكم العمل، كالخبرة بمرحلة القطاف التي تحتاج إلى معرفة كي لا يؤذي بقية البذور النامية».

السيد جرجس جبارة

المزارعة "بصرة أحمد" أكدت أنها أدركت زراعة الفطر بمراحله المتعددة بمساعدة المزارع "أسامة"، وهي فرصة للعمل المنزلي المنتج بمختلف ظروف الأحوال الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، وأضافت: «هي فرصة عمل مناسبة لي ولكل ربة منزل لها ظروفها الخاصة التي تلزمها البيت، حيث يمكن اعتمادها كمصدر دخل ثابت وجيد، ويمكن تحقيق تشاركية بين عدة مزارعات لتأسيس المشروع».