استخدم مزارعو مدينة "بانياس" الأنفاق البلاستيكية الصغيرة لتغطية المساحات الزراعية المنبسطة في أراضيهم، فقدموا زراعات متنوعة وشتولاً تعد مصدر زراعات أخرى، فأصبحوا رواد زراعة تلك الأنفاق التي توفر الكثير من الجهد والمال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 كانون الثاني 2016، المزارع "زين ملوك" من شمال مدينة "بانياس" أحد مزارعي الأنفاق البلاستيكية، الذي أشار إلى وجود عوامل متعددة كانت سبباً أساسياً لاستخدام تقنية الأنفاق البلاستيكية الصغيرة، وأهمها استثمار المساحات الجغرافية الاستثمار الأمثل، ويقول: «أزرع الأنفاق البلاستيكية باستمرار، فهي تقنية تعد الأحدث في مجال الزراعة، وتمثل تلك الزراعات مختلف أنواع الخضار؛ وأهمها النباتات صغيرة الحجم كالكوسا والخيار والخس، وذلك في محاولة لاستثمار كامل المساحة من التربة التي يجب زراعتها، وهذا بخلاف زراعة البيوت المحمية التي تحتاج إلى مساحات كبيرة لإنشائها، كما أن طرائق وسبل العناية بها أبسط وأسهل من عدة نواحٍ ومنها عامل الوقت، إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى الكثير من اليد العاملة، فأنا شخصياً أشرف وحدي على مجموعة لا بأس بها من الأنفاق البلاستيكية.

لا يحتاج النفق الصغير إلى الكثير من العناء لتركيبه، بل يعتمد على الطبيعة في هذا الأمر، كإحضار أعواد التثبيت الرفيعة من الأشجار البرية كعملية التقليم، حيث تكون مطاوعة طرية قابلة للثني على شكل نصف قوس عند التثبيت، وتقلب التربة بفأس صغير، وتثبت الأقواس وتوضع شرائح البلاستيك فوقها، وتوضع بعض الحجارة على محيطها لتثبيتها، وتصبح جاهزة للزراعة

كما أنني في بعض المواسم أزرع البذار ضمنها بغية الحصول على شتول، ومن ثم أبيعها لمزارعي البيوت المحمية وحتى مزارعي المساحات الزراعية المكشوفة، فهي غير مكلفة بالنسبة لي، ويمكن اعتبارها زراعة ناجحة بمختلف المقاييس من حيث المردود المادي، علماً أن لها فترات معينة لزراعتها كالفترة الربيعية مثلاً».

نورس إبراهيم

المزارع "نورس إبراهيم" من ريف "بانياس" يقول: «تعد زراعة الأنفاق البلاستيكية الصغيرة سلة غذائية شبه متكاملة لمختلف الخضار، وقد انتشرت زراعتها لقلة التكلفة التي تحتاج إليها، حتى إنها أصبحت في هذه الفترة ملجأ للكثيرين من المزارعين مع ارتفاع أسعار المواد الأولية اللازمة لزراعة البيوت المحمية، وبرأيي لولاها لقلت كثيراً نسبة الزراعات.

ويمكن التأكيد على أن أهم وسائل العناية بها بعد زراعتها عمليات التعشيب والري، إضافة إلى وضع الإنارة لها لتدفئتها، هذا على خلاف البيوت المحمية التي تحتاج إلى الكثير من العناية ووسائل التدفئة المكلفة مع ارتفاع أسعار المحروقات وقلة توفر الكهرباء لاستخدام شبكات الرذاذ التي تحمي من الصقيع، ناهيك عن عمليات جني المحصول البسيطة والسهلة التي لا تحتاج إلى أكثر من مزارع أو اثنين للقيام بها».

الأنفاق البلاستيكية

المزارع "علي محمد" عن طريقة تركيب الأنفاق يقول: «لا يحتاج النفق الصغير إلى الكثير من العناء لتركيبه، بل يعتمد على الطبيعة في هذا الأمر، كإحضار أعواد التثبيت الرفيعة من الأشجار البرية كعملية التقليم، حيث تكون مطاوعة طرية قابلة للثني على شكل نصف قوس عند التثبيت، وتقلب التربة بفأس صغير، وتثبت الأقواس وتوضع شرائح البلاستيك فوقها، وتوضع بعض الحجارة على محيطها لتثبيتها، وتصبح جاهزة للزراعة».

وفي لقاء مع المهندس الزراعي "كرم قاسم" يقول: «تعد زراعة الأنفاق البلاستيكية الصغيرة أقل تكلفة بكثير من زراعة البيوت المحمية الكبيرة، إضافة إلى أن المردود الاقتصادي للمحصول المزروع بداخلها ممتاز مقارنة مع تكاليف إنشاء هذه الأنفاق، التي تعد بسيطة وفي متناول كل من يريد استثمار حقله الزراعي الاستثمار الأمثل، وهذه الأنفاق مكّنت المزارعين من الحصول على الشتول في أي وقت على مدار العام، كما مكنتهم أيضاً من زراعة محاصيل في غير موسمها، فعلى سبيل المثال يمكن زراعة الكوسا في فصل الشتاء، وتعطي إنتاجاً جيداً، مع العلم أنها أي محصول الكوسا محصول صيفي، بمعنى آخر مكنت المزارعين من تأمين الخضراوات بمختلف أنواعها على مدار العام وبتكاليف بسيطة جداً».

المهندس كرم قاسم

ويتابع: «الأنفاق البلاستيكية الصغيرة تحتاج إلى أسلاك معدنية قياس خمسة ميليمتر، وغطاء بلاستيكي أو ما يعرف بالشرائح البلاستيكية بمقاسات معينة متوافرة، وأنابيب تنقيط، وهي تقنية ري مدخلة حديثاً إليها، حيث كانت عمليات الري السابقة لها تتم عبر الري السطحي لها بواسطة أنبوب عادي، كما يتم التعامل معها في ظروف الحرارة المرتفعة ببساطة وسهولة، حيث يتم كشف الغطاء البلاستيكي عنها من أجل التهوية، وفي ظروف الحرارة المنخفضة يوضع فوق الغطاء البلاستيكي أكياس قش أو أي شيء آخر، وهي طريقة قديمة تتبع ومازالت تتبع عند الأغلبية، ويشترط قبل وضع أو بناء الأنفاق الصغيرة التي هي عبارة عن أقواس نصف دائرية، وجود مصدّات للرياح، فتأثير الرياح القوية مضر جداً بها».