بدأت مجال العمل الإداري ضمن مكتب هندسي في كنف والدها، ثم أسست لأعمال إدارية لاحقة كانت تعد حكراً على الرجال، فباتت السيدة الوحيدة العاملة بالوكالات البحرية، وتميزت بإدارتها السليمة وتفوقها من خلال الإشراف المباشر وتراكم الخبرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 آب 2015، سيدة الأعمال "نداء الحاج صالح"، وتقول: «البدايات كانت مع والدي المهندس "محمد الحاج صالح" في مكتبه الهندسي لسنوات عدة، وهذا ما دفع بعضهم للاعتقاد أنني مهندسة، علماً أنني خريجة كلية التجارة والاقتصاد، فكنت الرفيقة الملازمة لوالدي والمساعدة في جميع أعماله الهندسية المكتبية والخارجية كإدارة وتنسيق وتنقل، لكونه أقدم مهندس في مدينة "طرطوس"، وبعد وفاته تابعت العمل في المكتب الهندسي بإشراف مهندسين مختصين نحو عامين، وفي عام 1992 أسست وكالة بحرية للتخليص الجمركي وبدأت العمل بها كأول سيدة في "طرطوس" تدخل هذا المجال، حيث أقوم من خلالها باستقبال البواخر وتفريغ بضائعها وفق تعاملاتها الإدارية والإشرافية لتسلمها لزبائنها وأصحابها، إضافة إلى مسؤوليتها عن شؤون البواخر والبيانات الجمركية الخاصة بالتصدير والاستيراد».

تمكنت من إثبات وجودها ضمن ساحات عمل الرجال، وخلال مدة تعاملنا معها شدتني طريقة إدارتها للأمور وسرعة إنهائها للأعمال الجمركية بكادرها المدرب بإشراف خبرتها المتقادمة، وهذا مكن علاقة العمل من الاستمرار

وعن مقومات العمل تقول: «التخطيط هو أساس العمل، إلى جانب حسن التعامل مع التجار، والبحث الدائم عن زبائن ومتعاملين جدد، على أن تكون التعاملات يحكمها العقلانية مع الثقة، إضافة إلى معرفة تفاصيل إعداد معاملات الرسوم والعمولات المالية وغير ذلك، والخبرة بمضمون عمل الوكالة البحرية، تأتي من العمل المباشر والاحتكاك، فلكل مشكلة تعترضنا طريقتها بالحل والمعالجة وفق الأصول والعرف والتقاليد، إضافة إلى أنها ستكون بمنزلة درس للتعلم منها وتحسين التعامل والأداء، وأعتقد أن نحاجي في عملي قائم على الخدمات التي أقدمها للزبائن بكل مصداقية وموضوعية».

مهند صقر

تدير "نداء" عملها في مكتبين متخصصين لكل منهما شؤونه المختلفة تماماً عن الآخر، وعنهما تقول: «عملي السابق كمديرة مكتب الجزائري العالمي المختص بهذه الشؤون ولمدة ثلاثة عشر عاماً، كان أساس الخبرة التي طورتها وأضفت إليها الحالات الاستثنائية وهي الأهم، كما أنني أسست فريق موظفين على هذا الأساس فكان انتماؤهم وولاؤهم للعمل».

تتابع "نداء" الإشراف المباشر في العمل وتحمل شعار: (الزبون دائماً على حق)، وهنا استخدمت الحدس الأنثوي، ووفقت به على حد قولها، وتقول: «يجب على سيدة الأعمال أن تكون سلسة بتعاملاتها على خلاف رجل الأعمال، فالإدارة التي على رأسها امرأة، تكون فيها مجموعة العمل مترابطة أكثر من الإدارة التي على رأسها رجل، فالمرأة هي الأم والأخت، فتشعر بما تعانيه المرأة العاملة وحتى الشاب الذي يحاول بناء نفسه، فأنا أتعامل مع الموظفين كأسرة واحدة، وهذا ما انعكس بدروه على جودة العمل».

العنوان العريض لعملها

وفي لقاء "محمد قاسم" ممن يتعاملون مهنياً مع المخلصة الجمركية "نداء"، يقول: «تمكنت من إثبات وجودها ضمن ساحات عمل الرجال، وخلال مدة تعاملنا معها شدتني طريقة إدارتها للأمور وسرعة إنهائها للأعمال الجمركية بكادرها المدرب بإشراف خبرتها المتقادمة، وهذا مكن علاقة العمل من الاستمرار».

وفي عودة إلى مكان العمل التقينا "مهند صقر" أحد الموظفين في وكالة "نداء" البحرية، الذي بدأ العمل فيها من حوالي ثلاثة عشر عاماً عندما كان في سنته الأخيرة بكلية التجارة والاقتصاد، حيث تبنته "نداء" مهنياً ودربته على العمل وكأنها مسؤولة عنه، ويقول: «ستبقى شهادتنا مجروحة فأنا تلميذ هذه السيدة، البدايات كانت بمنحي الخبرة والثقة وخاصة في الأمور المالية والإدارية، وهذا انعكس على شخصيتي إيجاباً وكأنني أعمل في مكتبي الخاص، وهي مدركة لهذه النتيجة مسبقاً لأنها متمكنة من قدراتها الإدارية، وأنا أجزم أنها تفوقت على أقرانها في هذه المهنة، وكسبت ثقة ومحبة الجميع».

نداء الحاج صالح