يعتمد مزارعو بعض المحاصيل الصيفية على عابري الطريق كزبائن لهم، في تصريف منتجاتهم من خلال البيع المباشر، محققين أرباحاً خالية من تعرفة التجار، مع فتح الباب لفرص عمل جديدة لهم.

مع بداية وفرة المحاصيل الصيفية في الحقول القريبة من الطرق العامة كطريق "طرطوس- اللاذقية" يبادر المزارع "محمد خدوج" من أبناء سهل قرية "المرقب"، بجني ثمار محصوله وتعليبها وتوضيبها بشكل جميل ولافت لينقلها إلى الطريق العام، ويقول لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 آب 2015: «لدي حقل من "الصبار" يحيط بمنزلي، كانت في السابق أغلبية ثماره تذبل وتموت من دون جني، حيث نتناول منزلياً ما يمكن تناوله ويبقى القسم الأكبر من دون نفع، ففكرت بطريقة استثمار تلك الثمار، حيث قمت بجني كمية صغيرة وفق ما يتيسر لي من الثمار الناضجة، ثم قمت بتوضيبها بأقفاص صغيرة ووضعها إلى جانب الطريق السريع على (بسطة) صغيرة في أوقات فراغي من العمل الزراعي، فكانت تجربة لمعرفة إمكانية تسويق منتجات أرضي، فنجحت التجربة وسوقت كامل محتويات "البسطة" وبسرعة من خلال أسعار أقل من أسعار السوق التي كانت حينها، وقد يكون السعر المنخفض هو السبب الرئيس في البيع السريع، إضافة إلى نوعية الثمار الجيدة والطازجة، وتوافرها على ناصية الطريق، ما يوفر على الزبون تعب البحث عن طلبه ضمن الأسواق، ونجاح التجربة دفعني إلى تكرارها باستمرار وتأمين كميات مناسبة وفق الحاجة والطلب».

كل يوم أمرّ فيه من هنا أقف لتناول ثمار الصبار مقشرة وطازجة وبسعر مناسب لي، وأستفيد من الجلسة الشعبية هنا فأستريح لبعض الوقت وأتابع السفر، وبالعموم لو لم أتناول الصبار هنا كنت سأبحث عنه في الأسواق، وهذا يدفعني لشراء عبوة كاملة لأسرتي في المنزل، وبأسعار أرخص من أسعارها في المحال التجارية

ويضيف: «تمكنت من تأمين فرصة عمل تدعمني مادياً، إضافة إلى أنني وفرت حاجة عابري الطريق من هذه المادة الغذائية خلال موسمها، وبأسعار منافسة ومناسبة لهم، وهذا أمّن لي زبائن معينين لا يقبلون الشراء في الطريق العام إلا من عندي، بعد أن عملت على تقديم ضيافة سريعة لكل من يتوقف على الطريق للشراء، حيث أقشر بعض ثمار الصبار وأقدمها للتذوق كضيافة محل للزبون».

محمد خدوج

في حين أن البائع "عدنان الشيخ" يرى في هذه العملية جانباً آخر مهماً من وجهة نظره، يقول: «بهذا العملية التسويقية البسيطة حطمت برأيي الحلقات الأقوى التي كانت تستغلنا كمزارعين، وهم التجار والسماسرة، فلست مضطراً لدفع أجور التسويق للسمسار الذي يسوق لمحصولي عبر علاقاته التجارية، طالما أنني أقوم بالتسويق المباشر للزبون، وهذا انعكس إيجاباً على الزبون أيضاً؛ حيث إنه لن يضطر لدفع مبالغ مالية إضافية تضاف إلى السعر الحقيقي للمنتج من المزارع».

تمكن المزارع "علي عباس" بعملية التسويق على ناصية الطريق من تحقيق مردود مادي جيد نتيجة خبرة اكتسبها من عملية البيع المباشر، ويقول: «في كثير من الأحيان أقطف كمية بسيطة من ثمار الفريز المزروعة في حقلي الزراعي، لزبائن محددين يأتون كل يوم للحصول على طلبهم، وقد أدع الزبون يجني وينتقي بيديه ما يشتهي من الثمار عن الشتلة الأم، ليستمتع بهذه العملية، والهدف من ذلك الترويج الدائم لمختلف المحاصيل الزراعية التي أنتجها، ومنها الحمضيات والتفاح والرمان، التي تنضج على مراحل متعددة، وهنا يدرك الزبون أنه كلما أراد شراء أنواع معينة من الفواكه سيجدها طازجة لدي عبر "بسطة" اقتصادية لي وله».

"بسطة" عدنان الشيخ

وفي لقاء مع "نصر علي" عابر طريق التقيناه عند البائع "عدنان الشيخ" يقول: «كل يوم أمرّ فيه من هنا أقف لتناول ثمار الصبار مقشرة وطازجة وبسعر مناسب لي، وأستفيد من الجلسة الشعبية هنا فأستريح لبعض الوقت وأتابع السفر، وبالعموم لو لم أتناول الصبار هنا كنت سأبحث عنه في الأسواق، وهذا يدفعني لشراء عبوة كاملة لأسرتي في المنزل، وبأسعار أرخص من أسعارها في المحال التجارية».

البائع عدنان الشيخ يقدم ضيافته للزبون نصر علي