"أزتيكوم، سينتيا، ماتوكانا"؛ صباريات تعد من أكثر نباتات الأرض تنوعاً وغنى، منها المثمر، ومنها ما هو للزينة، أما مزاياها فتبدأ بالزراعة والتسويق ولا تنتهي بالفوائد الطبية التجميلية.

لا تحتاج الصباريات بأنواعها إلى بيئة خاصة لإنتاجها، فهي تتحمل درجات الحرارة، والبرودة، وتضم عائلتها مئات الأنواع المثمرة وغير المثمرة، أما غير المثمرة -وهي موضوع حديثنا- باعتبارها من أكثر نباتات الزينة تنوعاً وجمالاً، فيحدثنا عنها "فؤاد رمضان" العامل في أحد المشاتل على مدخل "طرطوس" الشمالي بتاريخ 15 آذار 2015، حيث يقول: «لدينا في عملنا قسم مخصص للصباريات بأنواعها، وهي نباتات عصارية غنية بالمياه تتخذ أشكالاً هي الأكثر إبداعاً بين الأزهار، وتوجد منها المثمرة وغير المثمرة، وحتى تلك المثمرة فإن تحويلها إلى زينة لا يتعدى تجذيبها ووضعها في أحواض خاصة لتغدو الثمار عنصر جمال يضاف إلى جمال الصبارة، كما أن رعايتها لا تختلف كثيراً عن بعضها، فجميع الأنواع تحتاج -حين وضعها في أحواض زينة داخلية وخارجية- إلى نسب محددة من المياه حيث لا تزيد النسبة عن المسموح به وهو ما يعرض النبتة للتعفن والتلف».

تم العثور على نوع "ماتوكانا" في قمم "البيرو" عام 1922، ويضم أشكالاً عديدة، تعطي أزهاراً كبيرة زاهية ومتعددة الألوان، ويبلغ ارتفاعه 30م

نلاحظ هنا فكرة تحويل أي نوع من الصباريات إلى نبات زينة، بالتالي فإن أية صبارة ضخمة تعطي الثمار يمكن تحويلها إلى نبتة زينة بمجرد تصغير الحوض الذي ستوضع فيه.

إكثار محلي لأنواع الصباريات

أما بالنسبة للمشتري فإن عدة مزايا تهمه في الصباريات، وهذه يجملها "فؤاد" بالقول: «تأتي أهمية الصبار في الزينة من جمال تشكيلاته واستمراريتها لعمر طويل، حيث تنمو ببطء يختلف بين متوسط وشديد، ولديها قدرة كبيرة على تحمل العطش، حيث يكفي هذه النباتات القليل من المياه وعلى فترات طويلة لتبقى حية وتنمو، وهذا مناسب جداً للأماكن التي لا يمكن سقايتها يومياً، أو يتركها مالكوها لفترات طويلة نسبياً، من جهة أخرى لا تأخد الصباريات حيزاً واسعاً ضمن المكان الذي توضع فيه، بمعنى أنها لا تعطي -كنباتات الزينة العادية- فروعاً كبيرة، عدا بعض الأنواع الصغيرة بطبيعتها، وهذه أكثر الصفات التي تهم المستهلك».

وبسبب عدم وجود تخصص محلي، ومعرفة واضحة بتقسيمات "صبار الزينة" لدى بائعيه -حيث تباع الصباريات من دون النظر إلى أسمائها- فإن الحاجة كانت ملحة إلى تتبع عينة منها عبر مواقع الإنترنت المتخصصة بها، ونذكر هنا عدة أنواع نقلاً عن موقع "http://cactiguide.com" المتخصص بالصباريات الموجود في العالم، حيث تتفرع الصباريات إلى مئات الأجناس وكل جنس إلى عشرات الأصناف أحياناً، ونذكر منها: "فرايليا، أزتيكوم، سينتيا، ماتوكانا، يافيا، تاسينغا،..."، وعلى سبيل المثال نذكر تفصيل أحد الأجناس وهو "ماتوكانا – Matucana"؛ حيث يظهر معنا التنوع الهائل في صباريات الزينة، وقد جاء في تفصيل معلوماته: «تم العثور على نوع "ماتوكانا" في قمم "البيرو" عام 1922، ويضم أشكالاً عديدة، تعطي أزهاراً كبيرة زاهية ومتعددة الألوان، ويبلغ ارتفاعه 30م».

صباريات "ماتوكانا" الشهيرة

من جهته تحدث السيد "باسم الكوف" صاحب أحد المشاتل على أوتوستراد "العدوي" في مدينة "دمشق": «عملت منذ زمن بعيد على جمع الكثير من أنواع الصباريات، عبر مختلف الطرائق الممكنة، ومن حينها أقوم بإكثار "صباريات الزينة" التي لا سبيل لحصرها حالياً، وساهم بإدخالها إلى البلد كثيرون من المستوردين والمغتربين، حتى صارت قائمة الصباريات المحلية طويلة جداً، ويوجد سوق كبير للتعامل بها، حيث أقوم بتزويد المشاتل بأنواع هذه الصباريات لتأمين طلب السوق سواء لأحواض الزينة الداخلية أو الحدائق المكشوفة».

وبالعودة إلى "طرطوس"، يتحدث "محمود رمضان" مالك أحد المشاتل، فيقول: «نبيع صباريات الزينة منذ وقت طويل، وهي منتجات مستوردة لفقر منطقتنا بالصبار، باستثناء بعض الصباريات المثمرة "المزّاوي قليل الشوك" في "دمشق"، والساحلي بنوعيه الشوكي ومتوسط الشوك، إضافة إلى بعض الأنواع المخصصة للزينة، لكننا مع إدخال معظم الأنواع إلى السوق الداخلية بدأنا إكثارها بخبراتنا لتأمين حاجة السوق، ومع ذلك يبقى الاستيراد مصدراً مهماً فيما يخص هذه النباتات».

السيد محمود رمضان يتحدث لمدونة وطن

وجدنا خلال بحثنا أنواعاً قليلة من عائلة كل جنس من الصباريات، نتيجة التنوع الكبير فيها، وحقيقة تمثل -فيما لو تم إدخالها على نطاق واسع- مجموعة مشاريع استثمارية تصلح لأي مكان داخل "سورية" باعتبار أغلب الصباريات مقاومة لمختلف العوامل الجوية.