ساهم التحسن البيئي في المنطقة الساحلية، وارتفاع حرارة الأرض بوجه عام، بملاءمة نمو بعض الزراعات الدائمة بمردودها الاقتصادي، وخاصة منها الاستوائية والمدارية، وبات يطلق عليها زراعات دخيلة.

فالزراعات الدخيلة؛ زراعات ذات أصول غير محلية، وأغلبها استوائية مدارية كالكيوي والأفوكادو والمانكو والقشطة والليتشي والجاك فروت، استطاعت أن تتكيف وتتلاءم مع الطبيعة البيئة والمناخية المحسنة بفعل الدورة المناخية، وهنا قال مزارع الفواكه الاستوائية "إبراهيم قاسم" من قرية "حريصون" التابعة لمدينة "بانياس": «منذ ما يزيد على العقد من الزمن شدتني زراعة الفواكه الاستوائية، فقمت بتجربة زراعتها بعد تحسين التربة وإضافة الرمل والحصى إليها، فكانت زراعة ناجحة من مختلف النواحي، أولها ملاءمتها للطبيعة البيئية والمناخية المحسنة بفعل ارتفاع درجات الحرارة العامة، وثانيها المردودية الاقتصادية الجيدة الداعمة للدخل والملبية للحاجة، وثالثها أني استعضت بها عن زراعة البيوت المحمية بالخضار الموسمية، حيث إن هذه الفواكه والأشجار الاستوائية الدخيلة على بيئتنا، كانت بالنسبة لي تنوع محاصيل ذات ديمومة عمرية طويلة».

بالنسبة للتربة لا توجد مشكلة تعيق نمو النباتات لتنوع هذه التربة في المنطقة الساحلية، ومنها التربة البركانية الانتفاعية الحامضية المنتشرة في مناطق معينة كمنطقة "بانياس" و"الخراب"، وهي تتناسب بوجه عام والزراعات الدخيلة، إضافة إلى وجود تربة قلوية تناسب زراعة الحمضيات والتفاح

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" مع المهندس "رفعت عطا الله" رئيس "دائرة الإنتاج النباتي" في "مديرية زراعة طرطوس"، بتاريخ 1 شباط 2015، قال: «لقد دخلت زراعات أخرى إلى جانب الزراعات الأساسية وهي الحمضيات والزيتون والتفاح، كزراعة الأفوكادو إلى بيئتنا الزراعية كزراعة اقتصادية في التسعينيات، كما زراعة الكيوي والمانكو والقشطة، ولكنها ما تزال تحت التجربة، علماً أن نتائج زراعة الكيوي والقشطة كانت إيجابية ومرضية وفق نظام الزراعة المحمية».

زراعة الكيوي

وعن أهمية الزراعات الدخيلة في بيئتنا الزراعية وملاءمة التربة، قال: «هي زراعة داعمة للمحاصيل التقليدية وللمزارعين، أي إنها ذات مردود إضافي للمزارعين، يساعدهم بأعباء الخسارة في حال عدم نجاح محاصيلهم الأساسية من الخضار أو الحمضيات.

أما فيما يخص ملاءمة نوعية التربة لهذه الزراعات الدخيلة، فعند اختيار النبات يجب أن أدرك احتياجه من التربة، أي ما التربة المناسبة له، إن كانت قلوية أو حامضية، وما تحتويه من فطريات أو نيماتودا، إضافة إلى الاحتياج الحراري والمائي، وجميع هذه العوامل يجب أن تكون مدروسة جيداً قبل الزراعة، وهو ما نعمل عليه كدائرة إنتاج نباتي، إضافة إلى أن دورنا ينحصر في تأمين الغراس لمختلف أنواع النباتات الاستوائية، بأسعار منافسة وجيدة بالنسبة للمهتمين بهذه الزراعات، ومعرفة إمكانية ملاءمتها كزراعة وما هي مردوديتها الاقتصادية، وذلك عبر المشاتل الزراعية التابعة لمديرية الزراعة ومنها "مشتل الثورة".

زراعة الأفوكادو

ولكن بالعموم، يعدّ مناخنا متوسطاً مائلاً إلى الحار في الصيف، ومعتدلاً في الشتاء، وهناك نباتات وأشجار انسجمت مع هذا المناخ، فكانت زراعتها ناجحة بمختلف المقاييس تقريباً».

وبالعودة إلى موضوع التربة، قال المهندس "رفعت": «بالنسبة للتربة لا توجد مشكلة تعيق نمو النباتات لتنوع هذه التربة في المنطقة الساحلية، ومنها التربة البركانية الانتفاعية الحامضية المنتشرة في مناطق معينة كمنطقة "بانياس" و"الخراب"، وهي تتناسب بوجه عام والزراعات الدخيلة، إضافة إلى وجود تربة قلوية تناسب زراعة الحمضيات والتفاح».

المهندس رفعت عطا الله

وفي لقاء مع المهندس "بهجت وردة" أكد أنه يستهلك كمية جيدة من مختلف الفواكه الاستوائية التي تنتج في بعض مناطق "طرطوس"، لما تحتويه من عناصر غذائية عالية مغذية ومفيدة، كما أن لها مذاقاً شهياً يغري للتناول، ولكن أسعارها مرتفعة قليلاً، لذلك يشتريها وفق نظام الثمرة الواحدة أحياناً.