نبتة استوائية معمّرة، تعطي ثماراً وفيرة على مدار العام، سريعة الإنبات وغير محدودة في نموها، أما فرص استثمارها فكثيرة تحتاج إلى التجريب.

تعرفنا إلى "بطيخ ماميتو" من خلال زراعته في حدائق البيوت باعتباره نبتة استوائية غريبة، ولاحظنا انتشاره الواسع حتى في أحواض نباتات الزينة باعتبار النبتة تعطي أزهاراً جميلة وتشبه النباتات "المدادة"، وتنتهي أزهارها بثمار جميلة المنظر، يتحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" السيد "ياسر الدويري" صاحب مزرعة قريبة من مدخل مدينة "طرطوس" الشمالي، بتاريخ 29 كانون الثاني 2015، حيث يقول:

حصلت على فرع صغير من هذه النبتة لأنني أعجبت بثمارها، وزرعتها في حوض لزراعة الورود، وفعلاً بعد عدة أشهر أعطت ثماراً جميلة، ونجحت زراعتها في حوض الزينة، وأعتقد أن التجربة رائعة جداً من حيث استثمار الإمكانات البسيطة في إنتاج نباتات مثمرة في المنازل الطابقية

«زرعت "بطيخ ماميتو" منذ عدة سنوات، وهو ثمرة استوائية يتداول الناس زراعتها في المناطق المحيطة بمدينة "طرطوس"، ويتم إكثارها بطريقة التفريع، وتتميز بيسر زراعتها، وعدم تطلبها لعناية كبيرة، فقد زرعتها بجوار مصدر المياه، وهي أكملت نموها من دون رعاية تذكر، أما الأزهار والثمار فهي غزيرة الإنتاج ولفترة طويلة من السنة، حتى إنها لا تتوقف عن العطاء في منتصف الشتاء، والنباتات التي زرعتها منذ عدة سنين لا تزال حية وتعطي الفروع الجديدة والثمار، مع ملاحظة الميزة الأساسية لهذه النبتة وهي إعطاء الجذور مع تقدم الفروع وازدياد طولها».

أزهار "ماميتو"

يقول المهندس الزراعي "سامي دروبي" من مدينة "طرطوس": «تسمية "ماميتو" شعبية سواء في مناطق زراعتها الأساسية في المناطق الاستوائية، أو هنا حيث يزرعها الناس في المنطقة الساحلية، لأني لم أعثر على الاسم العلمي الصحيح لها، وعليه فالاسم مجتزأ، أو إنه اسم محلي جاء مع النبتة من بلادها، لكن بكل الأحوال يهمنا منها التجربة الناجحة التي أعطت نتائج جيدة مبدئياً، وهنا يدخل عامل الجدية في التعامل مع النبتة في النتائج، فكل من أعرفه زرعها لغاية المنظر، وغرابة الشكل، أما الزراعة الحقيقية للاستثمار فلم أعثر عليها، رغم أنها نبتة منتشرة بكثافة في المنطقة الساحلية عموماً، وربما كان الطعم غير الناجح الذي ينتج في تجربة معظم الناس هو سبب عدم الإقبال عليها كاستثمار، وهنا لا بد من التأكيد على أن جميع مراحل حياة هذا النبات قد تتجه باتجاه آخر أكثر إنتاجية، من حيث النمو والإزهار، وشكل الثمار وحجمها ولونها إذا ما تم التعامل معها بطريقة صحيحة».

أكد الأستاذ "سامي" أن النباتات الاستوائية عموماً تحتاج لكمية كبيرة من الضوء والحرارة، وذلك لارتفاع نسبة الطعم الحلو فيها، وباعتبارها تزرع في منطقة متوسطية فإن هذه الحرارة تقل نوعاً ما، لذا ينبغي مراعاة الزراعة في الأرض المشمسة، والخصبة، وبالنسبة "للماميتو" فإن رفعه جزئياً عن الأرض يمثل ميزة جيدة من أجل الحصول على الضوء الكافي، كذلك تزويده بالمياه المناسبة والأسمدة التي تساعد على إكساب الطعم الحلو، عندها ستتحول ببساطة إلى زراعة رديفة ومهمة إلى جانب الخضار الفصلية.

الثمرة في مرحلة النضج

ومن جهته يضيف السيد "ياسر الدويري" بالقول: «تعطي نبتة "ماميتو" الثمار بعد زراعتها بستة أشهر، ويفضل زراعتها بداية فصل الربيع، وتكون ثمارها بيضوية الشكل، لونها أصفر فاتح مع اقتراب النضج، ويصل وزنها أحياناً لـ500غ، وهذا بالزراعة التقليدية العادية بجوار المنازل، ويتم تقشيرها، وقطعها كما يقطع البطيخ "الشمام"، حيث لا تحوي في داخلها بذوراً، إذ إن جوفها فارغ وجاف، ولها طعم مميز جداً كمعظم الفاكهة الاستوائية، حيث يميل إلى الطعم الحلو».

من خلال تتبعنا لزراعة الفاكهة الاستوائية نتساءل: ماذا لو زرعنا "ماميتو" في بيوت بلاستيكية محمية؟ كيف سيكون الإنتاج حينها، خاصة أن الإنتاج مضمون على مدار العام، قد تصبح كما أصبحت قبلها "الكيوي، القشطة، المنغا..." زراعة رديفة مهمة للغاية، ومصدر دخل جيد للعاملين في القطاع الزراعي».

مجموع خضري كثيف حتى في فصل الشتاء

وفي تجربة الزراعة المنزلية تقول السيدة "سعاد إبراهيم" من منطقة "الشيخ سعد": «حصلت على فرع صغير من هذه النبتة لأنني أعجبت بثمارها، وزرعتها في حوض لزراعة الورود، وفعلاً بعد عدة أشهر أعطت ثماراً جميلة، ونجحت زراعتها في حوض الزينة، وأعتقد أن التجربة رائعة جداً من حيث استثمار الإمكانات البسيطة في إنتاج نباتات مثمرة في المنازل الطابقية».