يبدأ تسميد الزيتون من اللحظة التي تؤخذ فيها من المشاتل أو عند تطعيمها أيضاً، ويتم ذلك بخلط تربة الحفر مع مختلف أنواع الأسمدة، ولكن تختلف الكميات تبعاً للمنطقة التي يوجد فيها الزيتون ولعمر الأشجار أيضاً.

تحتاج شجرة الزيتون كبقية الأشجار إلى التسميد لزيادة إنتاجيتها والمحافظة على اخضرارها وحمايتها من الأمراض، ولهذا التسميد طرائق علمية يجب القيام بها بطريقة صحيحة ودقيقة، ونقدم هنا دليلاً علمياً موثقاً يخفف من ظاهرة "المعاومة" التي تشتهر بها أشجار الزيتون في بلادنا.

عند زراعة الزيتون في المناطق التي يزيد الهطول المطري السنوي فيها على 400مم تزود الخلطة الترابية بالكميات التالية: 200غ سوبر فوسفات، و200غ سلفات البوتاس، و1كغ سماد بلدي متخمر، وهذه الطريقة أفضل من المتبعة عادة في التسميد الشعبي، حيث إنها تؤدي مهمتها بنجاح

في جولة لمدونة وطن "eSyria" في قرية "بستان الحمام" (10كم ريف "بانياس") بتاريخ 27 كانون الأول 2014، تابعنا عملية تسميد الزيتون التي تبدأ في هذه الأيام مع فلاحة الأراضي المحيطة بالزيتون، يقول السيد "محمد شاهين": «عند زراعة شجرة جديدة، تحفر الحفرة بطريقة مناسبة لها، وبأبعاد تتراوح بين 50-60سم، وعمق حتى 40سم، ويتم خلط مختلف أنواع الأسمدة مع تربة الحفر التي تعاد إلى الحفرة، ثم تروى الشجرة بكمية مناسبة من المياه أيضاً لضمان تحلل السماد إلى عناصره الأولية وامتصاصه من قبل الجذور، ويجب أن يكون اليوريا نسبة 46% مع السماد البلدي في مقدمة السماد المضاف».

جدول 12 سنة أولى

أما في حال تسميد حقول الزيتون الناضجة، فيختلف الأمر حسب الخبرة الشعبية، يتابع السيد "شاهين" بقوله: «إذا كانت الأشجار صغيرة العمر، أي أقل من عشر سنوات، فتتم فلاحة الأرض بعد رش السماد على كامل الأرض المفلوحة، وكذلك نضيف اليوريا وحده في أول الشتاء، ثم السماد العضوي في بداية الربيع، حيث يحتاج العضوي إلى وقت أطول لتحلله من الكيماوي، ويضاف أيضاً أنواع من السماد المساعد للشجرة كالسماد الفوسفوري أو البوتاس».

الأشجار الكبيرة بالعمر يضاف لها أسمدة من أنواع أخرى لمساعدتها في النمو والتجدد، وتختلف الكميات والنسب تبعاً للمنطقة المزروعة ونسبة الهطول المطري، في موسوعة "الزيتون" للدكتور "سمير نصير" عن الموضوع ذكرت "معلومات مختلفة عن هذه الطريقة، وهي طريقة صحيحة تمت تجربتها في مختلف أنحاء سورية"، وأعطت نتائج جيدة خففت من ظاهرة المعاومة كما قلنا.

بعد الفلاحة

«عند زراعة الزيتون في المناطق التي يزيد الهطول المطري السنوي فيها على 400مم تزود الخلطة الترابية بالكميات التالية: 200غ سوبر فوسفات، و200غ سلفات البوتاس، و1كغ سماد بلدي متخمر، وهذه الطريقة أفضل من المتبعة عادة في التسميد الشعبي، حيث إنها تؤدي مهمتها بنجاح».

يضيف الدكتور "نصير" قائلاً: «في المناطق التي يقل فيها الهطول عن 400مم تخفض الكميات السابقة إلى النصف، وبالنسبة للأشجار ذات العمر الصغير (دون 12 سنة) فإن إضافة السماد تتم وفق التالي:

الفلاحان الصغيران

  • الأسمدة المستخدمة هي يوريا 46% + سوبر فوسفات 46% + سلفات البوتاس 50% + سماد بلدي متخمر.

  • يخلط السماد مع التربة أسفل مسقط المجموعة الخضرية.

  • يضاف في الخريف السماد الفوسفوري والبوتاسي ونصف الآزوتي.

  • يضاف النصف الآخر من السماد الآزوتي بين منتصف شباط ومنتصف آذار».

  • أما تسميد أشجار بساتين الزيتون المنتجة، كما يذكر الدكتور "نصير" في موسوعته، فإن كل واحد دونم يجب تسميده بخلطات مختلفة من السماد الآزوتي (22كغ يوريا 46% + 20كغ كالنترو 26% أو20كغ نترات أمونيوم 33%) وسماد فوسفوري (22كغ سوبر فوسفات ثلاثي 46%)، وسماد بوتاسي (20كغ سلفات البوتاس 50%)، وأخيراً سماد عضوي بمعدل ثلاثة أمتار مكعبة كل عامين، على أن تضاف هذه الأسمدة إلى كامل مساحة الأرض وتضاف الأسمدة العضوية والفوسفورية والبوتاسية واليوريا بعد انتهاء موسم القطاف مع الفلاحة الخريفية، ويضاف النترات في شهر شباط قبل توقف موسم الأمطار.

    وبالنسبة للبساتين المروية نفس الكميات السابقة مع مضاعفة السماد الآزوتي إلى 44كغ لكل دونم، على أن تضاف الأسمدة العضوية والفوسفورية والبوتاسية ونصف الآزوتية بعد القطاف مع الفلاحة الخريفية، ويضاف النصف الثاني من السماد الآزوتي على دفعتين: الأولى خلال شهر شباط، والثانية بعد عقد الثمار مع مراعاة سقاية الحقل مباشرة بعد عملية التسميد، وكالعادة يجب أن تضاف الأسمدة إلى كامل مساحة الأرض وليس حول الأشجار فقط.

    إضافة إلى ما سبق فإن أشجار الزيتون تحتاج إلى نوع آخر من التسميد هو التسميد الورقي، ويجب ذلك عندما تكبر أشجار الزيتون في العمر وتصبح كبيرة الحجم، في البساتين ذات الأبعاد الكبيرة بين الأشجار وعندما تظهر على عناصرها مظاهر نقص بعض العناصر الصغرى بوجه خاص، ويراعى عند استخدام التسميد الورقي (عن طريق رش المجموع الخضري) الأحوال المناخية للمنطقة وتركيز الرش، فيجب أن يكون الرش في أوقات تكون فيها الرياح ساكنة ودون مطر.

    «كذلك تحتاج أشجار الزيتون إلى التسميد الخاص عندما تظهر على أحد عناصرها مظاهر نقص أحد العناصر الصغرى كالمعادن، وعن ملاحظة اصفرار الأوراق وتورد القمة (يصبح لونها وردياً بلون قريب من الأحمر)، ويجب إضافة عناصر من المعادن مثل الزنك والنحاس والحديد والمنغنيز والصوديوم والبور؛ (حيث يلاحظ احتراق غير كامل لرؤوس الأوراق وتجعدات في الثمار)، وتعالج بإضافة كميات قليلة من بورات الصوديوم (يحصل عليها من الصيدليات الزراعية)».

    أخيراً، يجب ملاحظة أنه وفقاً لتعليمات (وزارة الزراعة السورية) ذات الخبرة الكبيرة في تقديم إرشادات زراعية، فإنه يمكن استخدام أحد الأسمدة الآزوتية التالية بدلاً من اليوريا في حال عدم توافر الأخيرة؛ وهي معادلة للكميات الواردة أعلاه في المادة: 33كغ نترات أمونيوم نسبة 30%، أو 30 كغ نترات أمونيوم 33%.