شجرة صناعية تحتاج ثمارها بعد النضج إلى مشاغل للحصول على مسحوق "الكاكاو" منها، أنبتها مزارع الفواكه الاستوائية "إبراهيم قاسم" في حديقته المنزلية لمردوديتها الاقتصادية الجيدة.

حيث تعد شجرة "الكاكاو" الدائمة الخضرة بمجموعها الخضري، شجرة جميلة وأنيقة، بحسب رأي السيد "إبراهيم قاسم" من قرية "حريصون" التابعة لمدينة "بانياس"، حين قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 تشرين الثاني 2014: «أرى في شجرة "الكاكاو" شجرة جميلة لأن مجموعها الخضري دائم البقاء على الشجرة، ولها أغصان طويلة نوعاً ما مقارنة مع عمرها الصغير الذي لم يتجاوز العامين، ومقارنة أيضاً بمثيلاتها من الأشجار الاستوائية الأخرى، كما أنها تتميز ببنيتها القوية، التي تظهر قوتها من الشكل الخارجي للجذع واللحاء القشري بني اللون الذي نراه في الأغلب على الأشجار المعمرة.

لا يمكن أن تكون شجرة "الكاكاو" منافساً قوياً لشجرة "المانجو" على سبيل المثال كفاكهة استوائية، لأنها ليست فاكهة بمعنى الفاكهة التي يمكن تناولها عن الشجرة فور نضجها، فهي تحتاج إلى مراحل من التصنيع، إذاً هي منتجة لمادة خام أولية للتصنيع كالشوندر، ويمكن أن تساهم بوفرة اقتصادية على المتعاملين معها داخلياً من معامل أو منشآت، حيث توفر استيراد مسحوق "الكاكاو" بالعملة الصعبة

وقد بدأت قصتها معي عندما اشتريتها بأربعة آلاف ليرة سورية من صديق يعمل في المجال الزراعي، وأعتقد أنه أحضرها من "لبنان"، وحينها كانت لديه شجرة أخرى مثمرة، ولكن ثمنها ضعف ثمن هذه الشجرة، فقلت في نفسي: لماذا لا أتابع نموها في حديقتي وأحقق وفرة مادية ومتعة المتابعة والتعلق بها كبقية مثيلاتها لدي؟ وفعلاً تم هذا وحينها أحببتها لأنها قوية ولا تحتاج إلى الكثير من العناية، أو عناية تختلف عن عناية الأشجار الاستوائية التي أزرعها في حديقتي المنزلية، ومنها: "الكيوي، والأفوكادو، والقشطة، والكاريسا، والجوافة، والمانجو، والبنسفلورا، وتوت العليق"، وهنا كنت قد اقتربت من تكامل الأنواع الاستوائية الشجرية والمتسلقة بعضها مع بعض».

شجرة الكاكاو

ويتابع السيد "إبراهيم": «عندما عقدت العزم على زراعتها في حديقتي كان عمرها حوالي سنة ونصف السنة فقط، وطولها لا يتجاوز المتر وربع المتر، والآن أنتظر أن تعطي الثمار بعد أن اقتربت من عمر الثلاث سنوات، وقد جهزت لها حفرة جيدة العمق والعرض لتغمر الوعاء المعدني الموضوعة فيه، وبدأت التعامل معها كأي نبتة استوائية موجودة لدي، من حيث توفير المياه باستمرار والتسميد بـ"السواد العربي" بكمية خفيفة.

إضافة إلى أن هذه شجرة كما رأيت، شجرة مقاومة لمختلف الأمراض التي قد تصيب نباتات بيئتنا الرطبة الدافئة، كالفطريات، وأعتقد أن هذا نتيجة أوراقها المميزة بثخانتها وشكلها الطولاني اللامع، وكأنها مغلفة بطبقة شمعية».

السيد كرم قاسم

وفي لقاء مع السيد "كرم قاسم" طالب هندسة زراعية سنة خامسة، وابن السيد "إبراهيم" مزارع الفواكه الاستوائية، قال: «بحسب اطلاعي على تاريخ هذه الشجرة، وجدت أن عمرها حوالي أربعة آلاف عام كاكتشاف، وأول من زرعها شعوب المايا، وهي تزرع أساساً في الغابات الاستوائية المطرية في أميركا الجنوبية، وبالعموم كانت تنمو بجانب الأشجار الاستوائية المطرية العملاقة، وقد يصل طولها إلى حوالي ثمانية أمتار، وتميزت بأن جذعها أطول وأكبر من مجموعها الخضري، ولهذا سبب وجيه، هو أن الثمار تنمو على طول الجذع تقريباً، ولهذه الثمار شكل الإجاصة، وقد يصل طولها إلى حوالي ثلاثين سنتيمتراً، ونطلق عليها علمياً وزراعياً الثمار القرنية.

تبدأ الشجرة الإثمار من عمر ثلاث سنوات، وتبدأ مرحلة الذروة الإنتاج من عمر ثماني سنوات، وتستمر حتى الأربعين عاماً، وتعد شجرة صناعية لأن ثمارها حين النضج لا يمكن تناولها دون دخول عملية صناعية فيها.

فالثمار ذات القشور السميكة تقطع للحصول على البذور من داخلها، وتتميز هذه البذور بنسبة مرارة عالية، وتجفف البذور تحت أشعة الشمس أو تجفف هوائياً في الظل، ومن ثم تحمص وتنظف وتنقى جيداً من الشوائب ليصار إلى طحنها بالكامل منتجة مسحوق الكاكاو الناعم، وبعدها يضاف إليها منزلياً السكر أو الحليب لكسر مرارتها لتصبح شوكولا ذات النكهة المعروفة، وحين التعامل معها صناعياً في المعامل والورشات الصناعية تعامل بذات الطريقة، ولكن يضاف إليها مواد صناعية لتخفيف نسبة مرارتها قبل التناول، وينتج منها الشوكولا المعروفة بمختلف أصنافها ونكهاتها.

وهنا لا بد من توضيح أمر مهم أن المنتج الخام من الكاكاو يسوق خارج البلاد بالتأكيد، حيث يباع في "لبنان" لتواجد منشآت صناعية تعنى بمراحل صناعة الشوكولا، ويباع الكيلوغرام الواحد بعشرة دولارات».

ويضيف السيد "كرم": «لا يمكن أن تكون شجرة "الكاكاو" منافساً قوياً لشجرة "المانجو" على سبيل المثال كفاكهة استوائية، لأنها ليست فاكهة بمعنى الفاكهة التي يمكن تناولها عن الشجرة فور نضجها، فهي تحتاج إلى مراحل من التصنيع، إذاً هي منتجة لمادة خام أولية للتصنيع كالشوندر، ويمكن أن تساهم بوفرة اقتصادية على المتعاملين معها داخلياً من معامل أو منشآت، حيث توفر استيراد مسحوق "الكاكاو" بالعملة الصعبة».