نبتة صارت شجيرة، تكفي الأسرة مهما بلغ عددها، وللمائدة تقدم سبعة أصناف من الطعام، تعيش في الريف والمدينة، وتحل أينما حل أهلها.

"الباذنجان المطبوخ، المشوي، شيخ المحاشي، المكدوس، الفليفلة بأصنافها ونكهاتها، والبندورة بأشكالها"؛ هي المنتجات يمكن الحصول عليها من شجيرة الباذنجان البري، هي الحل لأي منزل يمتلك حديقة صغيرة حوله، وحتى نصف متر مربع من التراب، وصولاً إلى أحواض زراعة الورود، في أي مكان من البناية السكنية ، وفي أي منطقة حارة أو باردة، باختصار هي نبتة من خيرات الطبيعة أضيف إليها بعض التعديلات الصغيرة، وقد حرصت مدونة وطن "eSyria" على تبيان تفاصيلها ضمن مشروعها التوثيقي الذي يبحث في الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة، التي تمكن أي عائلة من تحقيق بعض الاكتفاء الذاتي لحاجاتها الغذائية، في ظل الحروب والأزمات، وفي ذلك يقول السيد "نقولا نجار" منتج شتول "الباذنجان البري"، الذي استقبل مدونة وطن في مشتله الزراعي بتاريخ 12 تشرين الثاني 2014: «تقوم الفكرة على إنتاج أي ثمرة من عائلة الباذنجانيات من هذه الشجيرة المعمرة بطريقة التطعيم، فمثلاً يمكن -بعد نمو الشجيرة لارتفاع نصف متر أو أكثر وتفرعها- تطعيمها بأصناف الباذنجان المعروفة في الأسواق، أو بأي صنف من أصناف الفليفلة المعروف، وصولاً إلى أصناف البندورة المختلفة، بما يكفي حاجة الأسرة ويزيد، حيث أقطف من الشجيرة البالغة قرابة 17 ثمرة في المرة الواحدة، زنة الواحدة منها 700غ، و70 ثمرة خلال مدة شهرين، وهو ما يوضح القدرة الإنتاجية الكبيرة، وذلك بالنسبة للباذنجان، فما بالك بالنسبة للفليفلة أو البندورة».

منذ عدة سنين جلب صديق لي من لبنان غرسة واحدة، ودعاني لتجربتها، وحينها لم أصدق فكرة أن الباذنجان يمكن أن يكون على شكل شجرة، لكن النتائج جاءت رائعة، وبدأت من عندي تنتشر بكثرة، حيث أخذ قريبي السيد "نقولا" بعضاً منها وبدأ زراعتها بقصد إكثارها للبيع، وبالنسبة إلي أعتقد أن هذه النبتة لا تزال تخبئ الكثير من المفاجأت، خاصة في مجال البندورة والبحث عن سبل حمايتها من أمراض التربة

تزرع الشجيرة في ظروف البيئة الطبيعية، وتتميز بالمقاومة الكبيرة لأمراض التربة المعروفة لدى منتجي عائلة "الباذنجانيات"، وعن ذلك يقول السيد "نقولا": «أما زراعتها فهي سهلة للغاية لقدرة الجذور البرية على التأقلم مع البيئات الزراعية المختلفة، سواء في الزراعات المحمية أو الحقول المكشوفة، وفي الحدائق، أحواض زراعة الورود، بسبب جذورها القوية الضاربة في الأرض؛ التي تنزل في الأرض مسافة تجاوز النصف متر، كما أنها بعكس نباتات الباذنجان لا تحتاج إلى مياه كثيرة، وهنا نقطة مهمة جداً ليس بالنسبة للحدائق وأحواض الورود فقط، وإنما لأصحاب الزراعات المحمية».

مركز إكثار شجيرات الباذنجان لدى السيد "نقولا نجار"

أما أساس التجربة فيعود للسيد "غاندي داغر" من قرية "الرويسة" يعمل في الزراعة وتجارة اللوازم الزراعية المختلفة، وقد حدثنا عن تجربته بالقول: «منذ عدة سنين جلب صديق لي من لبنان غرسة واحدة، ودعاني لتجربتها، وحينها لم أصدق فكرة أن الباذنجان يمكن أن يكون على شكل شجرة، لكن النتائج جاءت رائعة، وبدأت من عندي تنتشر بكثرة، حيث أخذ قريبي السيد "نقولا" بعضاً منها وبدأ زراعتها بقصد إكثارها للبيع، وبالنسبة إلي أعتقد أن هذه النبتة لا تزال تخبئ الكثير من المفاجأت، خاصة في مجال البندورة والبحث عن سبل حمايتها من أمراض التربة».

يتم الوصول إلى مرحلة الإنتاج خلال مدة قصيرة، حيث يمكن عند زراعتها في شهر آذار أن تعطي في نيسان، وهكذا باستمرار خلال أشهر الصيف والخريف، لتتوقف عن الإنتاج خلال فصل الشتاء، باستثناء التي يمكن حمايتها كما في البيوت البلاستيكية، ليستمر إنتاجها على مدار العام، ولعدد سنين غير محدود للشجيرة الواحدة، رغم أن المفضل -كما يقول السيد "نقولا"- إزالتها بعد السنة الثانية، خاصة لمن يزرع بقصد التجارة

مع السيد "غاندي داغر" في تجربته الرائدة لزراعة "الباذنجان البري"

وبالعودة إلى السيد "نجار" فإنه يتحدث عن طريقه في الإنتاج بالقول: «أزرع الباذنجان البري بعدة طرائق، بدأتها من طريقة "العقَل" التي يتم قطعها من غصون الشجيرة البالغة وتجذيرها ومن ثم زرعها في الأرض، ثم اتجهت إلى إخراج البذور وزراعتها عبر عدة مراحل تؤدي لإنتاج غراس الباذنجان بشكلها الطبيعي البري، الذي ينتج ثماراً سامة وصغيرة الحجم، تتحول بالطريقة السابقة إلى شجيرة منتجة تزود الأسرة بكثير من احتياجاتها الغذائية، وقد بعت خلال عام 2014 نحو 27 ألف شتلة، رغم أن الطلب أكبر من ذلك بكثير، لكن عملي بمفردي جعل الإنتاج بهذا القدر، في حين هناك طلبيات كثيرة تنتظرني في أشهر الربيع، حيث الوقت المفضل لزراعة "الباذنجان البري" وكذلك تطعيمه».

يقع مشتل السيد "نقولا نجار" في مدخل "طرطوس" الشمالي، في المزارع التابعة لقرية "دوير طه"، ويبيع شتول الباذنجان المطعمة بـ75 ل.س للشتلة الواحدة، ويذكر أن هناك مشتلاً آخر يقوم بهذا النوع من الزراعة على المدخل الجنوبي لمدينة "طرطوس" باتجاه منطقة "الحميدية"، إضافة لمشاتل عدة في محافظة "اللاذقية"، تنتج هذا النوع وغيره من الشتول الزراعية المعدلة، التي ربما تظهر نتائج بعضها في وقت ليس طويلاً.

محاولات ناجحة لإكثار تطعيم البندورة على الباذنجان البري