يرى مزارع الفواكه الاستوائية "إبراهيم قاسم" أن زراعة "الكاريسا" في المناطق الساحلية، زراعة ناجحة من مختلف النواحي الزراعية والإنتاجية وحتى التزيينية، أي إنها هدف لمتعددي الاهتمامات.

ومن يرغب بزراعة ناجحة بيئياً في المنطقة الساحلية، يتوجه إلى نبات "الكاريسا" الاستوائية، فهي نبات مناسب لطبيعة المنطقة وفق تجربة زراعية، بحسب حديث السيد "إبراهيم قاسم" من قرية "حريصون" في مدينة "بانياس"، الذي تحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 تشرين الثاني 2014، فقال: «"الكاريسا" نبات استوائي ينتج ثماراً استوائية لذيذة الطعم ومفيدة جداً بما تحتويه من فيتامينات وبروتينات ومعادن نادرة، وقد استعملت في كثير من الأحيان من قبل زارعيها كمقوٍ عام للرجال، إضافة إلى شكلها العام الجميل وامتداده كنبات متسلق، وزهرتها التي تشبه زهرة الياسمين كثيراً، حتى إن رائحتها زكية، كما أن الثمرة لها شكل مميز وفريد وجميل وجاذب.

تعد شجيرة "الكاريسا" الاستوائية نبتة مقاومة لتملح التربة، وتحب الرطوبة كثيراً، والتعامل معها سهل وبسيط، لذلك تنجح زراعتها في مناطقنا الساحلية، وتحتوي على مادة بيضاء صمغية كشجرة التين، وتنمو في فصلي الربيع والصيف

وتجربة زراعتها في مزرعتي الصغيرة كانت فضولاً في البداية لشكلها الجميل وقوة النبتة وفوائد الثمار، بعد الاطلاع عليها نظرياً من قبل صديق لي، ومن ثم إحضارها من خارج البلاد عبر الحدود، لتكون مزرعتي شبه مكتملة بالفواكه الاستوائية الغنية بالفوائد.

مزارع الفواكه الاستوائية إبراهيم قاسم يقطف ثمار الكاريسا

ووفق تجربتي الطويلة مع زراعة النباتات والفواكه الاستوائية، أؤكد أن بيئتنا الساحلية بمناخها المميز الرطب والمعتدل في أغلب الأوقات من السنة قريب من مناخ المناطق الاستوائية، وهو الأمر الذي جعل من زراعة "الكاريسا" زراعة ناجحة برأيي وبتجربتي المتواضعة معها».

ويتابع السيد "إبراهيم": «لم أخف من نتائج زراعة "الكاريسا" في البداية كتجربة أولى لي معها، علماً أني دفعت ثمن النبتة عدة آلاف حتى حصلت عليها، لأني تعاملت معها كتعاملي مع بقية النباتات الاستوائية التي زرعتها في مزرعتي، فحفرة الزراعة كانت على قدر وعاء التربة الخاص بها، وبعدها تنظيم عملية الري كل يومين تقريباً، ومن ثم عملية التسميد بالسماد الطبيعي أو ما يعرف بـ"السواد العربي" في كل فصل طبيعي، وأيضاً عملية التقليم المنتظمة لجوف النبتة، والسماح بتهويته وهو ما ينعكس على صحة النبات بالعموم».

زهرة الكاريسا

ميزات نمو نبات "الكاريسا" يفرض مكان وجوده وزراعته، وهنا قال السيد "إبراهيم": «في البداية كانت النبتة صغيرة ولا يمكن معرفة مكان وضعها ضمن المزرعة، كي يكون هذا المكان مناسباً لنموها، ولكن بالنسبة لي كنت قد اطلعت على قوامها وطريقة نموها، وهذا ما دفعني لاختيار مكان يمكن أن تتسلق عليه أو يساعدها على النمو والارتفاع، وكان هذا المكان جانب جدار المزرعة وعلى شباكه، وبهذا تكون أشواكها الطويلة أيضاً بعيدة عن الأطفال.

نمت "الكاريسا" جيداً وكان نموها لافتاً للانتباه، وبدأت إنتاج عدة ثمار، وكانت هذه الثمار في البداية خضراء اللون فتركتها حتى تغير لونها؛ وهو ما يعني أنها بدأت تنضج، فتحول لونها إلى الزهري الفاتح، وعندها قطفت واحدة وتذوقتها فوجدت أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت، فتركتها حتى تغير لونها وأصبح زهرياً قاتماً مائلاً إلى الأحمر الوردي، وحينها كان طعمها لذيذاً جداً».

ثمار الكاريسا

وعن تسويق ثمار "الكاريسا" قال السيد "إبراهيم": «في البداية كان الإنتاج قليلاً ومع مرور عدة مواسم على العطاء بدأت تزداد الكمية، وتصبح جيدة للتسويق، حيث يمكن أن تباع بالثمرة الواحدة أو بالكيلوغرام، لأناس يدركون فائدتها؛ فأغلبهم لا يعلمون شيئاً عن هذه الثمرة الاستوائية فلا يرغبون بتناولها، وهذا دفعني لتسويقها عبر تاجر يأتي إلي لشراء موسم الكيوي، وكان المردود جيد جداً مقارنة مع إنتاجها ومقدار العناية بها وكمية شجيراتها، أي إنها نبتة ذات جدوى اقتصادية عالية».

وفي لقاء مع الشاب "كرم قاسم" سنة خامسة هندسة زراعة وابن السيد "إبراهيم" قال: «لا تحتاج "الكاريسا" الكثير من عمليات المكافحة الحيوية، وأعتقد أنها مقاومة، وأنا أرى فيها نبتة ذات جدوى اقتصادية جيدة، ويجب العمل على نشر زراعتها في الحدائق المنزلية والمزارع الخاصة، لفائدتها الصحية ومردوديتها المادية».

ويضيف السيد "كرم": «تعد شجيرة "الكاريسا" الاستوائية نبتة مقاومة لتملح التربة، وتحب الرطوبة كثيراً، والتعامل معها سهل وبسيط، لذلك تنجح زراعتها في مناطقنا الساحلية، وتحتوي على مادة بيضاء صمغية كشجرة التين، وتنمو في فصلي الربيع والصيف».