على ذلك السفح وعند أطراف الدريكيش المدينة الجبلية ذات الطبيعة الخلابة بغاباتها المعمرة من أمهات شجر السنديان والبلوط والدلب والتوت ومياهها العذبة الصافية يتربع معمل تعبئة المياه المعدنية الذائع الصيت معمل الدريكيش...!

ولكي نتحدث عنه اليوم ولأول مرة بطريقة ايجابية التقينا المهندس يوسف أحمد بدور مدير المعمل الذي أجابنا عن سؤال حول صحة ما سمعناه عن تلوث المياه في الدريكيش، وإن كانت هذه أكاذيب ما الغرض من تسريب إشاعات كهذه؟

قال: إن الكلام عن تلوث المياه عار عن الصحة ويجانب الحقيقة وقيل هذا الكلام بقصد الإساءة والعرقلة لتسويق إنتاج القطاع العام أمام المنتجات الخارجية، ويضيف السيد المدير قائلا: إن المياه تفحص في مخبر المعمل أولا وثم في مخبر التموين عن طريق أخذ العينات فكيف لها أن تكون ملوثة دون أن نعلم؟ وأفيدكم بأن النبع الذي يغذي المعمل هو أعلى نقطة في جبل الدريكيش وله حماية طبيعية مساحتها حوالي 70 دنماً ولا أحد يستطيع الدخول إليها.

معمل التعبئة

وعندما سألناه عن تاريخ تأسيس المعمل قال:

أنشئ المعمل سنة 1975 وكان في حينها تابعا لوزارة الدفاع وفي عام 1982 أصبح تابعا لوزارة الصناعة.

المهندس يوسف مدير المعمل

أما التطورات التي جرت على المعمل منذ ذلك الحين فهي كما ذكر السيد يوسف تتمثل في رفع الطاقة الإنتاجية المتاحة لخط تعبئة المياه العدنية 1,5ليترحيث وصلت الخطة الى900 ألف صندوق سنويا كما تم وضع خط لإنتاج المياه المعدنية بالخدمة عام 2004 بسعات مختلفة 1.5ليتر وذلك ضمن عبوات مصنعة من مادة p.e.t وسدادة برم والعبوات ضمن جعب بلاستيكية وبطاقة إنتاجية 200تصل إلى ألف جعبة سنويا لعبوات 1ليتر وقد تم تعديل خط المياه الحالي لتصبح التعبئة من مواد مصنعة من مادة p.e.t بدلا من مادة p.v.c واستبدال التعبئة بالكرتون للتعبئة بجعب بلاستيكية مع إمكانية التعبئة بالكرتون وبطاقة إنتاجية 2250000 جعبة سنويا خلال عام 2006.

توزع على المنطقة الساحلية بشكل عام ـ الوسطى ـ الشمالية ـ إضافة إلى كميات قليلة لدمشق والمناطق الشرقية على اعتبار وجود بقين والفيجة في دمشق، أما بالنسبة للتوزيع الخارجي فهناك عقود خارجية مفتوحة موقعة مع المملكة العربية السعودية.

أحد العمال

وعندما سألنا عن المقصود بالعقود المفتوحة؟ قال:

أي كميات مفتوحة حدها الأدنى 12ألف جعبة حجم 1,5ليتر وستة آلاف للمياه حجم نصف ليتر وهذا العقد يعتبر ساري التنفيذ في مطلع العام القادم.

والميزان التجاري للمعمل هل هو رابح أم خاسر قال المهندس يوسف أحمد:

كان ربح المعمل حتى تاريخ 30 /11 /2007 سبعة عشر مليون ل.س!! ويقوم بتشغيل يد عاملة من أهالي المنطقة بحدود مئتين وعشرة موظفين /210/ ما بين عمال وإداريين.

وعن أهم المشكلات التي يواجهها مدير المعمل يقول الأستاذ يوسف:

المشاكل التسويقية أهم مشكلة تعترضنا فنحن نجد صعوبة في التسويق بسبب اشتداد المنافسة مع القطاع الخاص، وللتخفيف من وطأتها نحاول أن نعطي حسومات على الكميات المستجرة من قبل الزبائن إضافة إلى تسويق الإنتاج عن طريق لجان تسويق ضمن المعمل تقوم بإيصال المادة إلى المستهلك مباشرة بسيارات المعمل

ـ ما الآفاق المستقبلية للمعمل؟

يوجد لدينا خطة استثمارية تتضمن مشروع استبدال خط الأشربة الغازية بخط تعبئة مياه طبيعية وهو قيد الدراسة وحاجة السوق الداخلية في ضوء وجود أربعة معامل بقين- الفيجة- عمريت- الدريكيش. وهناك دراسة لحوض البئر المعدني لبيان إمكانية زيادة الكميات المستجرة من البئر المعدني الأمر الذي سينعكس على زيادة الطاقة الإنتاجية.