انحدر من عائلة فنية كان لها الأثر الأكبر في تشجيعه، ما دفعه للسفر إلى أبعد الحدود، فنان وملحن من الزمن الجميل، عاصر "الرحابنة"، وحصد مسيرة فنية حافلة يتجاوز عمرها الأربعين سنة.

مدوّنةُ وطن"eSyria" بتاريخ 15 تموز 2020 التقت الفنان "كميل ديب" ليحدثنا عن بدايته ومحطات من حياته، فقال: «كانت البدايات مثل بداية كل فنان بالمدرسة الأولى البيتية في محافظة "طرطوس"، فقد حظيت بنعمة وموهبة الصوت، والتي في الحقيقة ورثتها عن جدي لوالدتي، وكذلك من أمي، ووالدي كان يعشق الموسيقا والطرب وهاو للرقص والدبكة، وقد حصد عليهما العديد من الجوائز خلال سنوات اغترابه في "الأرجنتين"، كما يتقن العزف على آلتي العود والناي، ومن هنا بدأ اهتمامي بتشجيع الأهل في حفلات الأعياد والمناسبات والأفراح، وهذا ما أكسبني الشجاعة للمتابعة والاهتمام أكثر فأكثر، وزادنتي ثقة خدمتي في الكنيسة كمرنم وخادم للقداديس، حيث شاركت في كلّ النشاطات الفنية والمهرجانات التي كانت تقام في المدرسة، ويعود الفضل في تشجيعي خلال هذه المرحلة للمدرسين الراحلين "عبد الرزاق"، "محمود الحاج"، و"عدنان خربطلي" وحصلت خلالها على شهادة تقدير من مهرجان المسرح المدرسي الذي أقيم في مدينة "حمص" بالتلحين».

من أوائل الفنانين في "طرطوس"، مجتهد وخلوق ويمتلك صوتاً رائعاً، مسيرته الفنية على مدى سنوات أثمرت الكثير من النجاح، إضافة إلى أنّه عازف عود محترف

وتابع الحديث عن رحلته في عالم الفن: «في الثمانينيات وقعت عقد عمل في "اليونان"، وأقمت العديد من الحفلات في أماكن متفرقة مدة ستة أشهر، عدت بعدها وتابعت عملي في إقامة الحفلات والأعراس في المحافظات السورية، بعدها ببضع سنوات ذهبت إلى "لبنان"، وهناك كان التحول الحقيقي حين تعرفت على الأخوين "عاصي" و"منصور الرحباني" والسيدة "فيروز"، وقد عرفني إليهم الشاعر "سعيد عقل" على أمل أن يكون هنالك تعاون بيننا في أعمال فنية مستقبلية، ولكن الحرب الأهلية في "لبنان" حالت بيني وبين تحقيق هذا الحلم، ومن بعدها كان لي الشرف أن اتعرف على الموسيقار والملحن الكبير "الياس الرحباني"، وقد لحن لي قصيدتين من كلمات الشاعر "جورج شكور"، هما "طر بنا يا ليل"، و"قالت الليلة عيدي"، ولكنهما لم تحققا الانتشار المأمول بسبب صعوبة أو تعذر التسويق الفني حينها.

كميل ديب

ثم تابعت إقامة وإحياء الحفلات والمناسبات الوطنية في" سورية"، " لبنان"، "الإمارات العربية"، و"الكويت"، وكانت لي مشاركة وتجربة مميزة مع فرقة حلبية بقيادة عازف القانون "نبيل قسيس" لعامين متتاليتين في مهرجان "المألوف" للموشحات والأدوار والطرب.

إضافة للنشاطات الفنية عملت كخازن لنقابة الفنانين فرع "طرطوس" لمدة سبعة عشر عاماً، ثم اعتزلت العمل النقابي، وتفرغت لكتابة الأغاني والتلحين، وآمل أن أتمكن من ترك بصمة حقيقية في هذا المضمار».

إحدى مقابلات كميل ديب في المجلات القديمة

الفنان "جوزيف سمعان" قال عن "كميل ديب": «من أوائل الفنانين في "طرطوس"، مجتهد وخلوق ويمتلك صوتاً رائعاً، مسيرته الفنية على مدى سنوات أثمرت الكثير من النجاح، إضافة إلى أنّه عازف عود محترف».

" نوار أحمد" كاتب وملحن قال عنه: «رافقته في البدايات، وكانت بروفاتنا في منزله، غنى التراث اللاذقاني، وعمل على التراث الكلاسيكي الشعبي، وكان مؤهلاً للنجومية، لكنه توقف واتجه نحو التلحين، شفافيته وحساسيته لم تساعده ليكون في هذا الزمن، رغم جمالية وإمكانيات صوته حتى اللحظة هذه، لديه أرشيف واسع ويجب المحافظة عليه وتوثيقه».

يذكر أنّ الفنان "كميل ديب" من مواليد "بانياس" 1957.