جعل من الشاطئ مرسمَه الخاص، ومن الرمال أداةً لأجمل اللوحات، فتمكّن "منتجب حسن" من إيصال موهبته إلى آلاف الزوار اليوميين لشواطئ "بانياس" خلال كل صيف، وساهم في وضع لمسته الفنَية التي زيّنت شواطئ هذه المدينة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنان "منتجب حسن" بتاريخ 8 تشرين الأول 2019 وتحدّثت معه حول بداياته الفنّية فقال: «أنا أؤمن بأن كل إنسان تولد لديه موهبة منذ الطَفولة، فإما أن تنمو معه أو تضمر وتتلاشى إذا ما أهملها، ويعود الدّور الأكبر دائماً في تنمية المواهب إلى الأهل، ومن ثمّ يأتي دور المدرسة والتي يتمّ من خلالها أحياناً اكتشاف مواهب كثيرة لدى الأطفال، وقد كنا في أيام المدرسة بحدود ثلاثة طلاب متميزين في الرسم، نمتاز بخيال واسع مقارنة بباقي الزملاء وهنا كان الدّعم من قبل الأهل والمدرسة معاً، ونمت هذه الموهبة وكبرت مع الأيام حتى وجدت نفسي متعلقاً بالنحت بعد العديد من تجارب الرسم بالفحم والحرق على الخشب».

عملي بالتصميم الدّاخلي أعطاني المزيد من الأفكار، ووجدت ترابطاً كبيراً بين النّحت والتصميم، فكلاهما يستطيعان السير بمخيلتي نحو التّطوير الدائم، وأستطيع من خلالهما تجسيد أفكاري ورسم الجمال في كل تفاصيل الحياة، فالتصميم هو عبارة عن تطبيق عملي يومي لأفكار النحات

وتابع الحديث بقوله: «النحت يأخذ الفنان إلى عالم من الخيال، وبالنسبة لي أعتقد أنني أغيب تماماً عن الواقع عند البدء بأي منحوتة، لأستفيق في النهاية بعد تجسيد هذه المنحوتة على أرض الواقع، فالنحت فيه من السحر والتعلق ما يجعلك تتوه في تفاصيل العمل لتحاول إظهار كلّ تفصيل صغير، وكل نوع من أنواع النحت لديه سمات وميزات خاصّة، فالنحت على (الطينة الصلصاليّة) يمتاز بالمرونة في العمل، ويمكن إدراك الأخطاء في حال حدوثها، بعكس النحت على الجبس والحجر والرمل فهنا من الصّعب تلافي أي خطأ يحدث».

منحوتة تمثل الجندي السوري

وعن منحوتاته التي تزيّن شواطئ مدينة "بانياس" في كل صيف أكمل "منتجب" حديثه: «بدأت فكرة النّحت على الشاطئ في صيف 2014 عندما جلست على الشاطئ وبدأت بالعمل من دون معدات لأخرج في نهاية المساء بمنحوتة لإحدى الشخصيات الكرتونيّة، وقد لاقت رواجاً وترحيباً من قبل الكثيرين ما دفعني لأعيد المحاولة مراراً وتكراراً، وأغلب المنحوتات التي أقوم بصناعتها تكون في معظمها وجوه لشخصيات خيالية، ورجل عجوز وإمرأة ريفية، وكان هناك عدة منحوتات لعدد من الحيوانات منها الحصان ومنها هيكل أسد الغابة، وفي الواقع تغمرني سعادة كبيرة عندما أشاهد فرحة النّاس عند رؤية هذه المنحوتات، فالشاطئ بالنسبة لي كان معرضاً كبيراً أقدم فيه أعمالي، وأعبّر من خلاله عن كل الأحاسيس والأفكار التي تراودني وأشارك النّاس بها».

وعن حياته اليومية قال "حسن": «عملي بالتصميم الدّاخلي أعطاني المزيد من الأفكار، ووجدت ترابطاً كبيراً بين النّحت والتصميم، فكلاهما يستطيعان السير بمخيلتي نحو التّطوير الدائم، وأستطيع من خلالهما تجسيد أفكاري ورسم الجمال في كل تفاصيل الحياة، فالتصميم هو عبارة عن تطبيق عملي يومي لأفكار النحات».

محمد حسين ديوب

وتحدّث "محمد حسين ديوب" لمدوّنةِ وطن عن "منتجب حسن" قائلاً: «هو فنان متعدد المواهب، تميز عن بقية أصدقائه برسوماته الفنيّة ومنحوتاته الجميلة وكان له العديد من تجارب الأعمال اليدوية مثل لوحات من القش ولحاء الصنوبر، وتمكّن من تحويل الحجارة إلى مجسمات غاية في الدقة والجمال، إضافةً لتحويله الفحم إلى لوحات تحاكي الواقع بكلّ تفاصيله، ولا يمكن أن أنسى معزوفاته التي تطرب كل من يستمع إليها، فهو عازف عود متمرس، وقد استثمر هذه النظرة الفنية التي يمتلكها في أعماله اليومية بالتصميم الداخلي، وكوّن لنفسه أفكاره الخاصة وتصاميمه الفريدة، التي أظهر من خلالها كمية الحب التي يمتلكها في داخله».

وأضافت "إباء إبراهيم" قائلة: «لقد استطاع الفنان "منتجب حسن" أن يقدّم لوحات فنية متميزة على شواطئ مدينتنا، كان لها تأثيرٌ جميلٌ في نفوس الناس، وهذه المنحوتات تظهر القدرة الكبيرة التي يمتلكها والخيال الخصب الذي ترجمته هذه الأعمال على أرض الواقع، ولعلّ منحوتة الجندي التي صنعها كانت من أكثر الأعمال التي كان لها تأثيرٌ كبيرٌ فييّ».

إباء ابراهيم

يذكر أنّ "منتجب حسن" من مواليد محافظة "طرطوس" قرية "جارة الوادي" عام 1989.