أبحرَ في عالم الفنِّ بحبٍّ حقيقيّ منذُ الصغر، مجسداً له بشغفٍ كبير، ليكونَ المعلمَ المحبوبَ لتلاميذه الكثُر، وعلى الرغم من إطلالاتهَ النادرةَ في المعارضَ والملتقيات الفنّية، إلَّا أنّ بصماتِهِ الفنّيةَ تتجسدُ إنسانياً في كثيرٍ من المواقع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنانَ "يوسف عيسى" بتاريخ 30 تموز 2019 ليحدثنا عن بداية حياته، وعمله مع الفنّ قائلاً: «بدأت موهبتي في سن مبكرة، كنت أمارس هوايتي بشكل يومي تقريباً، وأتدرب على كل شيء بقلم الرصاص، وبعض الألوان المائية، أنهيت دراستي الثانوية بالفرع العلمي، ودخلت كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق"، عام 1980، متخرجاً منها عام 1985 باختصاص تصوير زيتي، عملت في مجال الفن في فترة التسعينيات في "سورية" و"لبنان"، بالتصوير والنحت، وأنجزت أعمالاً جيدة، منها تمثال للشهيد الفارس "باسل الأسد" على حصانه من النحاس في شمال "لبنان"، والكثير من الأعمال النحتية النافرة، أما بالنسبة للتدريس فبدأت العمل في هذه المهنة بعد عام ألفين، في معهد إعداد المدرسين بـ"الرقة"، ثم انتقلت إلى "طرطوس"، وما زلت أعمل مدرساً لمادة التصوير في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية.

إنسانٌ راقٍ وفنانٌ مبدع، لديه أسلوب جميل وناجح جداً في الإعطاء، فهو يعطي بإخلاص وصدق، يجعلك محبّاً لهذا الفن الرائع، لقد تمكن فعلاً من ترك بصمةٍ لدى جميع طلابه، وهذا ما لمسته كوني واحدة منهم

أما بالنسبة لمركز "مجيب داؤود" للفنون التشكيلية، فهذا يعدُّ عملاً إضافياً ليس فيه مكسب مادي تقريباً فهو شبه مجاني، لكن لشدة شغفي للتفاعل مع هواة الفن أحببت المساهمة في تنشئة جيل يمارس الفن، ويعيش متعة العمل الفني، كما أقوم مؤخراً بتدريس بعض الطلبة من خلال مرسمي المتواضع».

في المعهد

وعن المشاركات الفنية التي قام بها، أضاف: «لقد قمت ببعض المشاركات الفنية القليلة، منها ملتقى أقيم في حديقة "تشرين" عام 2013 ومهرجان الشيخ "صالح العلي"، وكذلك شاركت بعدة معارض فنية في المحافظة وخارجها، لكن لا وجود للمردود المادي أو حتى المعنوي لهذه المشاركات، وهذا أحد أسباب القلة في المشاركة، إضافةً إلى أنّ المعارض الفنية الفردية مكلفة جداً، والنتائج غير مضمونة».

وتابع حديثه عن النشاطات الفنية التي يقيمها مع طلابه: «هناك نشاطات متعددة خصوصاً مع طلاب مركز "مجيب داؤود"، حيث قمنا بتزيين العديد من المدارس الابتدائية، من رسوم بسيطة وألوان مشرقة أضفت جمالاً على جدرانها وبهجةً على وجوه الأطفال، وكذلك نقوم كل صيف بالنحت على الرمل، على شاطئ "طرطوس" الرائع، بمشاركة الطلاب وزملاء فنانين آخرين».

أثناء الرسم

وعن الرسم الزيتي بالرصاص حدثنا الفنان "يوسف" قائلاً: «هذا هو اختصاصي الأساسي، وأمارس هذا العمل كهواية ومتعة، كما أقوم بالرسم بغرض البيع واستجابة لطلبات الناس، أنا أسلوبي واقعي يتجه قليلاً إلى الانطباعية، ويغلب عليه البورتريه، وهذا نمط يطلبه الناس العاديون، أما الأعمال الفنية ذات المضامين الفكرية أو التعبيرية فليس لها مكان في بيئتنا، وربما يجاريها الناس من باب المجاملة لسمعتها الطنانة، كذلك الآن هناك تحول كبير لمفهوم ماهية الفن، وأهداف العمل الفني، فبعد أن كان غرضه التوثيق أو التعبير عن انفعالات الفنانين، وصناعة تيارات فكرية في القرون الغابرة، أصبح الآن يستخدم في تنمية القيم عند الطفل، ومداواة الكثير من الأمراض النفسية عند الكبار».

أما بالنسبة للنصيحة التي يقدمها لطلابه، فقال: «من التعريفات المهمة للفن أنه هو اللعب، والرسم هو عماد الفن، وقلم الرصاص أرخص المواد، نحتاج لأوراق بيضاء كثيرة وبالرسم عليها يمكننا الوصول إلى حلم اكتساب مهارات إبداعية عظيمة، كما يمكننا الحصول على السرور الجمالي الداخلي الخلاق».

الفنانة "أمل يوسف" قالت عن معرفتها بالفنان "يوسف عيسى": «إنسانٌ راقٍ وفنانٌ مبدع، لديه أسلوب جميل وناجح جداً في الإعطاء، فهو يعطي بإخلاص وصدق، يجعلك محبّاً لهذا الفن الرائع، لقد تمكن فعلاً من ترك بصمةٍ لدى جميع طلابه، وهذا ما لمسته كوني واحدة منهم».

يذكر أنّ الفنان "يوسف عيسى" من مواليد "طرطوس" عام 1961.