بعد دراسته للفنون الجميلة، وشغفه الكبير بالفنّ، تابع الفنان "سليمان يحيى علي" باجتهاد شخصي؛ تعلّم فنّ "الأوريغامي" لأحد عشر عاماً، كانت كفيلة بقدرته على تعليم هذا الفن، وإيصاله إلى كلّ محبّي الأشغال اليدوية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 حزيران 2019، التقت الفنان "سليمان يحيى علي" الرّسام والنّحات، ليعرّفنا أكثر بفن "الأوريغامي"، فقال: «هو فنّ ياباني، يعني فنّ طيّ الورق بالعربيّة، والهدف منه تحويل الورقة المسطّحة إلى الشّكل النّهائي لها باستخدام تقنيات النّحت والطيّ. ويجب عدم استخدام أيّ أدوات عند الطيّ كالقصّ أو اللصق، لكن يمكن استخدام بعض الأدوات التي تستطيع أن تساعد في طيّ النماذج الأكثر تعقيداً، فمثلاً يمكن استخدام الملقط لعمل الطيّات الصّغيرة. أمّا بالنسبة لأوراق "الأوريغامي"، فإن أي صفحة مسطّحة يمكن أن تستخدم للطيّ، والشّرط الوحيد أن تستطيع الاحتفاظ بالثني. أما أوراق "الأوريغامي" التي تسمى عادةً بأوراق "كامي" "kami"، فتوجد على شكل مربّعات بأشكال وأحجام مختلفة، وتكون ملونة من جانب، وبيضاء من الجانب الآخر، وأيضاً توجد أوراق مزخرفة وملونة من الجانبين. وهذا الفن تمّت ممارسته منذ عصر "الإيدو" (١٦٠٣_١٨٦٧)، وقد بدأت تعلّمه من تلقاء نفسي منذ 11 عاماً، وبدأت تدريسه وتعليمه في معهد إعداد المدرّسين في "طرطوس" منذ خمس سنوات بطلب من الموجه التربوي المسؤول عني، وذلك بعد عدة معارض شاركت بها، ونالت استحسان النّاس نتيجة غرابة هذا الفن، ولكونه جديداً في "سورية" ككل».

لقد تعلّمنا مادة الأشغال اليدوية على يد الفنان "سليمان علي"، الذي كان بمنزلة الأخ الكبير لكل طالب في المعهد، وقد كان فنّ "الأوريغامي" من أجمل الأشغال اليدوية التي تعلّمناها، فهو فنّ جميل وجديد بالنسبة لنا، ويعتمد أساسيات النحت والطيّ، وكانت تجربة ناجحة جداً بفضله، حتى إن بعض المدرّسين في المعهد كانوا يحضرون مادة الأوريغامي إلى جانبنا لتعلّمها على يده، فقد كان المدرّس "سليمان" قريباً من كل الموجودين في المعهد من طلاب ومدرّسين

وتابع حديثه عن المعارض والفعاليات التي شارك بها: «قبل تعليم هذا الفن في معهد إعداد المدرّسين، شاركت في عدّة معارض ومهرجانات محليّة بقسم خاص بهذا الفن، وقد كان مثار إعجاب واستغراب في ذات الوقت، وبعد المعرض الأول في مهرجان "السنديان"؛ بدأت بعض الجهات المطالبة بدورات لتعليم هذا الفن، وكان هذا المهرجان في قرية "الصومعة" بريف "صافيتا"، وبعده أقمت دورة لمجموعة متدربات في هذه القرية. بعدها شاركت بمعرض مهرجان "السنابل"، وتسلّمت اللجنة الفنية في هذا المهرجان لأكثر من دورة. وبعدها شاركت في مهرجان "الغمقة" بقرية "سنديانة عين حفاض" بريف "صافيتا"، وهو مهرجان دوري أيضاً، ومهرجان الشيخ "صالح العلي" في "الشيخ بدر"، ومعرض وزارة السّياحة "أكيتو" في "طرطوس" القديمة، وبعدة معارض تابعة لنقابة الفنانين التشكيليين بصالة "عمريت" للفنون في "طرطوس"، ومهرجان "صيف الدريكيش" لسنتين متواليتين، وشاركت بأكثر من بازار؛ آخرهم كان بازار "لمّة فرح" بصالة "عمريت"، وأقمت دورة تدريبية تحت اسم جمعية إحياء التراث لمتدرّبات في اتحاد العمال في "طرطوس" أيضاً».

من أعمال الفنان

وعن بداياته مع الفن، قال: «لقد رافقني الفن منذ الصّغر، فقد تميّزت في الرسم في كافة المراحل المدرسيّة، وبعدها دخلت كليّة الفنون الجّميلة لأدرس الفن أكاديميّاً، وتخرّجت عام 1996، اختصاص النّحت، إضافة إلى رسم الرصاص والتظليل، وفي مرحلة الشّباب تعدّدت مواهبي، وتنوعت إلى التصوير الفوتوغرافي وتصميم الأزياء والرسم، إلا أن الدراسة الأكاديمية وضعتني في مسار محدد هو الفن التشكيلي. وقد تعلّمت فنون "الفوتوشوب"، وأصبحت أدمج بين الرسم بالرصاص والتلوين الرقمي، وأنتجت لوحات أقرب إلى الصور الفوتوغرافية، وكان شيئاً جديداً؛ حيث شاركت بهذا الفن في عدّة معارض أيضاً.

وفي عام 2008 بدأت تعلّم فنّ "الأوريغامي"، وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياتي الفنّية، فقد تعلّمت هذا الفن عن طريق شبكة الإنترنت، وبدأت صناعة نماذج ورقية متنوعة حتى أتقنته، وبدأت المشاركة بالمعارض والمهرجانات، وبعدها انتقلت إلى معهد إعداد المدرّسين لتعليم هذا الفن كمادة جديدة اندرجت ضمن مادة الأشغال، وقد علّمته لعدد من زملائي المدرّسين، إضافة إلى الطلاب في المعهد، وبدأ الانتشار عن طريق طلابي المتخرّجين في المعهد. وأيضاً اشتغلت في العديد من أنواع الفنون، منها فنّ الشمع، وفنّ رسم "الماندالا"، وفنّ الحرق على الخشب، و"الديكوباج"، وقمنا بعمل عدّة نشاطات تعليمية ضمن جمعية "إحياء التراث الشعبي"، وأنا أحد الأعضاء المؤسسين لهذه الجمعية، وقد بقي التصوير الفوتوغرافي هوايتي المفضّلة التي ما زالت ملازمة لي حتى الآن».

سليمان أحمد

الفنان "سليمان حسن أحمد" رئيس نقابة الفنانين التّشكيلييّن في "طرطوس"، تحدث عن الفنان "سليمان علي" بالقول: «استطاع من خلال خبرته السّابقة وحبه لعمله، أن يقدم فنّ "الأوريغامي" لأبناء محافظة "طرطوس" بأسلوب مبسّط، حيث يتعلّمه كل إنسان يرغب في ذلك مهما كان عمره؛ سواء الأطفال في المدارس والمراكز الخاصة، أو الكبار في معهد إعداد المدرّسين، فكان المبادر في إدخال هذا النوع من الفن في مشاريع الطلاب بالمعهد المذكور، وهذا الأمر يسجّل للزميل "سليمان" ومسيرته الفنية الحافلة بالعمل والنجاحات، وأصبح لهذا الفن حضور وانتشار واضح في المعارض المتنوعة والمهرجانات، وقد تطور كثيراً في المدة الأخيرة. لقد تعددت مجالات الفن عند الزميل الفنان "سليمان علي"، وإضافة إلى اختصاصه الفني الأساسي بالنحت، فقد اتجه إلى "الأوريغامي" واستخدام الحاسوب وبرامجه المتعددة في عمله الفني، كالزخرفة ورسم الشّخصيات وغيرها من المواضيع، وقد وضع بصمة متميّزة في هذا المجال.

والتميّز جاء من خلال تكوين شخصيّة مستقلة في العمل الفني تميّزه عن غيره ممن عملوا في هذا المجال، ومن وجهة نظري أرى أن ما قدمه الزميل "سليمان علي" من أعمال فنية متنوعة، ومشاركات في المعارض والمهرجانات خلال السنوات السابقة جعل منه اسماً يستحقّ كل تقدير واحترام».

رنيم ديوب

"رنيم محمد ديوب" خريجة معهد إعداد المدرّسين، قالت عن المدرّس "سليمان علي"، وعن فنّ الأوريغامي الذي تعلّمته على يده: «لقد تعلّمنا مادة الأشغال اليدوية على يد الفنان "سليمان علي"، الذي كان بمنزلة الأخ الكبير لكل طالب في المعهد، وقد كان فنّ "الأوريغامي" من أجمل الأشغال اليدوية التي تعلّمناها، فهو فنّ جميل وجديد بالنسبة لنا، ويعتمد أساسيات النحت والطيّ، وكانت تجربة ناجحة جداً بفضله، حتى إن بعض المدرّسين في المعهد كانوا يحضرون مادة الأوريغامي إلى جانبنا لتعلّمها على يده، فقد كان المدرّس "سليمان" قريباً من كل الموجودين في المعهد من طلاب ومدرّسين».

يذكر، أن الفنان "سليمان يحيى علي" من مواليد "بيت ناعسة" في "صافيتا"، عام 1972.