ضمن أجواء من الفرح والبهجة تؤدي الفنانة "منال الشمالي" مع فرقتها "فرح صافيتا" أعمالاً متكاملة في الغناء والتلحين والعزف والتوزيع، بطابع احتفالي وإيقاعات موسيقية تجمع بين الشرقي والغربي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 كانون الثاني 2019، الفنانة "منال الشمالي" لتتحدث عن البدايات، حيث قالت: «مرحلة الطفولة عندي كانت حافلة بالاستماع والتعلم السماعي لأهم الموسيقيين العالميين، وتأثرت جداً بنوعية المقطوعات وبوجه دائم كنت أقطع النغمات وأطبقها ذاتياً على الرغم من صغر سني وقتئذٍ. أدركت أن موهبتي ستكبر يوماً مع استمرار التعلم والسماع للموسيقا وعزفها مجدداً على عدة آلات موسيقية، تعلمت بنفسي وصممت على التمرين تدريجياً والتعرّف إلى الآلات عن قرب، وفي ذات الوقت بالمرحلة الابتدائية والإعدادية شاركت في نشاطات مدرسية كانت تعنى بالغناء والعزف، مثل الفعاليات التي تقوم بها شبيبة الثورة، إضافة إلى المشاركات بالمهرجانات القطرية إلى أن تطورت موهبتي بالعزف من خلال دراستي الاكاديمية بالمعهد».

لم يكن سهلاً أن أطلق فرقة عازفين صغار بالعمر؛ لأن العمل معهم يعدّ مهمة مضاعفة وكبيرة، ولدينا طلاب فنهم يفوق عمرهم بكثير، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد كبير. واجهنا عدة صعوبات، لكن كنت دائماً أسعى إلى مزيد من النجاحات في كل أمسية، وعلى الرغم من الظروف التي تعرض لها بلدنا، تعلمنا مزيداً من التعاون وكثفنا جهودنا لكي نعطي الفرح ونعيش الفرح مهما كانت الأحوال، وهذا الشيء إيجابي لنا كإدارة وفرقة

وعن فكرة تأسيس الفرقة الموسيقية، أضافت: «أُسّست الفرقة عام 2010، وبسبب حبي للموسيقا لا أستطيع الاكتفاء بفكرة التدريس؛ مهنتي الأساسية وحدها، لذلك قررت إنشاء فرقة لمواهب الصغار واليافعين تعتمد على تنمية هواياتهم وميولهم الفنية في جميع المجالات، وتناسب أعمارهم الصغيرة. أغلب العازفين طلاب من مركز مواهب "صافيتا"، وانتسب إلى الفرقة طلاب جدد موهوبون جداً، حيث انضموا إلى "البروفات" والتدريب، وأصبحوا جزءاً من عائلتنا الفنية، وعندما أصبحنا نحيي الأمسيات على مستوى "طرطوس"، لاقت الفرقة ردود أفعال إيجابية جميلة كبيرة. أما بالنسبة لتسميتها بـ"فرح صافيتا"، فكان هذا اقتراح الأب "إلياس زحلاوي"، وذلك للحفاظ على الطابع الذي يجسده الأطفال وهو الفرح والسرور، وبوجود قامة كبيرة مثله، وفريدة بمواصفاته، فهذا يعطينا دافعاً قوياً ودعماً معنوياً يزيد من شغفنا لتقديم المزيد من الفنون».

إلياس جرجوس

وعن الظروف التي واجهتها كمديرة والصعوبات والتحديات، أضافت: «لم يكن سهلاً أن أطلق فرقة عازفين صغار بالعمر؛ لأن العمل معهم يعدّ مهمة مضاعفة وكبيرة، ولدينا طلاب فنهم يفوق عمرهم بكثير، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد كبير. واجهنا عدة صعوبات، لكن كنت دائماً أسعى إلى مزيد من النجاحات في كل أمسية، وعلى الرغم من الظروف التي تعرض لها بلدنا، تعلمنا مزيداً من التعاون وكثفنا جهودنا لكي نعطي الفرح ونعيش الفرح مهما كانت الأحوال، وهذا الشيء إيجابي لنا كإدارة وفرقة».

وتضيف أيضاً: «نناقش وندرس كل خطوة مع الإدارة وأعضاء الفرقة لكل خطوة قادمة، والجمهور يعطينا رأيه بأنه يجب التركيز على كل مقطوعة، وأن كل أمسية أعلى وأجمل من التي قبلها، وبصراحة ما يميز فرقتنا أن لها أعمالاً خاصة ضمن مؤلفات خاصة بالفرقة، وهناك أغانٍ من تلحيني وتنفيذ الطلاب، ومثال على ذلك لدينا قصيدة مكتوبة بعنوان: "شام" باللغة الفصحى من ألحاني، وقدمناها الصيف الماضي على مسرح المركز الثقافي بـ"صافيتا"، وهي مهداة للأب "إلياس زحلاوي"، وأغنية "جدي" أيضاً كانت الكلمات من التراث ومن ألحاني».

إحدى الأمسيات في المركز الثقافي "صافيتا"

الدكتور "إلياس جرجوس" تحدث عن تجربته في بدايات الفرقة، حيث قال: «كنت من أوائل العازفين في فرقة "فرح صافيتا" اختصاص أورغ، كانت أعمار المنتسبين إليها بين 15-20 عاماً، وأحيينا في ذاك الوقت أمسيتين في المركز الثقافي بـ"صافيتا" بنجاح باهر وغير مسبوق؛ على الرغم من الإمكانات المحدودة التي كنا نمتلكها، استأنفنا العمل نتيجة الظروف التي مرت على بلدنا عام 2012، واعتمدنا بها على استقطاب مواهب الأطفال، وما زلت إلى الآن أعزف وأشرف إدارياً على الأعمال بالتشاور مع الفنانة "منال"، وهي قيمة فنية كبيرة وعظيمة، ونتعاون في تدريب الطلاب والتنسيق معهم، ونحاول دائماً أن نعطي صورة عن جمال "صافيتا" وثقافتها بطابع فني، لأن الأطفال لديهم أرواح بريئة ويقدمون بصدق، ومندفعون باستمرار لتقديم الأفضل، وهذا ما نريد فعلاً أن ندعمه بوجه دائم».

الطالب "أشرف يوسف" أكبر الأعضاء الموجودين في الفرقة، تحدث عن رأيه بالقول: «شاركت في فعاليات "فرح صافيتا" منذ سنتين تقريباً في المركز الثقافي بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية، وبمشاركة شقيقي "محمود" و"لين"، وكنت أعزف حينئذٍ على آلتي العود والبيانو، وعلى الرغم من وجود الأعمار الصغيرة بيننا، إلا أنها كانت مثالاً جميلاً للعمل الجماعي، وتجربة فيها إبداع ورقي، ونسعى دائماً إلى المزيد من الإنتاج والدعم لنطور ذواتنا أكثر، ولا ننسى ما قدمه الأب "إلياس زحلاوي" من إرشادات ونصائح ودعم هائل في كافة المجالات، ودافع معنوي لنقدم أنفسنا كفنانين محترفين أمام الجمهور أينما كانوا بكل فرح وحب».

الأب "إلياس زحلاوي" مع أعضاء الفرقة

يذكر، أن "منال الشمالي" من مواليد "صافيتا"، وعدد أفراد الفرقة نحو 52 طالباً وطالبة من كافة المراحل العمرية.