تمكّن الموسيقي "عبد الله جبر حسن" من إدخال التصفيق إلى مقطوعاته الموسيقية على الطبلة، ومازج بينها وبين آلة الرق وقدم وصلات إيقاعية على مدار ساعة من الزمن المتواصل في حالة موسيقية عُدّت غير مسبوقة وفق محفوظات وزارة الثقافة.

العزف الإيقاعي يكون عادةً عبارة عن مقتطفات ومقطوعات صغيرة ضمن جوقة موسيقية كبيرة، لكن بالنسبة للعازف "عبد الله حسن" كانت أمسيات موسيقية متكاملة لا يشاركه فيها شيء غير الخبرة في التوزيع و"التنويت" وجذب المتلقي، وفق ما قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 تشرين الأول 2018، وتابع: «كل موسيقي يحاول البحث عن تميز وبصمة خاصة به في مجال الموسيقا، وهذا ما حاولت الوصول إليه عبر تقديم موسيقا تخصصية للعامة في المراكز الثقافية والدور الفنية التي تعنى بالموسيقا، وذلك على آلة الطبلة الإيقاعية التي تكاد تنقرض من عالم الموسيقا والحفلات، نتيجة التطور الإلكتروني للآلات الموسيقية الذي ابتعد عن الإيقاع واكتفى باللحن».

مع دخول موسيقيين وعازفين من مختلف المحافظات والألوان والانتماءات الفنية كوّنت فرقة "إبداع" الموسيقية، وكانت نواتها من "طرطوس"، وضمّت كلاً من "رواد جلول"، و"فراس حسن"، و"حيان سليمان"، و"رودين أحمد"، و"ماجد برهوم"، وآخرين، وقدمنا معزوفات لعمالقة الطرب القديم

وبالنسبة للبدايات الموسيقية وكيف كان للبيئة والعائلة دور فيها، قال الموسيقي "عبد الله": «العائلة بالكامل تهوى الموسيقا والفن بوجه عام، فعمّي الأستاذ "عبد الحميد حسن" الموجه الاختصاصي لمادة الموسيقا، وعمّي الآخر الأستاذ "محمود حسن" كاتب ومؤلف موسيقي، وكذلك والدي عازف موسيقي؛ أي إن مناخي موسيقي بامتياز.

خلال إحدى الأمسيات الموسيقية

وعليه أحببت آلة الطبلة الإيقاعية وتعمقت في معرفتها، وحققت فيها الريادة الطليعية لثلاث سنوات متتالية حتى الصف السادس، وتابعت في المرحلة الإعدادية على مدار ثلاث سنوات، وحققت عدة مراكز متقدمة فيها على مستوى القطر، أما في المرحلة الثانوية، فشاركت مع عدة فرق موسيقية بقيادة الموسيقي "مهدي إبراهيم" و"محمود حسن" ضمن عدة محافظات، وجميعها على الآلية الإيقاعية الطبلة، وبعد الثانوية التحقت بمعهد إعداد المدرسين، قسم الموسيقا، وتخرجت عام 2000، وأصبحت قادراً على العزف الموسيقي على جميع الآلات الإيقاعية والوترية.

وهنا بدأت العمل مع عدة مطربين مخضرمين، منهم: "وفيق حبيب"، و"هالة القصير"، و"رويدا عطية"، و"نجوى كرم"، و"سعدون الجابر" ضمن حفلات خاصة كان لها وقعها الخاص لديّ؛ بتنمية المهارات والقدرات لمختلف الظروف والألوان الموسيقية».

فرقة إبداع الموسيقية

بداية عام 2011 كانت بالنسبة له نقلة نوعية، وهنا قال: «مع دخول موسيقيين وعازفين من مختلف المحافظات والألوان والانتماءات الفنية كوّنت فرقة "إبداع" الموسيقية، وكانت نواتها من "طرطوس"، وضمّت كلاً من "رواد جلول"، و"فراس حسن"، و"حيان سليمان"، و"رودين أحمد"، و"ماجد برهوم"، وآخرين، وقدمنا معزوفات لعمالقة الطرب القديم».

الموسيقا بالنسبة له نمط حياتي لا بد منه ولا يمكن الاستغناء عنه، ففي كل يوم يجب أن يعزف ويستمع إلى الموسيقا بمختلف أجناسها الشعبية والكلاسيكية والسمفونية و"الطقطوقة" والموشح وغيرها، وهذا من شأنه إغناء الذائقة السمعية لديه؛ بحسب قوله، ومن خلالها يستطيع التمييز بين السليم وغير السليم في أي معزوفة أو أغنية؛ وهذا يعدّ انعكاساً للغنى الموسيقي الذي حققه.

الموسيقي عبد الله جبر حسن

وفي لقاء مع عازف الرق المهندس "رواد جلول" من فرقة "إبداع" الموسيقية أكد أن الموسيقا التي يقدمها الموسيقي "عبد الله حسن" متميزة من ناحية الانسجام، ويوضح ذلك بالقول: «قدم الموسيقي "عبد الله" أمسيات إيقاعية شرقية على آلة الطبلة رافقته في بعضها على آلة الرق، كانت أمسيات تقام للمرة الأولى بترتيب كهذا وتقديم وجودة، وهذا الرأي بالاعتماد على محفوظات وزارة الثقافة التي تمّ البحث فيها للتأكد من أهمية ما قدم، ليصار وفق رأيه إلى تطويره ومنهجته باستمرار.

يهدف "عبد الله" إلى خلق صدى جميل لآلة الطبلة بإعادة الحياة إلى هذه الآلات الإيقاعية التي تعدّ من أساسيات التخت الشرقي، ضمن الحفلات والأمسيات الموسيقية، خاصة مع انتشار ظاهرة الآلة الواحدة التي تعطي جميع النغمات المتداخلة بعضها مع بعض».

ويضيف: «وقد تميز بتقديمه على آلة الطبلة موسيقا إيقاعية لمدة ساعة بمستوى واحد من العطاء الموسيقي أمام الجمهور، من دون أن يشعر المتلقي بالملل، كما ألّف مقطوعات جديدة غير مطروقة أدخل إليها التصفيق غير "المنوت" بأي نوتة سابقة، بالتوازي مع آلة الرق التي أعزفُ عليها، مدركاً أماكن الضعف والقوة، وهذا ليس بالأمر السهل، وكذلك قدمنا وصلات إيقاعية مركبة ضمن إيقاعي الأعرج والبسيط المتنافرين، وجميعها وفق أوزان مدروسة أكاديمياً».

يشار إلى أن الموسيقي "عبد الله جبر حسن" من مواليد "طرطوس"، عام 1979.