سعت الفنانة "ليال بو حسن" إلى خلق بصمتها الخاصة، وتدعيم موهبتها بالقراءة والمتابعة، مؤمنة بأن الثقافة البصرية وحدها لا تكفي. واحترفت البورتريه، وأبدعت في رسم الوجوه وصورتها بأدق تفاصيلها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 أيلول 2018، الفنانة التشكيلية "ليال بو حسن" لتحدثنا عن بداياتها ورحلتها في عالم الفن التشكيلي، فقالت: «موهبتي ظهرت منذ أن كنت طفلة، ولاحقاً بعد أن أصبحت في المرحلة الإعدادية اكتشف المدرّسون موهبتي في الرسم، وبدايةً عملت على تطويرها بمفردي من دون اللجوء لمساعدة من أحد. وقد تأثرت بأعمال عدد من الفنانين العالميين، أذكر منهم: "ليوناردو دافنشي" في عصر النهضة، و"لؤي كيالي"، و"أنور الرحبي"، كما استعنت بالكثير من الكتب في الثقافة البصرية، منها كتاب "بيكاسو" الذي يحمل عنوان: "العاقل والمجنون"، كما قرأت عن "فينيسنت فان غوخ"، و"غوغان"، وغيرهما من مبدعي الواقعية، إضافة إلى ذلك، اطلعت على أعمال بعض فناني الواقعية الاشتراكية أيام "الاتحاد السوفييتي" السابق، وما زلت حتى الآن أواصل الاجتهاد على تطوير نفسي وموهبتي بالمزيد من الاطلاع والقراءة في تاريخ هذا الفن الراقي. كما التقيت عدداً من الفنانين المحليين، ولطالما كان رأيهم فيما أقدمه من أعمال مشجعاً جداً ومحفزاً على المتابعة، ومنهم الفنان "أحمد خليل"، وهو من أمسك بيدي وقدم لي كل الدعم، وكان له الدور والفضل في مشاركتي بعدد من المعارض».

إن أكثر ما يشدني في الرسم هو ما أشاهده حولي من حالات إنسانية فرضها الواقع. أما بالنسبة للبورتريه، فقد سعيت لأحقق به نجاحاً ملموساً على مستوى محافظتي "طرطوس"، وبالفعل كان لي ذلك، خاصة بعد أن أصبحت محترفة لفن الرسم بقلم الرصاص والإكرليك أيضاً، كما أنني شديدة التعلق بوطني الحبيب "سورية" وأرضه، لذلك فهو بجماله وروعته وعراقة تاريخه موضوع معرضي القادم

وتكمل: «إن أكثر ما يشدني في الرسم هو ما أشاهده حولي من حالات إنسانية فرضها الواقع. أما بالنسبة للبورتريه، فقد سعيت لأحقق به نجاحاً ملموساً على مستوى محافظتي "طرطوس"، وبالفعل كان لي ذلك، خاصة بعد أن أصبحت محترفة لفن الرسم بقلم الرصاص والإكرليك أيضاً، كما أنني شديدة التعلق بوطني الحبيب "سورية" وأرضه، لذلك فهو بجماله وروعته وعراقة تاريخه موضوع معرضي القادم».

من لوحاتها "محمد الماغوط"

أما بخصوص مشاركاتها الفنية، فقالت: «المشاركة الأولى كانت في إحياء ذكرى أربعين الشاعر السوري الراحل "عمر الفرّا"، الذي أقيم في مديرية ثقافة "طرطوس"، بمشاركة مجموعة من الفنانات من مركز الفنان "أحمد خليل"، وقد مثلت هذه المشاركة نقطة انطلاق بالنسبة لي، وأعطتني المزيد من الدفع للاستمرار في إرساء نبض الفن، وبعدها بدأت المشاركات في كل النشاطات التي تقام على مستوى المحافظة، وما زلت مستمرة حتى الآن. أما إقامة معرض خارج حدود مدينتي، فمازال هذا مطلبي الذي أسعى جاهدةً إلى تحقيقه قريباً».

وتضيف: «سواء في محافظة "طرطوس" أو على مستوى "سورية" بوجه عام، لم يرقَ الفن التشكيلي بعد إلى المستوى الذي يجب أن يكون عليه، بصراحة نحن كفنانين مسجلين أو غير مسجلين لدى النقابة لم نرتقِ بعد إلى المستوى المطلوب منّا في خدمة وطننا وقضاياه، وبرأيي من المفروض أن يكون للفن التشكيلي دور أكبر ليس فقط على مستوى هذه المحافظة، بل على مستوى وطننا ككل، لأنه من أرقى الفنون في العالم، وهو أحد أسباب النهضة الأوروبية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، فالفن التشكيلي هو الذي يوثق التاريخ ويكتبه».

درع من أحد التكريمات

أما الفنان "أحمد خليل"، فقد قال عنها: «الفنانة "ليال" لا تنتمي حتى الآن إلى أي مدرسة، لكنها تحترم الواقع وتسجله بدقة، كما أبدعت في رسم الوجوه لأبرز الشخصيات، مثل: "جبران خليل جبران"، و"علي الجندي"، و"دريد لحام"، و"محمد الماغوط"، وغيرهم. والحقيقة إن عملها كخبيرة تجميل ساعدها في هذا كثيراً، وهي فنانة جريئة ومثقفة، ولأن الثقافة البصرية بحاجة إلى القراءة والمتابعة، فقد قرأت الكثير من الكتب لأسماء كبيرة؛ وهو ما ساعدها على تطوير موهبتها كثيراً».

ويتابع: «ستّ سنوات من الإبداع في مركزي شاركت خلالها في سبعة معارض في المحافظة في كل من "طرطوس" و"بانياس" و"صافيتا" و"الدريكيش"، وقريباً ستكون لها مشاركة في معرض يقيمه الاتحاد العام للفنانين التشكيليين في العاصمة "دمشق"، كما حصلت على عدة شهادات تقدير، منها شهادة من منظمة "جسور السلام" في العالم وأنا سفيرها في "سورية"، أيضاً شهادة من مديرية ثقافة "طرطوس"، وملتقى "البيادر" الثقافي، وكُرّمت بدرع من نادي الساحل في "طرطوس"، وميداليتين من ملتقى الفنون في "الدريكيش"، والملتقى الثقافي بـ"طرطوس"».

الفنان أحمد خليل

يذكر أن الفنانة التشكيلية "ليال بو حسن" خبيرة تجميل من مواليد مدينة "طرطوس"، عام 1984.