اختارت "تماضر غانم" أن تكون حياتها ضمن عالم الفن، فشعرت بالرّضا عن تجربتها كممثلة، خاصة على مسرح الطفل. وتعزّز شعورها هذا بالمحبة العارمة التي لمستها لدى الأطفال بعد العروض التي قدمتها، وخلال لقائهم في الشارع، وتتفاءل بنظرتها إلى مستقبل "مسرح الطفل"، وتستمر بالعمل فيه، فهو باقٍ على الرغم من كل احتياجاته.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 آب 2018، التقت الفنانة "تماضر غانم"، فتحدثت عن بدايتها مع الفن بالقول: «منذ الصّغر تكررت عبارتي: (سأكون ممثلة)، فقد أحببت التّمثيل كثيراً، وقلّدت الكثير من الشّخصيات التّلفزيونيّة، مثل: "شريهان"، و"نيللي"، وكان الحس الكوميدي لدي عالياً، وروح الدّعابة حاضرة دائماً، وسمعت الكثيرين يقولون عني: (أنت شخص مهضوم). قدّمت على المعهد العالي للفنون المسرحية، ولظروف معينة لم أستطع المتابعة في ورشة عمل القبول. وتقدمت لوظيفة التّمثيل في المسرح العسكري التي أُعلن عنها، فكانت بداية الطريق، واشتغلت بالتمثيل مع الفنان "سعد الدين بقدونس"، وكنا نزور الكليات العسكرية وقطع الجيش، ونقدم مسرحيات كوميدية هادفة. انتسبت إلى نقابة الفنانين ونجحت، وكانت لي تجربة ممتعة في السّينما، وعملت بالتلفزيون بعض الأعمال القليلة، منها مسلسل "رجاها"، وانتظرت الفرصة الحقيقية مع المخرج "نجدة أنزور" بمسلسل "وحدن" لأظهر كل ما لدي من مخزون».

منذ سنوات طويلة عرفتها الممثلة النّشيطة خفيفة الظّل على المسرح، وفي الحياة. تشاركنا العمل في التمثيل بالإذاعة والتّلفزيون، وتوطدت صداقتنا، فكانت لي مصدر لا ينضب من الطاقة الإيجابية، وأحرص على لقائها اليومي، فهي إنسانة محبة للجميع، عصامية، مجدة في فنها وعملها بالنقابة، وتسعى وراء حقوق زملائها الفنانين وتقاتل في سبيلهم، وتفوقت بهذا المسعى من خلال الأماكن التي شغلتها في العلاقات العامة، ثم أمانة سرّ فرع نقابة "دمشق"، فحازت محبة كل الزملاء بجدارة. وهي فنانة كوميدية من الطراز الأول

وتتابع حديثها عن العمل في المسرح، وتقول: «إن تمثيل الدراما والسينما يختلف أحدهما عن الآخر؛ أمام الكاميرا الممثل يعيد ويكرر ويضيف ويطور بدوره ليحدد معالم الشخصية التي يؤديها. أما المسرح، فهو أبو الفنون، وهو من يحدد موهبة وأدوات الممثل ويتواجه الممثل مباشرة مع الجمهور الذي يتحول إلى حكم، ومع بداية عام 2000 دخلت هذه المواجهة من خلال مسرح عرائس الدّمى، وهو الأحب على قلبي مع المخرجة "سلوى الجابري" لمدة أربع سنوات تعلمت خلالها كيفية تصنيع الدمى وتحريكها، كما تعلمت حب هذه الدّمى لأتمكن من أداوت نقل إحساسي بالدور الذي أقدمه لهذه الدمى، ومنها إلى جمهوري من الأطفال المعلقين بهذه العرائس قلباً وقالباً. أخذ المسرح مني الاهتمام الأكبر، وكان مسرح الطفل -على صعوبته وخصوصيته- همّي واهتمامي؛ فأنا أحب هذا الجمهور لما يحمله من صدق وبعد عن عالم المجاملات، فهو قطعة خام بيضاء، ولا يمكن الاستهانة به، يتلقف كل ما يقدم له من معلومات بشغف ولهفة كبيرة، لذلك الوقوف أمامه على خشبة المسرح ليس بالأمر السهل. تكرر وقوفي على هذا المسرح وشاركت بعدة مسرحيات، منها: "ضيف الدّب"، و"الملك شرحبيل والفتى النّبيل"، و"رحلة الأصدقاء السّتة"، و"دو، ري، مي". واستمراري بالعمل في مسرح الطفل لقناعتي بما يمثله هذا المسرح، فأنا أعدّه تحدياً بين المسرح والعولمة، وإنه انتصار كبير وجميل لحظة تفوقه، حيث يحضر الطفل تاركاً الهاتف المحمول والتكنولوجيا لمدة ساعة ليتعلم ويحضر ويشاهد المسرح».

لقطات من تصوير مسلسل "وحدن"

الفنانة "دينا خانكان" تحدثت عن رفيقتها "تماضر غانم"، وقالت: «منذ سنوات طويلة عرفتها الممثلة النّشيطة خفيفة الظّل على المسرح، وفي الحياة. تشاركنا العمل في التمثيل بالإذاعة والتّلفزيون، وتوطدت صداقتنا، فكانت لي مصدر لا ينضب من الطاقة الإيجابية، وأحرص على لقائها اليومي، فهي إنسانة محبة للجميع، عصامية، مجدة في فنها وعملها بالنقابة، وتسعى وراء حقوق زملائها الفنانين وتقاتل في سبيلهم، وتفوقت بهذا المسعى من خلال الأماكن التي شغلتها في العلاقات العامة، ثم أمانة سرّ فرع نقابة "دمشق"، فحازت محبة كل الزملاء بجدارة. وهي فنانة كوميدية من الطراز الأول».

يذكر أن الفنانة "تماضر غانم" من مواليد مدينة "طرطوس" عام 1977، تتابع عملها بنفس وتيرة الحماسة والشّغف التي عهدها فيها زملاؤها ورفاقها سواء بالتمثيل، أو في النقابة بيتها الثاني.

من على خشبة مسرح الأطفال
الفنان "دينا خانكان"