شغف الطفولة بالمسرح لم يكن حالة عابرة، إنما تتوج بالدعم الدراسي الأكاديمي، ما جعل المسرحي "مجد مغامس" ملمّاً بالمعرفة التي ترتقي بالموهبة، فقدّم مسرحاً يحاكي هموم وحياة الشباب.

البدايات كانت فطرية من خلال البيئة الاجتماعية الأسرية، وفي حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 آذار 2017 قال: «في طفولتي شاركت في العديد من الأعمال المسرحية التي قدمت في "طرطوس"، كممثل مثل: "أشعب والمكافأة"، و"قاعة القرود"، وخضت في تلك المرحلة اختبارات لمسابقات الرواد على مستوى القطر، ونلت المركز الأول، وبعدها شاركت في أعمال مسرحية للمسرح القومي، منها: "الطوفان"، و"سرب العصافير"، أيضاً مثّلت في مسلسل "جبران خليل جبران". ومجمل هذه المشاركات والتشجيع الذي حظيت به دفعتني إلى عشق الفنّ، إضافة إلى نشأتي ضمن أسرة فنية، عميدها الممثل والمخرج وخريج المعهد العالي للفنون المسرحية لدورة عام 1982 "نصر مغامس"؛ وهو ما دفعني إلى الدراسة الأكاديمية التخصصية في مجال المسرح بعد الثانوية».

تميّز بسعيه الدؤوب لإنجاح العمل الذي يشرف عليه، وهذا تكامل مع بقية عناصر النجاح للعمل، التي حاول رسمها بحرفية عالية، ومنها: الديكور، والإضاءة، والأزياء

وأضاف: «من خلال أعمالي المسرحية حاولت أن أكون صوت الجيل الشاب، هذا الجيل المنفتح المثقف الشغوف بالحياة البناءة، وذلك من خلال عرض مشكلاتهم وهمومهم بطريقة سلسة وبسيطة».

المسرحي مجد خلال أحد عروضه

لكل عمل خصوصية، وهذا يندرج في قائمة الاهتمامات التي يسعى المسرحي "مجد" إلى توظيفها لخلق حالة الدهشة والمتعة لدى الجمهور، وأضاف: «عندما أختار تقديم عمل فني لا بد لهذا العمل أن يسحرني ويمس أشياء مهمة في حياتنا الاجتماعية والفكرية، فلذلك كل عمل أقدمه له أهميته الخاصة من حيث الشكل والمضمون، والأهم أن يصل هذا العمل إلى الناس ويمسّ قلوبهم. وبوجه عام نحن الآن في عصر الاختصاص وكل شاب موهوب أصبح بإمكانه أن يختصّ، ليدعم الموهبة بالعلم، لذلك من المهم جداً أن يذهب كل موهوب إلى الاختصاص الذي يناسبه في عمله الفني؛ لأن الفنّ موهبة وعلم مجتمعان؛ فبالعلم ترتقي الموهبة وتتعمق المعرفة».

لا تبتعد الموسيقا عن جوهر العمل المسرحي، بل هي جزء لا يتجزأ منه بحسب تعبيره، وأضاف: «الموسيقا هي الروح الداخلية للشخصيات، وتعبر عن روح الحدث بوجه عام، وعن المناخ والزمان والمكان، لذلك يجب انتقاؤها بعناية ودراية لتخدم العرض المسرحي وتتكامل معه.

المسرحي مجد وخلفه الممثل المسرحي مصطفى

ومن الأهمية بمكان أن يكون للمسرحي فرقته الخاصة المتناغمة فيما بينها فكرياً وفنياً، لأن هذا يسهل إنتاج أعمال فنية تحتسب لها في سجلها وتتكامل معها، والمخرج الحقيقي هو من يسعى إلى خلق هذا التناغم بالحوار والجدل بين عناصر الفرقة كلها، للوصول إلى الأفضل من حيث الشكل والمضمون».

ويتابع: «أبحث دوماً عن الخصوصية فيما أقدم مسرحياً، لأنها أساس العمل الفني الحقيقي، ويدخل ضمنها البحث عن أشكال تشدّ المتلقي وتسحره، وهذا ظهر في العرض المسرحي "الزنزانة" الذي شاركت فيه كممثل ومصمم إضاءة، حيث تدور أحداثه حول التأكيد على فكرة أن الإنسان لا يستطيع العيش منفرداً معزولاً عن الآخرين مهما بلغت أنانيته وفرديته، وفي العرض الكثير من الرموز، مثل: "حواء"، و"النافذة"، و"الضوء"، و"الظلام". كما أن الموقف داخل الزنزانة يعادل الوجود الإنساني كله».

الممثل المسرحي مجد مغامس

وفي لقاء مع الممثل المسرحي "مصطفى سليم"، قال: «المسرحي "مجد" شخص متميز بتعاملاته الإنسانية مع زملائه الممثلين، ومن جهة العمل المهني، هو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولدي تجارب عديدة معه، منها عمل "هستيريا الموت" من إخراجه، إضافة إلى بصمته المهنية الاحترافية التي تجلّت في أغلب أعماله كإخراج وتصميم إضاءة، فقد كوّنت معه ثنائياً رائعاً في عمل بعنوان: "الزنزانة"، إخراج المسرحي "نصر مغامس"».

أما مصمّمة الأزياء "ردينة الشاعر"، فترى أنه مسرحي مبدع لعشقه لهذا الفنّ، وتقول: «تميّز بسعيه الدؤوب لإنجاح العمل الذي يشرف عليه، وهذا تكامل مع بقية عناصر النجاح للعمل، التي حاول رسمها بحرفية عالية، ومنها: الديكور، والإضاءة، والأزياء».

يشار إلى أنّ المسرحي "مجد نصر مغامس" من مواليد "دمشق" عام 1989، مقيم في مدينة "طرطوس"، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وله العديد من الأعمال المسرحية إخراجاً، منها: "إنهم يقتلون الإنسان"، و"الجريمة والعقاب"، و"هستيريا الموت"، كما صمم إضاءة العديد من الأعمال كـ"الأيام السبعة"، و"شهيق وزفير"، و"الزنزانة".