عشقت الرسم قبل أن تعرف الكلام، ورسمت بالقلم قبل أن تخط يدها الحروف، لم تتصور يوماً أن تخوض الحياة بعيداً عن ريشتها ولوحتها، ولم تفكر بمجال سوى الرسم لتكمل به طريقها التعليمي، هكذا بدأت الفنانة التشكيلية "تمَام معين المقدّم" مشوارها مع الفن التشكيلي مؤكدة أن كل لوحة ترسمها حي روح مستقلة بحد ذاتها.

في لقاء لها مع "eSyria" بتاريخ 12/5/2011 تحدث الفنانة التشكيلية "تمَام المقدّم" عن بداية حياتها بالقول: «لم يرتبط حبي للرسم بعمر محدد أو موقف معين فأنا مذ كنت صغيرة أي من حين تعلمي للكلام عشقت الخربشة ورسم الدوائر، وتروي والدتي بأن دفتر الرسم كان يفرغ من الصفحات البيضاء في غضون ساعات أوجلسة واحدة بين يدي، ورغم ذلك كله لم أنتسب لأي جهة متخصصة في تعليم الرسم لغاية الخامسة عشر من عمري حيث انتسبت وقتها لمعهد حكومي اسمه "مجيب داوود".

أغلب لوحاتها تحمل سمة شخصيتها، حتى أن كل لوحة تعطي إحساس اللحظة التي تعيش فيها "تمام"، فاللوحة التي ترسمها الآن تعكس حالة نفسية إنسانية معينة، وغدا تحمل لوحتها الجديدة ملمح مختلف إحساس آخر وكيان وروح مستقلة

وقبل ذلك كنت أتدرب وأرسم بمفردي "ألاحظ.. أقلّد.. أبتكر.." حيث رسمت الكثير من اللوحات، وبعد انتسابي للمعهد تعلمت الكثير وصقلت موهبتي، وعدت بعد انتهائي من الدراسة لأدرس في معهد "مجيب داوود" لما تركه هذا المعهد من أثر في نفسي حين كنت طالبة فيه».

الفنانة التشكيلية تَمام معين المقدم"

وعن دراستها في كلية الفنون الجميلة تقول الفنانة التشكيلية "تمام": «تخرجت من كلية "الفنون الجميلة" في "دمشق" عام 1995، حيث اخترت دراستها دون التفكير بأي بديل علمي آخر، رغم أن عدد المتقدمين إلى الكلية كان بالألاف والمقبولين بالعشرات، فكانت الجامعة مجال لصقل موهبتي بالتعليم الأكاديمي، وإقامة معارض طلابية في "المدينة الجامعية".

ولازلت أذكر بكثير من التقدير الدكتور "أحمد معلا" الذي ترك بصمته في تعليمي للفن التشكيلي، وكذلك الدكتور "طالب عمران" الذي ساعدني وأسهم بإنجاح مشروع تخرجي وتبني "التلفزيون السوري" له كلقطات فيديو سريعة والمشروع كان بعنوان "سبعة أخطار تهدد الكوكب"».

الطفل مازن مصطفى

أما الأهل ودورهم في التحفيز، فتقول عنه الفنانة "تمام": «دور الأهل أساسي وحاسم فأهلي وقفوا إلى جانبي وجانب موهبتي منذ صغري وقدموا لي كل معونة وتشجيع، وأعطوني ثقتهم لأختار ما أريده سواء بالانتساب إلى المعاهد أو إلى "كلية الفنون الجميلة"، لذا فإن تفاعل الأهل والمحيط الاجتماعي القريب من الفنان يسهم في انطلاقه ونجاحه».

وبالاتجاه لأكثر جوانب حياتها أهمية وهو إنتاجها الفني من الأعمال التشكيلية، حيث تقول الفنانة "تمام المقدم: «رسمت الكثير من اللوحات قبل دخولي إلى الجامعة، وقبل دخولي لمعاهد التدريب وبعدها، أما بعد الخرج فقد رسمت "لوحة جدارية" تتصدر قاعة الدخول إلى "بلدية طرطوس" وهي ثلاثية للقائد الخالد "حافظ الأسد" والرئيس "بشار الأسد" والشهيد "باسل الأسد" وذلك في عام 1996.

"بورتريه" من أعمال الفنانة التشكيلية "تمام المقدم"

وشاركت بالعديد من المعارض الفردية والجماعية في "دمشق وطرطوس"، ومهرجانات "طرطوس" السياحية، وكانت لوحات متنوعة بين الوجوه والمناظر الطبيعية..، بحيث شملت أعمالي كل ألوان الفن التشكيلي،ولازلت مستمرة في التنويع والابتكار».

وعن تجربتها مع الأطفال تقول الفنانة "تمام": «في صغري كنت بحاجة لمن يأخذ بيدي ويساعدني ويشجعني، ونتيجة تقديري الكبير لهذه الحاجة اتجهت الآن للعمل مع الأطفال وتشكيل فريق كبير من الفنانين التشكيليين الأطفال يصل لحد المائة طفل، وتشجيعهم لإظهار موهبتهم والتعبير عما يجول في خاطرهم وتفريغ طاقاتهم، وحتى قليلي المعرفة منهم بالرسم، المهم أن يعبر الطفل ولو عن إحساس وحيد يجول في خاطره، وأقمت مع الأطفال ثلاثة معارض لحد الآن ضمت حوالي مائة طفل، وبنجاح وحضور جماهيري كبير، وهذه أجمل تجاربي في الفن التشكيلي، علما أن دور أهل الأطفال كان غاية في الأهمية لمساعدتي في هذا النجاح».

الطفل "مازن مصطفى" يتدرب عند الفنانة التشكيلية "تمام المقدم" فيقول في تجربته معها: «علمتنا الفنانة "تمام" حب الرسم والتعبير عن أفكارنا عبر رسومنا، كما علمتنا استخدام الألوان وكيف نختار منها مايناسب مواضيعنا، وأنا أتدرب عندها منذ ثلاث سنوات، ولم أكن لأبقى في هذا المجال لولا قدرتها كأفضل معلمة أطفال على تأمين جو من الحب والحنان الذي غمرتنا به عدى عن التشجيع المتواصل لأعمالنا، وقد اشتركت لحد الآن بثلاث معارض جماعية مع زملائي الأطفال وبإشراف المعلمة "تمام"».

في حين نجد عند أهلها رأي آخر تعدى الفن إلى الجوانب الإنسانية، فتقول الشابة "لمى الخطيب" بنت أخت الفنانة "تمام": «هي كإنسانة متفانية في حياتها اتجاه عملها واتجاه واتجاه الآخرين المحيطين بها، وتقدم للناس أكثر ماتستطيع، وتجربتها مع الأطفال دليل كبير على ذلك فالطفل يحتاج لكثير من الرعاية والمتابعة، بالتالي هي تخطت دور الفنان التشكيلي إلى دور المعلمة والمربية والأم التي استطاعت الإنتقال بالطفل إلى شخص يعبر عن إحساسه ورؤيته للمستقبل».

وتكمل الشابة "لما" بالقول: «أغلب لوحاتها تحمل سمة شخصيتها، حتى أن كل لوحة تعطي إحساس اللحظة التي تعيش فيها "تمام"، فاللوحة التي ترسمها الآن تعكس حالة نفسية إنسانية معينة، وغدا تحمل لوحتها الجديدة ملمح مختلف إحساس آخر وكيان وروح مستقلة».