الفن هو الإبداع الذي كان احتاجه الفنان "حسان عبد العظيم" بشكل مستمر ليتوج به خبراته ومخزونة الفكري والبصري ويقدمه على طبق من مساحة بيضاء وبصيغ ملونة وبأشكال وتكوينات بأبعاد تحمل طابع روحاني تبلوره الدهشة والمفاجأة والحاجة الدائمة.

موقع "eSyria" التقى الفنان "حسان عبد العظيم" على هامش مهرجان "أم الربيعين" في دورته العاشرة الذي أقيم بتاريخ "20/9/2010" في المركز الثقافي العربي "صافيتا"، ليحدثنا عن بعض النقاط في مسيرة حياته الفنية.

يتمتع الفنان "حسان" وكما رأينا من خلال لوحاته بتقنية عالية تعتمد على كيميائية اللون، حيث تتداخل الخيوط والخطوط اللونية فيما بينها بحرارة فائقة الإبداع تنم عن إحساس مرهف يمتلكه الفنان، وخيال خصب يعبر من خلاله عن نفسه والبيئة المحيطة به، فقراءة الخطوط اللونية هي قراءة للروح الداخلية

* ما الفن بالنسبة لك؟

** الفن هو الإبداع المتجدد الذي يطفي على الحياة طابع أخر متغير باستمرار يحمل بين طياته تكوينات روحانية تشعر متلقيها بالدهشة والمفاجأة التي تبعده عن الملل عند رؤيته في الصباح أو المساء أو بعد شهر أو سنة، وهو مساحة من الأمل ومساحة من الفرح ومساحة لقراءة ما في داخل صاحب العمل، فعندما يقرأ المتلقي العمل يستطيع قراءة ما في داخل الفنان، حيث يتمكن بعد فترة من الزمن من قراءة روحة الداخلية أيضاً.

البحر

  • ما الأعمال التي تجعلك تبتعد عن الفن؟
  • ** تصاغ اللوحة الفنية من خلال المخزون الفكري والبصري لدى الفنان، فحبذا لو يبتعد الفنان عن الأعمال التي توحي بالرعب لأنها لا تناسب منازلنا لوجود الأطفال فيها، وذلك لكي لا نكون سبب في إنشاء ذاكرة ثقافية خاطئ لديهم من خلال أعمال بالنسبة لهم مرعبة.

    غروب

  • يقال إن أعمالك تحمل الكثير من التكنولوجيا التي أظهرتها بهذا الشكل؟
  • ** أحب رسم الأعمال القريبة من الأطفال ومن مختلف المراحل العمرية أيضاً، فطريقتي هي طريقة روحانية صرفة، وأنا عاشق لكل ماءات الحياة، وأشعر بأن في كل صباح يوم جيد متجدد لا يشابه يوم مضى، لذلك أقول بأن اللعب بالألوان مهارة تمتعت بها من خلال أدوات وأساليب قد تكون تقليدية أو محدثة بسببي لتخدمني والفكرة التي أحب تكوينها، ولكن هذا لا يعني أني أستخدم التقنيات التكنولوجية لتكوين لوحتي لأن هذا بعيد جداً عن أفكاري ومبادئي والعمل على أرض الواقع هو الدليل.

    موني علي

  • ما مواضيع لوحاتك التي تحب رسمها؟
  • ** أقدم أعمالا لا تتجاوز في مساحتها نصف متر على سطح اللوحة ولكن في موضوعها تتجاوز آلاف الأمتار، وقراءتها تحتاج إلى ساعات وشهور وخيال نابض لإنسان يشعر بالآخرين ويستطيع تقييم الحياة بإنسانيته، فيتعامل مع غيره كما يتعامل مع نفسه، وهنا أقول إنني ضعيف بالتحدث عن أعمالي لأن أعمالي تتحدث عني.

  • بماذا تشعر عندما يوجه إليك نقد؟
  • ** منذ عشرة سنوات كتب الدكتور الجامعي "محمود شاهين" من كلية الفنون الجميلة والفنان العلمي "موريس حداد" نقدا جاءني كهرم كبير لم أتمكن من مصادقته على أعمالي فهو اكبر منها وأعمالي صغيرة تجاه هذا النقد، ولكن الآن وبعد هذه السنوات العشر أنا أقبل بهذا النقد وأرضى به، لأن أعمالي الآن تبلورت لتتناسب مع هذا النقد، فأنا معتدل في لغتي ورسمي وحياتي واتجاهاتي وأعمل وأشقى لأسعد نفسي.

  • من هم أخطر النقاد برأيك؟
  • ** الطفل اخطر ناقد في الفن التشكيلي فأي عمل لا يعجب طفلا أعتبره يحتوي خطأ ما، لأنه لا يوجد فن صائب وفن صحيح ولكن يوجد فن معتدل الصورة وفن عالي الصورة، وهذه الصورة هي التي تجذب الطفل أو تنفره.

  • كيف تجسد المرأة في حياتك الفنية؟
  • ** أنا أجسد خيال المرأة في لوحاتي وروحها وأنوثتها، وذلك من خلال زهرة أو طبيعة أو جماليات معينة فأعمالي تحمل طابع أنثوي، وإن كان من خلال الطبيعة والزهور والنباتات.

  • هل اللون والمساحة البيضاء الشرك الوحيد لديك؟
  • ** لا يوجد مسافات بيني وبين المتلقي فنحن على تواصل دائم مع بعض، لأني أحب أن يكون الناس شركاء في عملي، حيث أتقبل أي فكرة أو نقد وأعمل بعد سماعها على تطبيقها في لوحاتي.

  • ما رأيك بالانتماء للمدارس الفنية؟
  • ** من يعيش في "دمشق" أو "اللاذقية" أو "باريس" أو "طوكيو" يرى السماء بنفس اللون والأرض كذلك، وأنا بذرة من هذه الأرض والأرض تشبه جميع الأراضي.

    وفي لقاء مع الآنسة "موني علي" احد الحضور في المهرجان قالت: «يتمتع الفنان "حسان" وكما رأينا من خلال لوحاته بتقنية عالية تعتمد على كيميائية اللون، حيث تتداخل الخيوط والخطوط اللونية فيما بينها بحرارة فائقة الإبداع تنم عن إحساس مرهف يمتلكه الفنان، وخيال خصب يعبر من خلاله عن نفسه والبيئة المحيطة به، فقراءة الخطوط اللونية هي قراءة للروح الداخلية».

    يشار إلى أن الفنان "حسان عبد العظيم" من مواليد "دمشق" عام /1951/ عضو اتحاد الفنانين التشكيليين ومشارك في الكثير من المعارض الفردية والجماعية في "دمشق" و"بيروت".