بهدوء يقرأ دوره، يدوّر الأفكار في رأسه ويلبسها الشخصية المناسبة والنظرة المحتمة التي تجعل المشاهد يلتفت إليه وتحسبه في حقيقة الأمر يمت بالصلة للشخصية التي يؤديها، بدأ بالمصادفة في مسلسل "حنين" وبعدها انتقل إلى مسرحية "القرد كثيف الشعر" الناطقة باللغة الانكليزية، وهذا الانتقال السريع بين اللغة العربية واللغة الانكليزية أطلقته فناناً مثابراً، وقد التقاه موقع esyria ليتحدث عن بداياته والمغامرة الجريئة التي قادته من اللاذقية مكان إقامته إلى دمشق:

«كانت البداية من جامعة تشرين في عام2001 ولأن اللاذقية مدينة صغيرة مقارنة بدمشق قررت التوجه إلى الأخيرة، وهناك كان القدر يرسم لي الطريق فسكنت في منزل يعتبر أحد أهم منازل دمشق لتصوير المشاهد الخارجية، فبدأت بمسلسل "حنين" مع المخرج "باسل الخطيب"».

بشكل عام الموهبة هي الأساس ولا تحتاج إلى أكاديمية، والدليل على ذلك المخرجين الإيطاليين الكبار مثل "تارنتينو" وبعض النجوم الكبار في هوليوود وبعض الفنانين السوريين المهمين

ويستطرد قائلاً حول المقارنة بين موهبة الممثل وتقنياته التي يكتسبها بالدراسة: «بشكل عام الموهبة هي الأساس ولا تحتاج إلى أكاديمية، والدليل على ذلك المخرجين الإيطاليين الكبار مثل "تارنتينو" وبعض النجوم الكبار في هوليوود وبعض الفنانين السوريين المهمين».

من مسلسل الاجتياح

وعن علاقته بالأدوار الناطقة باللغة الانكليزية: «كان ذلك بالصدفة حيث تعرفت على الأستاذ "فيليب ميديلتون" الذي كان يدرس الأدب العالمي باللغة الإنكليزية في جامعة "دمشق" وهو أمريكي الجنسية، وطلب من طلاب السنة الثانية والسنة الرابعة أن يقوموا بعرض مسرحية "القرد كثيف الشعر" للكاتب "يوجين أونيل" من المدرسة الواقعية على المسرح كنوع من الاختبار على التكلم باللغة الانكليزية وتم التدريب لمدة شهر ونصف وكان العرض يومي (16و18/5/2004) وكانت المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً على المسرح باللغة الانكليزية ومن خلال هذا العمل تعرفت علي "جويل آدمز" وتبناني لأتعلم في دار اللغات الأميركي ومجاناً على مسؤوليته الشخصية حيث تعلمت تقنيات الصوت والتكنيك والارتجال وعملت عدة عروض باللغة الإنكليزية».

أما الأدوار التي شكلت الانطلاقة الأولى لمسيرته الفنية فيحدثنا عنها: «كان المخرج "نجدت أنزور" بحاجة لممثل يتكلم اللغة الانكليزية في مسلسل "المارقون"، وهنا تم ترشيحي من قبل أحد الأصدقاء وبعدها بدأت، عملت في ثلاثية "بين جبهتين"، ومن ثم "فسحة سماوية" و"مدينة البهجة"، ومن ثم "أهل الغرام" مع "الليث حجو"، وغيرها من المسلسلات مثل "الاجتياح" للمخرج "شوقي الماجري"، و"زمن الخوف" لـ "إيناس حقي" وبعدها بدأت بتنويع الشخصيات والتي لم تعد تعتمد على الشخص الانكليزي، ثم شاركت في "وجه العدالة" و"لورنس العرب"، ولكن للحقيقة حقق لي مسلسل "هدوء نسبي" الوقت الذي أنتظر من خلاله فرصة في سوق لا يرحم وأن أُري القليل من طاقاتي عبر الكاميرا السينمائية والتي تصور للتلفزيون، وأعتبر هذا المسلسل انطلاقة حقيقية لي، أطلقني باللغة العربية لغتي الأم وليس باللغة الانكليزية».

في احدى الادوار

وللإخراج رؤيته الخاصة عند الفنانين ويتحدث حول العروض التي أخرجها: «أخرجت عرض "كواليس" لاتحاد شبيبة الثورة مع "سعيد الحناوي"، وكان عرض "الأكاديمية الفاضلة" آخر عرض تم تنفيذه قبل انتقالي للعرض التلفزيوني ومن ثم عملت مع مسرح العمال عرضاً كان اسمه "نور العيون"».

وعن جديده في هذا العام يقول: «انتهيت من فيلم مع "سمير ذكرى" بعنوان "الرواية المستحيلة" وهو سيرة حياة الأديبة "غادة السمان" بطولة "نجلاء الخمري" حيث لعبت شخصية السباح الذي يدرس الأديبة السباحة وهي صغيرة، و"رايات الحق" مع الأردني "محمود الدواينة" وهو أول عمل إخراجي له، وكان دوري الشخصية الثالثة في الجيش الفرنجي وأدعى "غريكوري" والآن انتهيت من مسلسل "السيدة" وهو عمل عراقي للكاتب "حامد المالكي" وإخراج "غزوان بريجان" يتكلم عن 35 عاماً من عمر بغداد حتى سقوطها، ومسلسل "لعبة الطين" نص "سامر رضوان" وإخراج "أحمد إبراهيم أحمد" وهو عمل اجتماعي جريء حول مرحلة الثمانينيات في سورية».

في دور آخر

وقد تحدث "الياس الحاج"، المصور الضوئي عن موهبة النجم "أحمد الشيخ": «لأحمد خصوصية في أدائه الدور فهو يختار الرؤيا العامة ومن ثم يسقط ما في ذهنه على تعابير وجهه فتكون مختلفة ولها تساؤلات كثيرة وعميقة، فهو فنان يستحق أن يأخذ مكانه في عالم الدراما».

ويقول السيد "يزن كركوتي" مدير مكتب دمشق دار الخليج للصحافة: «إن التلقائية في أداء الدور يجعلك تعيش مع "أحمد الشيخ" قصة مختصرة للإبداع فهو يعلمك أن الفن لا يقف عن حدود، ويتجاوز التعقيدات التي تفرضها الظروف، فقد استطاع بنجاح أن يحقق المعادلة وأن يمسك بزمام الأمر ويربط المشاهد بمصير الشخصية التي يلعبها».

وتضيف "كاترين الصايغ" وهي طالبة في الولايات المتحدة الاميركية قسم التمثيل بجامعة جورج واشنطن: «هو ممثل يتقن أدواره بعفوية الكبار ولا يستطع الكثير من الفنانين أن يقنعوك بأنهم ممثلين أجانب بقدر ما يستطيع أن يقنعك "أحمد الشيخ" فتتساءل في كثير من الأوقات إلى أي بلد ينتمي».

الجدير بالذكر أن الفنان "أحمد الشيخ" من محافظة "طرطوس" أقام في مدينة "اللاذقية" ومنها انتقل إلى مدينة دمشق ليبدأ مشواره الفني.