الموهبة لابد أن تبدع في أي مجال كان وفي الفن التشكيلي بشكل خاص لابد لها من إنجاز يثبت وجودها ومدى حرفيتها، والموهبة التي يتمتع بها الفنان التشكيلي "علاء محمد" أثبتت وجودها من خلال أعمال كثيرة وأهمها العمل الذي قام بتصميمه لإنجاز بانوراما المجاهد الشيخ "خليل الخطيب" في قرية "برمانة المشايخ" في مدينة "الشيخ بدر" بمحافظة "طرطوس".

وخلال اللقاء الذي أجراه eTartus بتاريخ "15/5/2009" مع الفنان في مركزه الخاص الذي أسسه بنفسه مركز "انانا" للفنون الجميلة في مدينة "طرطوس" حدثنا عن فكرة العمل الذي اختار بنفسه الصخرة التي تم نحته عليها إضافة إلى قيامه بتصميم أجزاء اللوحة التشكيلية حيث شملت مفردات تنتمي إلى الفترة الزمنية التي عاش فيها المجاهد الشيخ ولأجل الصدفة فقد كانت الصخرة التي وقع الاختيار عليها واقعة في أرض المجاهد حيث كانت مربى لمناحله في زمن ثورة المجاهد الشيخ "صالح العلي".

كل لوحة ومنحوتة عرضة للبيع "هي لم ترسم لأجل ذلك" ولكنها ليست حكراً للفنان أن لصاحبها إلا من ارتأى ذلك واكتفى مادياً بما يملك

وعن بداياته مع النحت يقول: «أحببت النحت منذ الصغر حيث قمت وأنا في الصف الأول الابتدائي بنحت خواتم وأساور من مادة الحجر الكلسي الخفيف "الحوارة" المتواجد بكثرة في منطقة "الشيخ بدر" ومن أغصان الأشجار وبالتفات الأهل لما أملك من موهبة تم توفير بعض الأدوات البسيطة التي تساعد على ديمومة العطاء في هذا الاتجاه وبعد انتهاء دراستي الثانوية دخلت كلية الفنون الجميلة قسم النحت متأثراً بالطبيعة الغنية بالكتل من صخور وجبال ووديان وأشجار حيث تخرجت في العام "1997" وتابعت حتى حصلت على دبلوم دراسات عليا وبعدها اتجهت نحو العمل الحر في مجال الفن التشكيلي "النحت"».

من معرض الفنان علاء محمد

وعن الفرق بين الرسم والنحت يقول الفنان: «كل موهوب في الفن التشكيلي يبدأ عادة بالرسم كون أدواته بسيطة ومتوفرة من قلم رصاص وورقة بيضاء وبعض الألوان المتوفرة لدى الأطفال الموهوبين أما أدوات النحت مختلفة فهي أدوات صلبة قاسية ولا يستطيع أياً كان استخدامها فالرسام ليس بالضرورة أن يكون نحاتاً ولكن لابد للنحات من أن يرسم ليصل إلى النحت».

وعن الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة يقول السيد "علاء": «بصرف النظر عن الفنانين المتمرسين والمحافظين على هوية التواصل مع الفن التشكيلي الحقيقي أمثال المرحوم "مجيب داؤود" و"غسان جديد" و"محمد هدلا" و"سليم شاهين" و"محمد خليل" هناك محاولات شابة وليس المقصود العمر بل مواهب في طور التأسيس والعائد في ذلك للتربية بالاتجاهات العلمية الأخرى والبعد عن الميول والمواهب فلا وجود إلا حديثاً لمواد الرسم والنحت والموسيقا والباليه وحتى الشعر والمسرح وغيرها فكثرت المراكز الخاصة لاستقبال هذا العالم الجديد في المحافظة وهنا أشير إلى أنني أسست مركز "انانا" للفنون الجميلة لتعليم مادتي الرسم والنحت للأطفال والموهوبين بكافة الأعمار في العام "2003" وذلك بعد تخرجي وعودتي إلى مدينتي الأم "طرطوس"».

وعن تعليقه لمن يتحدثون عن فن تجاري يقول: «كل لوحة ومنحوتة عرضة للبيع "هي لم ترسم لأجل ذلك" ولكنها ليست حكراً للفنان أن لصاحبها إلا من ارتأى ذلك واكتفى مادياً بما يملك».

ويضيف الفنان: «هناك معنى تجاري للتسويق الفني فهناك أعمال مقلدة لفنانين تباع في السوق وتنسخ آلاف النسخ رسم كانت أم نحت كسلعة تجارية تزيينية وكل فنان تعرض لهذه المواقف من أجل المادة لصيرورته كفنان».

وعن سبب شكوى البعض من عدم تمكنهم من الاعتماد على الفن كمصدر رزق لهم مثلما فعل "علاء محمد" يقول: «يقولون إذا عملت عملاً فلتتقنه ومن لم يكن فناناً بعمله لن يتقنه فالقطعة النظيفة تنتجها أيدٍ سليمة تفهم لغة الفن وكل من يبحث ويسعى يجد فرصته ومبتغاه وأعتبر نفسي حتى اليوم في مرحلة تجريبية بمدارس الفن لأن الفنان من يبدع شيئاً جديداً وأنا مازلت حتى اليوم أنحت بعض المنحوتات التي تنتمي للمدرسة الواقعية التعبيرية لإقامة معرض فردي».

يشار إلى أن الفنان هو عضو في اتحاد الفنّانين التشكيليين ومشارك دائم في معارض نقابة الفنون الجميلة ووزارة الثقافة كما شارك في نُصُب الشهيد "باسل الأسد" في "القرداحة" في سنة "1995" وفي معرض الشباب الأوّل في صالة الشعب وفي عمل المجاهد "أحمد مريود" في "القنيطرة" وقد أقام أول معرض شخصي في صالة "طرطوس" القديمة في سنة "2002"، شارك في العديد من الملتقيات النحتية وهي ملتقى النحت الأوّل في "الديماس" وفي "حلب" في عام "1998" وملتقى النحت الأوّل في "الملاّجة" العام "2003" وملتقى النحت الأوّل في "حمص" و"مشتى الحلو" العام "2006" اضافة إلى ذلك فهو مصمّم ومنفّذ أضخم عمل في الوطن العربي على جرف صخري في بلدة "برمّانة المشايخ" في عام "2008" ومصمّم ومنفّذ عمل بانورامي على مدخل قيادة الشرطة محافظة "طرطوس" في العام "2008".