يمتلك "مصطفى الأخرس" خامة صوت مميزة مكنته من الغناء لكبار نجوم الغناء العربي كالسيدة "أم كلثوم" و"عبد الحليم حافظ" وغيرهما، وأداء العديد من الموشحات بطريقة خاصة.

يروي الشاب "مصطفى الأخرس" بداية تعلقه بالغناء فيقول في حديثه لمدوّنة وطن: "كان ذلك في مرحلة الطفولة، حيث كنت استمتع وبتأثر شديد بأغاني برامج الأطفال وأدندنها بشكل مستمر، لكن التحول الأساسي حدث في مرحلة الدراسة الإعدادية مع استماعي لأغاني السيدة "أم كلثوم" والتي بدأ مشواري الغنائي مع أغنيتها الرائعة "يعشق كل جميل"، وهي الأغنية التي أبهرتني وحفظتها عن ظهر قلب، وأديتها لأول مرة بحضور عائلتي فقط، وبعدها بدأت الغناء في اجتماعات العائلة، ومن ثم زاد فضولي لمعرفة كل ما يخص الطرب القديم وغنائه، فتوسعت إذني الموسيقية».

بأنه مطرب يمتلك خامة صوت مميزة جداً ورخيمة، طبقات صوته عالية وبالوقت نفسه يستطيع جلب طبقات قرار بدقة، متمكن بدرجة عالية، ونستطيع سماع "أم كلثوم" والموشحات منه بطريقة خاصة فيه، إضافة لكونه فنان بالتفريدات وبالتنقل بين المقامات

بعد مرحلة الاستماع جاءت مرحلة تعلم المقامات الموسيقية، وهنا يضيف "الأخرس" حديثه : «بعد مرور الوقت تعلمت من الأستاذ "خالد البيطار" أسس المقامات الشرقية سماعياً فقط، وكان صاحب فضل بتشجيعي على الاستمرارية بالمدرسة الكلثومية، إضافة للمدرسة الثانية التي أعدّها الأهم كونها شكلت مرحلة جوهرية بتطور الحسّ الموسيقي لدي، وهي المدرسة" الإنشادية الحلبية" حيث تعلمت منها كيفية الأداء والارتجال، أو ما يسمى بعلم التفاريد أو المواويل مجازاً، وهذا ما أصبح الناس يسمعونه مني فالمقامات والتنويع بها والركوزات والعُرب والأفلات هي نتاج ما تعلمته من "المدرسة الحلبية"، وبالتحديد من عمالقة الإنشاد رحمهم الله الأساتذة "صبري مدلل" و"بكري الكردي" و"حسن الحفار"، وكثيراً من الناس ينوهون بأنّ الطابع العام الغالب على صوتي إلى اليوم هو الطابع الإنشادي، بالنظر إلى أنّ المنشد يتميز دائماً بمخارج حروف قوية وواضحة ومميزة، أما مدرستي الثالثة والتي أعدّها تتمة للمرحلتين السابقتين هي مدرسة" قراء مصر" ومنها الشيخ "مصطفى إسماعيل" ومن المعاصرين الشيخ "محمود الشحات"، فأصبح لدي إدمان سماع التلاوات النادرة بسبب ما تحويه من إبداع وعبقرية موسيقية إن صح التعبير».

مصطفى الأخرس

واختتم "الأخرس" حديثه: « لا أفكر بأن يكون الغناء مهنتي الأساسية، إنما أدائي مقتصر على شبكات التواصل الاجتماعي والإذاعات، لكني اشتركت سابقاً في أحد برامج المواهب وتم قبولي به، لكن الظروف لم تسمح لي بالسفر خارجاً، فأصبحت أنشر كل مدة زمنية أغنية معروفة بصوتي، وبشكل فردي من دون استديو مكتفياً ببرامج صوتية احترافية على الكومبيوتر والموبايل، وغالباً ما تكون النتيجة موفقة ومستحسنة من المستمعين».

عازف العود "أحمد جمال" قال عن "مصطفى" «بأنه مطرب يمتلك خامة صوت مميزة جداً ورخيمة، طبقات صوته عالية وبالوقت نفسه يستطيع جلب طبقات قرار بدقة، متمكن بدرجة عالية، ونستطيع سماع "أم كلثوم" والموشحات منه بطريقة خاصة فيه، إضافة لكونه فنان بالتفريدات وبالتنقل بين المقامات».

" خالد بيطار" وهو موسيقي قال عن "مصطفى": « يمتلك صوتاً من الأصوات النادرة هذه الأيام، فخم ورخيم ويمتاز ببحّةٍ جميلة مع مخارج حروف تجويديّة عالية المستوى، تُعطي لِغنائه طابعاً راقياً في الغناء، لو أُتيح لمصطفى أن يتفرّغ لهذا المجال لأبدعَ وتصدّر في مجاله أكثر مما هو عليه الآن، لأنه لا يُقلِّد بل يرتجل ارتجالات جميله جداً تعطيه طابعا خاصّاً به».

يذكر أنّ "مصطفى الأخرس" من مواليد 1984، خريج كلية الآداب - قسم اللغة الإنجليزية، يعمل في مجال الطيران الخاص.