أعمارهم الصغيرة لم تمنعهم من البحث عن خفايا وقوانين لعبة الشطرنج وإقامة دوري خاص بهم، موجهين الدعوة إلى أقرانهم ليكونوا شركاءهم على طريق الإبداع والبطولات.

ولدت هذه المبادرة الطفولية منذ الصيف الماضي على يد مجموعة من أطفال حيّ "القصور" في مدينة "بانياس"، وما زالت محافظة على استمراريتها برعاية وإشراف الدكتور "ثائر إبراهيم عبد الله"، الذي أوضح لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 كانون الأول 2016: «يبرز الدور الأكبر لمحيط الطفل، وأقصد هنا أسرته على وجه التحديد؛ وذلك في توجيهه إلى ما يعود عليه بالفائدة، وتعليمه تقدير قيمة الوقت وكيفية استثماره بما يبعده عن هدر وتبديد الطاقات، وهنا يبدأ دور الأهل في البحث عن مواهب الأبناء والسعي إلى تنميتها، وتعليمهم كيفية استثمارها؛ فأنا مؤمن بفكرة أن النجاح في أحد المجالات يولّد نجاحات متعددة وبمجالات مختلفة في الحياة».

من خلال تواصلي الدائم مع الأطفال لمست لديهم قدرات هائلة، ولا أتردد حين أقول: "أعطني هكذا خامات لأصنع منها أبطالاً"، ومبادرة الأطفال هذه شجعتنا على البحث عن مواهب وخامات جديدة

وفيما يخص مبادرة الأطفال، يضيف: «طالما أن الأطفال نجحوا في تثبيت خطواتهم الأولى على طريق تحقيق الهدف من خلال هذه المبادرة، فلا بد من السعي إلى مساندتهم على الاستمرارية حتى بعد افتتاح المدارس، إنما هنا يكون بأسلوب منظم ومدروس أكثر من خلال إيجاد الوقت المناسب، وتأمين ما يلزم من مكان وأدوات».

إبراهيم عبد الله

الطفل "إبراهيم ثائر عبد الله" صاحب فكرة المبادرة، والبالغ من العمر 13 عاماً، تحدث عن رغبته في إقامة المبادرة، وقال: «تعلمت وأخي الصغير لعبة "الشطرنج" بتشجيع كبير من الأسرة، وبدأنا التدريب اليومي حتى أتقنا أصول اللعبة جيداً، وقد خطرت في بالي فكرة تنظيم مباريات وتحديات تجمعنا كأبناء حيّ واحد؛ ولقيت الفكرة تأييداً من رفاقنا، وبدأنا المنافسات فيما بيننا بإشراف ورعاية والدي».

وللطفل "كريم وليد الزنك" رأيه كعضو في المبادرة، وأول المنضمين والمشجعين لها، حيث قال: «لم يكن اختيارنا للعبة "الشطرنج" آتياً من فراغ، إنما من قناعتنا بها وحبنا لها؛ لأنها لعبة الأذكياء، ولها شروطها وقوانينها، وتحتاج إلى الكثير من التنظيم والجهد، والصبر والتحمل، والاحترام المتبادل بين المتنافسين».

كريم الزنك

مدرّب لعبة الشطرنج "غسان زيدان"، وهو عضو في نادي "مصفاة بانياس"، قال: «ليس بإمكان أحد إنكار أهمية مبادرات كهذه؛ فمن خلالها ينقل كل طفل خبرته إلى زميله، ومنها يتعلمون التزام القواعد واختبار القدرات، وتنمية مهارات التفكير والتخطيط، وهم الآن يتعاملون مع اللعبة كالمحترفين تماماً».

ويتابع: «من خلال تواصلي الدائم مع الأطفال لمست لديهم قدرات هائلة، ولا أتردد حين أقول: "أعطني هكذا خامات لأصنع منها أبطالاً"، ومبادرة الأطفال هذه شجعتنا على البحث عن مواهب وخامات جديدة».

يذكر أن المبادرة بدأت منذ الصيف الماضي، وما زالت مستمرة، تأخذ الطابع الودّي، وحسب أوقات الفراغ والعطل.