يطمح "ماهر زغيبي" من خلال مشروعه "JCI Junior" إلى أن يرسم أملاً لمستقبل أجمل؛ عبر خلق بيئة مناسبة للأطفال، وتوفير فرص إبداعية لهم على أرض الواقع.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "ماهر زغيبي" صاحب فكرة مشروع "JCI Junior"، والرئيس المحلي للغرفة الفتية الدولية في "طرطوس"، بتاريخ 12 آب 2016، فتحدث عن دوافعه واختياره للأطفال المشاركين، قائلاً: «"JCI Junior" هو مشروع اجتماعي يستهدف الأطفال من عمر 6 إلى 18 سنة، الذين لا تتوفر لديهم الفرصة للقيام بالنشاطات الرياضية والاجتماعية والفنية لأسباب مادية أو اجتماعية، نسعى بالدرجة الأولى إلى حماية الطفل، من خلال أنشطة ترفيهية، ودعم نفسي، وتنمية مواهب، ورعاية قدرات، لتهيئة الطفل نحو مستقبل صحي وناجح.

شعارنا للأيام القادمة هو: (المستقبل كما نريده نحن)، ويتم التنسيق والتواصل حالياً مع "فروع الغرفة الفتية الدولية" بتونس "سيدي منصور" ودول أخرى لتنفيذ الأنشطة، حيث يتم وضع الأسس والأهداف الأساسية الخاصة بمشاريع الأطفال لنتطور على مستوى أكبر

واخترت عبر مشروعي التوجه إلى الأطفال؛ لإيماني بأنهم الأمل وشباب المستقبل، وساعدني فريق العمل المكوّن من 26 متطوعاً لديهم خبرة في التعامل مع الأطفال، إضافة إلى استشاريين تربويين وخبراء نفسيين.

ماهر الزغيبي

وتقام الأنشطة في أماكن مختلفة تتناسب والنشاط المطروح؛ ففي أول فعالية بعنوان: "كرنفال الرمل"، اخترنا شاطىء الأحلام، وبالنسبة لنشاط اكتشاف مواهب الغناء والعزف الموسيقي، فسيكون في صالة المركز الثقافي، أو على مدرج مسرح حديقة الباسل، ويمكن للأهالي الراغبين بتسجيل أبنائهم التسجيل مباشرة مجاناً عبر التواصل مع أحد أعضاء مجلس الإدارة، أو بالتواصل مع مدير المشروع. ولا يقتصر عملنا على أبناء المجتمع المحلي، بل يتوجه إلى أبناء الشهداء أيضاً، لكننا نحتاج إلى تعاون الجهات المعنية لنستطيع تغطية هذه الفئة».

وعن طبيعة المشروع، يضيف: «انطلق المشروع في آب 2016، وهو مستدام، ويتألف من أربعة محاور رئيسة؛ تبدأ مع محور (سلامتي)؛ ونعمل من خلاله على تأمين الدعم النفسي للطفل، وحماية حدود الجسد، يليه محور(موهبتي)؛ الذي يشجع الأطفال على ممارسة بعض الهوايات العملية بعيداً عن عالم الألعاب التكنولوجية، ومحور (طموحي)؛ وفيه يتم التواصل مع أصحاب المهن والفعاليات، حيث يقوم الأطفال بزيارة ميدانية يتواصلون من خلالها مباشرة مع المهن، ويتعرفون إلى تفاصيلها بطريقة عملية، وأخيراً محور (نجاحي)؛ الذي يسمح للأهالي بتبادل خبراتهم التربوية في التعامل مع الأطفال وأساليب نجاحهم في حلّ المشكلات معهم».

أثناء نشاط كرنفال الرمل

وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية لتوسيع المشروع، يقول"الزغيبي": «شعارنا للأيام القادمة هو: (المستقبل كما نريده نحن)، ويتم التنسيق والتواصل حالياً مع "فروع الغرفة الفتية الدولية" بتونس "سيدي منصور" ودول أخرى لتنفيذ الأنشطة، حيث يتم وضع الأسس والأهداف الأساسية الخاصة بمشاريع الأطفال لنتطور على مستوى أكبر».

"وليد دمشقي" أحد أهالي الأطفال المشاركين، يقول: «"JCI Junior" مشروع جميل ساعد على نشر الوعي بين الأهالي تجاه أبنائهم، حرصاً على تنشئتهم تنشأة واعية، والاهتمام بمهاراتهم وصقلها، عوضاً عن توجه معظم الأطفال إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية التي لا تحقق الفائدة على الصعيدين الفكري والجسدي، وأشجع ابنتي "ناي" البالغة من العمر 4 سنوات على المشاركة في هذه النشاطات حتى تتوسع مداركها وتخيلاتها، كما أنها استفادت اجتماعياً ونفسياً، من خلال تكوين صداقات جديدة، فارتسمت البسمة والفرح في عينيها بعد أن غيبتها سنوات الحرب».

وليد دمشقي وابنته ناي

الطفلة "نغم حسن" من المشاركات في النشاطات، تقول: «أحب الفنون وخاصة الرسم، واستمتعت كثيراً باللعب في كرنفال الرمل؛ لأنّني استطعت أن أصنع أشكالاً متنوعة من مخيلتي، وأمضيت وقتاً ممتعاً على الشاطىء، وانضممت إلى المشروع لأتعلم المزيد من المعلومات وأكوّن صداقات جديدة، وأشارك في النشاطات المتنوعة التي يقدمها، خاصة معرض المهن المبسط؛ لأنّني أحلم بأن أصبح صيدلانية، وسأتعرف إلى هذه المهنة عن قرب من خلاله».

"لوريس قنيزح" من فريق الدعم النفسي، تقول: «نركّز من خلال أنشطتنا على تقديم شيء جديد يبعد الطفل عن الإحساس بالملل، لذلك اخترنا في نشاط كرنفال الرمل مثلاً اللعب بالصلصال والرمل، ليساعد الطفل على استكشاف مواهبه، وخلال النشاط تركنا للطفل حرية استخدام خياله والابتكار من دون أي مساعدة إلا من قبل الفنانين المشاركين، توزع الأطفال ضمن مجموعات صغيرة ليتمكنوا من تنمية مهاراتهم الاجتماعية، وتكريس قيمة العمل الجماعي والتعاون، واهتمامنا تركز على مراقبة سلوكيات الأطفال، من حيث: (الانعزال، والعدوانية، والصراخ، والأنانية)، وقمنا بتسجيل الملاحظات لمناقشتها مع الأهل ومعالجتها إن وجدت».

الجدير بالذكر، أن "ماهر اسماعيل زغيبي" من مواليد "طرطوس"، عام 1991، يعمل في مجال التجارة والأعمال الحرة، وهو الرئيس المحلي للغرفة الفتية الدولية في "طرطوس".

كما يذكر أن المشروع انطلق في الخامس من شهر آب من خلال اطلاق فعالية كرنفال الرمال لاستكشاف مواهب الرسم بالومل والنحت على الصلصال.