لم تغبْ تلك اللحظة يوماً عن بال الشاب الطموح "حازم حسن"؛ التي يتجول فيها بين زوار معرضه، يتخيل كيف سيحادثهم بشغف الفنان المبدع، ويشرح لهم حول لوحاته المعروضة، إلى أن أصبح الحلم حقيقة بافتتاح معرضه الفردي الأول.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان الشاب "حازم حسن" بتاريخ 1 كانون الثاني 2016، وعن معرضه الفردي الأول الذي أقيم نهاية عام 2015 في "صالة بعل" في مدينة "طرطوس" حدثنا بالقول: «حاولت منذ تخرجي عام 2009 أن أقيم معرضاً فردياً، إلا أن تلك المحاولات لم تلقَ نجاحاً في البداية، إلى أن جاءت فكرة المعرض في هذه الفترة من دون أي تخطيط مسبق، توجهت إلى صالة العرض وحددت يوم الافتتاح قبل أن تكتمل معظم الأعمال، وهنا بدأت العمل بجدّ وتكثيف متحدياً الوقت، وتلقيت تشجيعاً كبيراً من المحيط لكونه معرضي الفردي الأول».

حاولت منذ تخرجي عام 2009 أن أقيم معرضاً فردياً، إلا أن تلك المحاولات لم تلقَ نجاحاً في البداية، إلى أن جاءت فكرة المعرض في هذه الفترة من دون أي تخطيط مسبق، توجهت إلى صالة العرض وحددت يوم الافتتاح قبل أن تكتمل معظم الأعمال، وهنا بدأت العمل بجدّ وتكثيف متحدياً الوقت، وتلقيت تشجيعاً كبيراً من المحيط لكونه معرضي الفردي الأول

ويكمل: «استمر المعرض ثلاثة أيام، اعتمدت في لوحاتي أسلوب صياغة الحروف والكلمات مع الرسم (صورة وجه مع جملة) مترافقين ضمن تشكيل موحد خارج عن إطار الكتابة التقليدية للجمل وبعيداً عن التشكيل الحروفي، وبعد إنجاز عدة لوحات كانت النتيجة إيجابية، فقمت بالتركيز على هذا النمط مستخدماً صوراً لوجوه ذات تعبير معين، أضيف إليها جملة تخدم المعنى المقصود؛ وهو ما يعطي اللوحة تكاملاً تشكيلياً؛ معتمداً الخط الديواني كأساس لأعمالي، لأنني أحبه وأفضله على باقي الخطوط، كما قمت بإعادة صياغة لبعض الأعمال المنجزة سابقاً من قبل بعض الخطاطين، لكن على نحو مختلف متقارب نوعاً ما من أعمال الفنان "منير الشعراني".

جانب من الحضور

كانت هذه الخطوة محاولةً مني للتعرف إلى ردود أفعال الجمهور، وكانت المفاجأة كبيرة بحضور أشخاص لا تربطني بهم معرفة مسبقة؛ تلك الفكرة وضحت لي الاهتمام الكبير بالفن الذي يبديه جمهور مدينة "طرطوس" المتعطش دوماً لكل جديد في هذا المجال. وبالعموم، مثّل المعرض حالةً إيجابيةً كبيرة، وأكد معظم الحضور حداثة الفكرة المشغولة في الأعمال وأبدوا إعجاباً شديداً بذلك، وأنا فخور جداً بالنجاح الذي لمسته في أعين الجمهور المتربصة بكل تفصيل تركته في اللوحات، فدار بيننا كثير من الحوارات الهادفة حول اللوحات وماهيتها وفكرتها؛ الأمر الذي كان في غاية المتعة».

يشرح لنا "حازم" علاقته بالخط العربي التي بدأ معه منذ زمن إلى جانب حبه للنحت: «مع محبتي الشديدة للنحت، لكنني أبديت بالوقت نفسه اهتماماً كبيراً بالخط العربي الذي لم يدرّس في الكلية كاختصاص منفرد بين باقي الاختصاصات، واقتصر حضوره المتواضع في الجامعة على "مادة الخط العربي" كمادة شبه ثانوية، وللأسف لم يعتنَ بها جيداً كباقي المواد على الرغم من تواجد أساتذة ذوي شأن كبير في هذا المجال، فبدأت بجهد شخصي أتابع عن كثب معظم الخطاطين من الهواة إلى الأساتذة العمالقة في الخط العربي، إلى أصحاب المراكز الإعلانية؛ مطلعاً على كيفية استخدام الخط في الإعلانات، وفي عناوين الصحف وأسماء المحال، وبحثت في أشهر اللوحات المشغولة بالخط العربي، كما تعرفت إلى الأستاذ "منير الشعراني" واطلعت على فنه وكيفيه تطويره لبعض الخطوط؛ الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في اندفاعي للتركيز والمثابرة على ممارسة الخط العربي، وكنت دائم التساؤل خلال مشاركاتي في المعارض عن إمكانية دمج فن النحت مع فن التخطيط، ومحاولة رسم الخطوط كنقش زخرفي على الكتلة النحتية، وكشكل مجرد لحروف تختار من قبل النحات وتدرس بعناية لتصاغ مع تلك الكتلة؛ لذا تعلمت الحروفية والحروفية التجريدية، أحياناً كنت أتدرب بالتقليد، وأحياناً أبتكر في تشكيل الكلمات والجمل، وكانت لوحات المعرض خير شاهد على نتائج تلك الجهود في دمج هذين الفنين».

من لوحات المعرض

ومن الحضور قال الفنان "جورج شمعون" حول الأعمال: «الأسلوبية التي اعتمدها "حازم حسن" في منجزه الإبداعي نجدها من خلال البساطة وعدم التكلف؛ فخطوطه منسابة تأخذ حركة منحنية للتأكيد على القوة والإكثار من الإيقاع، فاستطاع بذلك أن يوازن من حدتها بالألوان الهادئة التي فرشها في خلفية العمل، ونلاحظ أن الحرف في أعماله يأخذ بعدين من دون أي وجود للبعد الثالث (البعد الوهمي)، فأكد حقيقة الكلمة من خلال حقيقة الخط، وفعلاً أثبت "حازم" أنه صاحب مشروع جدي، وأتمنى له النجاح والتألق».

يذكر أن "حازم حسن" من مواليد 1986، حاصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة - قسم النحت.

في حوار حول إحدى اللوحات