علاقة خاصة مع الكتاب بناها "حسان يونس" منذ الصغر، نشأ في بيئة مثقفة وبيت لا يخلو من المطالعة؛ فكانت القراءة هواية ممتعة قبل أن تتحول إلى مهنة يعمل بها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 30 تشرين الأول 2015، التقت صاحب المبادرة السنوية المتمثلة في معرض كتب يزور "طرطوس" بوجه دوري قادماً من "اللاذقية"، وكان اللقاء في المركز الثقافي بمدينة "طرطوس" حيث يقام المعرض، وحول عشقه للكتب يقول: «علاقتي بالكتاب نشأت معي في المنزل ورافقتني حتى اليوم، أهتم بالمطالعة منذ الطفولة، وحالما سنحت لي الفرصة لإنشاء مكتبة خاصة لبيع الكتب؛ لم أتوانَ في بذل أي جهد ممكن للانطلاق بهذا المشروع، وذلك منذ 24 سنة في مدينة "اللاذقية"، وهذه المهنة على الرغم من قيمتها المعنوية الكبيرة، إلا أنها كعمل تجاري مردودها أقل من الجهد الذي يبذل فيها، مع التوضيح أنها ليست مهنة خاسرة كذلك».

الأمة التي لا تقرأ ستخرج من التاريخ حتماً، وأعتقد أن القراءة هي عملية تربية قبل كل شيء

ويضيف: «وجدت في "طرطوس" قرباً جغرافياً يساعد في عرض كتبنا لجمهور القراء هناك، وفعلاً ومنذ 16 سنة ونحن نزور "طرطوس" مرة أو مرتين سنوياً؛ في معرض للكتاب يقام في المركز الثقافي للمدينة؛ نعرض الكتب مع حسم يتراوح ما بين 15 إلى 20 بالمئة وأحياناً أكثر بقليل، ووجدت في الجمهور هنا حباً كبيراً للمعرفة، وتميزاً في انتقاء الكتب الجيدة، وولدت علاقة ودية طيبة بيننا؛ يسألون باستمرار عن موعد المعرض، ونرسل إليهم الرسائل لإعلامهم بذلك».

ويتابع: «مهن كثيرة يعمل بها الإنسان مع أنه لا يحبها، لكن أعتقد أن مهنة بيع الكتب يصعب أن يعمل بها شخص لا يحب القراءة؛ فالقراءة عادة في غاية المتعة ولها طقوسها الخاصة، العلاقة مع الكتاب جميلة، والأجمل العلاقة مع جمهور الكتاب، وأحاول دوماً مواكبة أحدث الكتب ومتابعة دور النشر المختلفة في "سورية" والبلدان المجاورة، والحصول على كافة الإصدارات الجديدة وتزويد المكتبة بها.

ولا شك أن الأزمة أثرت كثيراً في أسعار الكتب، وللمحافظة على العلاقة الطيبة مع الكتاب نحاول قدر الإمكان التعاون مع القراء لتزويدهم بالكتب التي يرجونها وبأسعار مناسبة؛ عبر العديد من المعارض التي تقيمها المكتبة في مناطق مختلفة من "اللاذقية"».

"أسامة ميهوب" أستاذ في جامعة "دمشق" كلية الآداب - قسم اللغة العربية، يزور المعرض منذ عدة سنوات، ويجد في الكتب المعروضة مستوى عالياً من الثقافة والتنوع، ويقول: «القارئ عموماً لا يفوّت فرصة زيارة أي معرض، ويبدو أن المعرض الذي تقيمه مكتبة المجد قد خلق ألفة خاصة معنا كجمهور قراء؛ ننتظره ونستمتع بالكتب المتنوعة المضامين التي تعرض».

ويضيف: «الأمة التي لا تقرأ ستخرج من التاريخ حتماً، وأعتقد أن القراءة هي عملية تربية قبل كل شيء».

مصطفى مويشة

وللأطفال أيضاً نصيب في زيارة المعرض، ويقول "مصطفى مويشة" 11 سنة: «أزور المعرض دائماً مع أمي وأصدقائي، أحب الألغاز والكتب العلمية، أقرؤها مع أصدقائي ونحاول معاً تطبيق التجارب البسيطة، ونستمتع بقراءة الاختراعات العلمية، وهذا الأمر بغاية المتعة والفائدة لنا».