قدم الفنان "فواز سويدان" ثلاثين عملاً تشكيلياً حاكى بها مسيرته الفنية لمدة خمسة وأربعين عاماً، قضاها بين "دمشق" و"اللاذقية" و"بانياس"، بمواضيع بيئية خاصة لكل منها، وتروي قدرة الإنسان السوري على العطاء.

بمضامين متعددة ومتنوعة ابتعدت عن التكرار الفني؛ عرض الفنان "فواز سويدان" ثلاثين عملاً تشكيلياً، وفي لقاء لمدونة وطن "eSyria" معه بتاريخ 23 تشرين الثاني 2015، قال: «العنوان العريض للمعرض هو: "مسيرة عمر فني"، أردت بهذا العنوان محاكاة المتلقي لحياتي الفنية التي تمتد لما يزيد على أربعين عاماً من الإنتاج الفني المتواصل، قدمت فيه نحو ثلاثين لوحة منتقاة من مجمل لوحاتي الفنية التي أرخت لتاريخي الفني الطويل.

على الرغم من تعدد المراحل التي عرضها الفنان، كنت أتمنى المزيد لأدرك التبدل والتجدد في تجربته الطويلة

وبالنسبة للمواضيع كانت أيضاً مختارة بدقة وعناية لتحاكي ذائقة المتلقي الذي بدا لي في هذه المرحلة أكثر جذباً للفن من المراحل السابقة، وهي بمجملها تشمل أغلب المدارس الفنية كالتصويرية الواقعية والكلاسيكية، إضافة إلى لوحات الرسم بالقلم وقلم الفحم وقلم الباستيل الملون، كما أنها بمضمونها تحاكي البعد الوطني والبيئي والوجودي».

ربا خليل

قامت الشابة "ربا خليل" من الزوار بجولتها على كامل لوحات المعرض وبشغف، وهنا قالت عن انطباعها بعد جولتها على لوحات المعرض: «من النظرة الأولى للمعرض وجدت التنوع الغني للوحات بمضامينها المتعددة؛ كاللوحات التي تعكس البيئة الريفية، وقد بدا الانتماء فيها واضحاً، والبيئة البحرية وعلاقة الإنسان الساحلي بالبحر، إضافة إلى لوحات عن "دمشق القديمة" اللافتة للنظر؛ التي تؤرخ لمسيرة الفنان في مرحلة معينة؛ وهو ما عكس العنوان العريض للمعرض "مسيرة عمر فني".

وقد شدتني لوحات البورتريه وكأنها تعكس حالات فردية شخصية تروي مرحلة معينة خاصة بتلك الوجوه؛ وهذا يعني إبداع الفنان بإيصال الحالة التي أرادها من تلك اللوحات».

الفنان فواز سويدان مع ضيوفه بالمعرض

وفي لقاء مع الأديب "غسان كامل ونوس" أحد الزوار قال: «جذبتني لوحات البورتريه التي تعكس قوة الفنان وقدرته على الرسم المباشر، وهذه حالة لا يمكن لأي فنان أن يدركها بشكلها المباشر، لأنها تنقل ملامح الشخص وعمقه وتفكيره في نظرته الشخصية، وقد رسم وجهه بأكثر من حالة كحالة "الجوكندا"، وهذه حالة غريبة، إضافة إلى لوحات وجوه الكادحين بنظراتهم الغريبة الموحية بالجدية والصبر والقدرة على التحمل، ولوحات الأحصنة بحالاتها المتعددة كالوثوب، وهي حالة ثورية من أجل الحق والعنفوان ونصرة القضايا، ولا سيما أن بعض هذه الأحصنة تثب نحو نار متأججة، بدلاً من حالة القوة التي من المفترض أن تكون موجودة لدى الشخص».

ويتابع: «على الرغم من تعدد المراحل التي عرضها الفنان، كنت أتمنى المزيد لأدرك التبدل والتجدد في تجربته الطويلة».

الفنان فواز سويدان مع الأديب غسان كامل ونوس

يشار إلى أن المعرض يقام في المركز الثقافي العربي - "بانياس"؛ ضمن احتفالية ذكرى تأسيس وزارة الثقافة، وقد افتتح بتاريخ 23 تشرين الثاني 2015، ويستمر عشرة أيام. والجدير بالذكر أن الفنان "فواز سويدان" من مواليد قرية "بارمايا" التابعة لمدينة "بانياس"، عام 1953.