أبدع المسرحي "علي منصور" بتقديم شخصية الشاعر في العرض المسرحي "برونز" الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فحاز بدوره جائزة أفضل ممثل بمهرجان المسرح الجامعي لعام 2015.

مدونة وطن "eSyria" التقت الممثل المسرحي "علي منصور" بتاريخ 4 تشرين الثاني 2015؛ ليحدثنا عن الجائزة والعرض، يقول: «العرض المسرحي اسمه "برونز" وهو نتاج محترف للمخرج "دانيال الخطيب" المسرحي، لكن تم تقديمه لمصلحة فرع المسرح الجامعي في "طرطوس" للمشاركة بمهرجان المسرح الجامعي الذي أقيم بمدينة "اللاذقية" ما بين التاسع عشر من تشرين الأول وحتى الرابع والعشرين منه عام 2015، فالنص من تأليف "مضر الحجي" وإخراج المخرج "دانيال الخطيب"، وقد تم اختيار النص من بين عدة نصوص لكتّاب سوريين شباب، وهو نص خاص تقدمه شخصيتان فقط، الأولى شخصية "أدهم" ذو النفوذ الذي يقوم بخطف "هاني" الشاعر، ليكتب له قصيدة عن حبيبته "ليلى"، وهي الفرضية الأساسية للعرض».

في العرض حاولنا اعتماد نمط جديد بالأداء، فأخذنا الشكل العفوي التلقائي وابتعدنا عن التكلف، وهذا الأمر ساعد العرض للحصول على جائزة اخترعت له تحديداً، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، التي رأت العمل محترفاً، إضافة إلى أن الحلول الإخراجية الذكية والرؤية البصرية التي اشتغل عليها المخرج كان لها الدور الأبرز في النجاح، ناهيك عن الأريحية التي تمتعت بها على المسرح والتي مكنتني من الحصول على جائزة أفضل ممثل، التي أعدّها مميزة لأنها الجائزة الشخصية الأولى التي أحصل عليها في المجال الفني

ويتابع: «في العرض حاولنا اعتماد نمط جديد بالأداء، فأخذنا الشكل العفوي التلقائي وابتعدنا عن التكلف، وهذا الأمر ساعد العرض للحصول على جائزة اخترعت له تحديداً، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، التي رأت العمل محترفاً، إضافة إلى أن الحلول الإخراجية الذكية والرؤية البصرية التي اشتغل عليها المخرج كان لها الدور الأبرز في النجاح، ناهيك عن الأريحية التي تمتعت بها على المسرح والتي مكنتني من الحصول على جائزة أفضل ممثل، التي أعدّها مميزة لأنها الجائزة الشخصية الأولى التي أحصل عليها في المجال الفني».

من العرض المسرحي برونز

وفي لقاء مع الشاعر "حسن بعيتي" المساهم بالعمل قال عن أداء الممثل "علي" الذي منحه الجائزة: «ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها "علي منصور" متألقاً بأدائه وإحساسه الذي يفيض ليلامس قلوب المتابعين، لكن خصوصية دوره في العرض الأخير "برونز" تنبع من كونه يؤدي دور الشاعر الذي أرى أنه أبدع فيه مع أنني حضرت العرض قبل أن يأخذ شكله النهائي الذي قدم فيه للجمهور، فكان إحساس "علي" يقنعني أنا الشاعر الذي يتابع بشغف كل التفاصيل، إنه يؤكد فكرة كنت أقولها دائماً للصديق "دانيال" البطل الآخر على الخشبة، وهي أن الممثل الذي يعتقد أن التمثيل حالة من الادعاء أو الكذب، لن يصبح ممثلاً حقيقياً، لأن التمثيل هو حالة من التقمص تقوم بوجه جوهري على الصدق وليس العكس، ويتحقق ذلك كلما زاد المخزون الثقافي واتسع معه الخيال، وهذا ما أرى أن "علي" قد بلغ منه حداً بعيداً من النجاح».

أما المهندس "بشر عيسى" الموسيقي المواكب لتفاصيل العمل موسيقياً فقال: «لم أتمكن من تأليف موسيقا العرض لأسباب عدة؛ أهمها التكاليف المادية الكبيرة غير المتاحة أساساً، لذلك اعتمدت أعمالاً موسيقية مختارة لترافق العرض، وقد قمت باختيار مطلع "الفانتازيا" للبيانو والأوركسترا والكورال لـ"بيتهوفن" لتكون مرافقة لمشاهد الميزان في العمل؛ التي تتكرر أربع مرات.

الشاعر حسن بعيتي

فالضربات التقديمية لآلة البيانو كانت تتشابه في نظري مع تأرجح الممثلين على الميزان، ومحاولة كل منهما فرض شخصيته على الآخر، وكما تتلاحق ضربات البيانو بهارمونياتها المتنوعة والمتباينة لنلمس فيها بحث "بيتهوفن" عن ضوء في خضم صراع فكري قبيل دخول الأوركسترا، كذلك أبقانا "دانيال" معلقين على الميزان وسط صراع حول الحب والأنثى، وقد جسد "علي" شخصية الشاعر بحرفية بالغة، يذوب صوته في الشعر الذي يلقيه وتتلون مشاعره مع الشخصية المجسدة المعقدة بألوانها المتعددة، لتأسرك حيناً فتتعاطف معها، ثم لا تلبث أن تنفر منها، فتقنية التحول والتبدل في شخصية الشاعر كانت متقنة إلى حد البراعة لدى "علي منصور"».

الممثل "علي منصور"